رئيس التحرير
عصام كامل

إقالة علي جمعة من اتحاد علماء الإخوان!

فجأة وبدون سابق إنذار أعلن الإخوان عبر قنواتهم الفضائية إقالة الدكتور علي جمعة من مما يسمونه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعند البحث عن مكنون هذا الاتحاد نجده وبكل وضوح عبارة عن جمعية إخوانية بإمتياز، وقد تم تأسيس هذا الاتحاد في عام ٢٠٠٤ في منزل القرضاوي بالدوحة، وتم الإعلان عن تأسيسه في لندن، بما يعني أن الاتحاد ليس خاصا بجموع المسلمين بل هو خاص بالإخوان المسلمين كتنظيم جملة وتفصيلا، وقد نفي عصام تليمة الذراع الأيمن للقرضاوي أن الدكتورعلي جمعة لم يكن يوما عضوا في الاتحاد، وهذا ما أكد عليه قولا واحدا، وهكذا الإخوان يفضحون أنفسهم..


 فها هو أحدهم يكذب الخبر الذي لم يلقي له الدكتور علي جمعة بالا، حتى جاء النفي على لسان أحدهم، والذي أعرفه عن هذا الاتحاد الذي يسمى عند الإخوان الاتحاد العالمي للمسلمين زورا وبهتانا، أنه إتحاد يضم في جنباته كل ذي فكر أعوج بمرجعية إستعمارية، حتى أنه من ضمن أعضائه صحفي غير نقابي تم ضمه لمجرد أنه من مؤيدي الإخوان، ليعلم الجميع كيف يتم اختيار الأعضاء؟!

فالدكتور علي جمعة شخصية دينية وعلمية معروفة  منذ عشرات السنين فهو عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كما أنه شغل منصب مفتي الديار المصرية خلال الفترة من 2003 إلى 2013، فهو لا يحتاج إلى مثل هذه المنظمات والجمعيات التي لها أهداف سياسية وتخدم أجندات خارجية، علاوة على أن الدكتور علي جمعة  أشتهر بالعديد من الفتاوي الدينية والآراء المجددة، كما أنه  أختير ضمن أكثر خمسين شخصية مسلمة تأثيرًا في العالم لاثني عشر عامًا على التوالي من 2009 وحتى عام  2020 حسب تقييم المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية بعمّان في الأردن..

مواقف وطنية مشرفة
كان للدكتور على جمعة مواقف وطنية ثابتة فقد عارض توريث الحكم في مصر في عهد الرئيس محمد حسني مبارك، ودعم القضية الفلسطينية ، له العديد من الأنشطة الاجتماعية التي ساعد بها الفقراء، وزار الكثير من البلدان لتصحيح صورة الإسلام المشوهة لدى الغرب، وله العديد من المقالات المنشورة بلغات عدة، وله العديد من الأعمال داخل دار الإفتاء المصرية خلال مدة توليه منصب مفتى الديار المصرية، فبعد كل ذلك يخرج لنا أناس ليس لهم صلة بعلم شرعي أو مرجعية وطنية بإتهامات غير منطقية في حق علامة بحجم الدكتور علي جمعة..

أنا هنا ليس بصدد الدفاع عن الدكتور على جمعة فليس لي  به علاقة شخصية أو مصلحة ذاتية، والدكتور ليس بحاجة لأمثالي حتى يدافع عنه، ولكن من باب الدفاع عن الحق والحقيقة كان واجب علي أن أُبين للناس ما أُلصق زورا وبهتانا بمفتي الديار المصرية الاسبق من تهمة العضوية في إتحاد ذو صبغة حزبية مناهضة للدولة المصرية..

فالدكتور علي جمعة له مواقف تاريخية مشرفة بالوقوف بجانب الدولة المصرية في أشد الأوقات فتنة، وأيام كانت أشد ضراوة على كيان الدولة المصرية، وأفعال من قِبل تنظيم أنشئ تحت عباءة الإستعمار كانت يريد تفكيك مؤسسات الدولة ويجعل من الدولة مرتعا خصبا للتدخلات الخارجية، فوقف الدكتور علي جمعة منافحا عن الدولة المصرية من منطلق ديني ليثبت أركان الدولة ويبث في نفوس أبناء الوطن الأمن والطمأنينة، من أجل ذلك نصب الإخوان له العداء وإنبروا في كل ميدان يريدون النيل من الرجل الذي لا ذنب له إلا وقوفه بجانب الدولة عندما كان يريد الإخوان لها السقوط والانهيار.
الجريدة الرسمية