رئيس التحرير
عصام كامل

شكر واجب لجماعة الإخوان!


لو كانت كل قوى المعارضة وكل وسائل الإعلام تبنوا خطة لإسقاط الرئيس محمد مرسي، وإقناع الناس بفاشية جماعة الإخوان المسلمين، ما نجحوا في ذلك؛ خاصة أن الشعب المصرى- مسلم ومسيحى- متدين بطبعه، ويبحث عن أي شيء له علاقة بالدين ليتمسك به.


لذا فإن الشعب مدين بالشكر لجماعة الإخوان والدكتور محمد مرسي، فلولا غباؤهم وجهلهم ونهمهم للسلطة ما نجحت ثورة المصريين ضد الجماعة التي لا تجيد العمل في النور، لأنها- منذ نشأتها في عام 1928م- لا تؤمن إلا بالعمل في الخفاء، ولديها خبرة كبيرة في التنظيمات السرية المتشابكة المتشعبة.

الشعب مدين للإخوان وقياداتهم الذين تمكنوا- في أقل من عام- من كشف قناع الجماعة، التي ادعت زورا وبهتانا بأنها تتحدث باسم الإسلام، وأنها مفوضة من الله لتوزيع صكوك الغفران على العباد.. تعز مَنْ تشاء.. وتذل مَنْ تشاء.

جماعة الإخوان لا ترى إلا نفسها.. تلك حقيقة ملموسة.. فأعضاؤها لا يعترفون إلا بمرشدها وأعضاء إرشادها.. يأتمرون بأوامرهم.. ولا عليهم إلا السمع والطاعة.. وكأنهم أودعوا عقولهم في خزائن الجماعة، وليس لديهم النية في استردادها مرة أخرى.. فكان نتيجة ذلك عدم اعترافهم بفضل الآخرين عليهم، ووصولهم لحكم دولة بحجم ومكانة مصر.

لقد شنت جماعة حسن البنا، وذراعها الرئاسى محمد مرسي، حربا ضروسا على كل مَنْ خالفهم الرأى.. سواء كان المعارضون لهم أفرادا أم أحزابا، أم دولا.. ولذا رأينا إعلامهم الموجه، وكتائبهم الإلكترونية على شبكة الإنترنت يكيلون الاتهامات لرموز المعارضة الذين وقفوا بجوارهم في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية أمام الفريق أحمد شفيق.

رأيناهم وهم يكيلون السباب والشتائم والاتهامات للنشطاء السياسيين، والشباب الثورى الذي كان الشرارة الأولى لثورة 25 يناير 2011، ويهللون لحبسهم بتهمة "إهانة الرئيس".

ولأن الإخوان يؤمنون بما يسمى بدولة الخلافة، فلا يعترفون بقيمة مصر، ولا يعترفون بشيء اسمه الوطن.. لذا رأيناهم يزجون بمصر في خلافاتهم مع دول عربية شقيقة، ولا أحد ينكر وقفة هذه الدول مع مصر في أزماتها والمحن التي مرت بها، وخاصة دولة الإمارات العربية، والسعودية، والكويت.. كما هاجموا كل الدول التي رفضت أن تنصاع لرغباتهم وتطلعاتهم.. وبدا ذلك واضحا عندما أثنى الدكتور "مرسي" على قطر وأميرها، لا لشيء إلا لأنها أعطته بعض الأموال فقط.

الإخوان لم يتركوا رمزا وطنيا إلا وأهالوا عليه التراب.. وحاولوا- بشتى الطرق- تشويههم وتشكيك الشعب فيهم.. فعلوها مع قيادات القوات المسلحة.. فعلوها مع القضاة.. فعلوها مع البابا شنودة الثالث قبل وفاته.. بل فعلوها مع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.. فأصبح كل شخص عندهم إما فاسدا وإما من فلول النظام السابق.. ما عدا الأشخاص الذين ترضى عنهم الجماعة.. فهم حينئذ من الأبرار الأخيار الأطهار.. حتى ولو كان هؤلاء من القتلة والمجرمين وآكلى أموال الشعب بالباطل.

ولم تكتف جماعة الإخوان وأنصارها بذلك.. بل راحت تجند بعض مدعى التشيخ، ممن كانوا يحرمون الخروج على الرئيس السابق حسنى مبارك، وممن يجيدون التطبيل للحاكم، وأطلقتهم على الشعب.. فوجدنا هؤلاء الشيوخ يكفرون المعارضين للإخوان، ويبيحون دماءهم دون أن تهتز لهم شعرة، بحجة أن المعارضة تريد القضاء على "الإسلام"!

إن غالبية المصريين أصبحوا على قناعة تامة بأن الإخوان المسلمين وأنصارهم هم دعاة عنف لا دعاة سلام.. دعاة إقصاء لا دعاة احتواء.. دعاة إثارة وتهييج وتحريض لا دعاة هدوء وتسامح واستقرار.
لقد انكشفت الإخوان ورئيسهم أمام الشعب الذي كان يتعاطف معهم عندما كانوا في السجون.. انكشف منهجهم.. انكشف مخططهم.. انكشف زيفهم.. انكشف كذبهم.. ولم يعد أمامهم إلا الرجوع إلى جحورهم.. يمارسون طقوسهم وألاعيبهم السرية.
الجريدة الرسمية