رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله.. سر غريب وغير متوقع عن انسحاب عبد المنعم مدبولي من مدرسة المشاغبين

الفنان عبد المنعم
الفنان عبد المنعم مدبولى
وصف بأنه الأسطى، وأحسن من يركب الكوميديا على الكوميديا ويؤكد الإفيه ويفجر الضحك من الموقف أحبه الجمهور ونجحت أعماله، واستحق عبد المنعم مدبولى أن يكون أستاذ الجميع ويكفى أنه كان سر نجومية فؤاد المهندس.


وترجع القصة إلى قيام سيد بدير مدير مسرح التليفزيون باختيار مدبولى بدلا منه لإخراج مسرحية بعنوان "الدنيا بتلف " التى أصبحت فيما بعد السكرتير الفنى نظرا لظروف سفر مفاجئ لبدير وكان فى نفس الوقت هو البطل ، فقام مدبولى بترشيح فؤاد المهندس للدور، مع ممثلة من جمعية أنصار التمثيل اسمها شويكار ومن يومها انفتحت الفرصة للمهندس وصارت هناك علاقة فنية بينه وبين  مدبولي. 


في مثل هذا اليوم  7 يوليو 2006 رحل الفنان والكوميديان  عبد المنعم مدبولي الذي أمتعنا  بالكثير من أعماله الكوميدية والتراجيدية وكان من النجوم الكبار الذين يتغلبون على آلامهم لإسعاد الجمهور ورسم البسمة على وجوه محبيهم.

استطاع مدبولى إقناع المشاهد بأدوار متعددة بحرفية عالية، فقدم دور الأب فى مسلسل "أبنائى الاعزاء شكرا" وهو المسلسل التراجيدى الذى يناقش قضية العطاء بلا حدود .


ومع كثرة العروض التى قدمها تحول مدبولى من ممثل وفنان الى صاحب مدرسة كبيرة فى الأداء التمثيلى اطلق عليها المدبوليزم.

وكما قال الناقد د. على الراعي:" مدبولى أخذ من الأراجوز والدمية ومكر الشعب وسلاطة اللسان ، بدأ على شاشة السينما بفيلم "أيامى السعيدة " للمخرج أحمد ضياء الدين ، وكثيرا ماكان يشارك فى كتابة الأفلام التى يقوم ببطولتها ورغم ذلك ظل بعيدا عن أدوار البطولة حيث كان سنيدا لفؤاد المهندس ومحمد عوض ولم يغضبه ذلك.

كانت أهم محطاته فى السينما التى وصلت الى 48 فيلما و منهم " سيقان فى الوحل، الحفيد، أهلا ياكابتن، مولد يادنيا"، الذى قام بالغناء فيه أشهر أغانيه "زمان غريب يازمان" .

ويتحدث استاذ الكوميديا عن مشواره الفنى فيقول: "نشأت فى حى شعبى بباب الشعرية ومتزوج وأعول ثلاثة أبناء، وعملت بالإذاعة فى برنامج "ساعة لقلبك"، مع فؤاد المهندس ومجموعة كبيرة من الزملاء، وأيضا برنامج الأطفال بابا شارو، ثم انتقلت للعمل فى مسرح التليفزيون برئاسة السيد بدير تمثيلا وإخراجا لأربع مسرحيات فيه.

وتابع:"  شاركت فى تكوين فرقة الفنانين المتحدين وقدمت من خلالها مسرحية "البيجاما الحمراء" .

جدير بالذكر عبد المنعم مدبولي كان يتميز بكاريزما خاصة أكسبته حب الملايين في مصر والعالم العربي وشكل مع الراحل فؤاد المهندس ثنائيا تمثيليا عجز عن تكراره الممثلون الحاليون، وشارك في أول عمل مسرحي له من خلال دور أعرابي مع فرقة المسرح المصري الحديث التي شكلها زكي طليمات، ثم أسس فرقة تحمل اسم المسرح الحر عام 1952.

استمر  مدبولى طوال مشواره الفنى ، أول من يحضر الى المسرح لإجراء البروفات وآخر من ينصرف منه، وكان يتعامل مع كل دورعلى أنه أول دور فى حياته يسأل عن كل صغيرة وكبيرة، ولشدة حرصه على المواعيد وكراهيته للإهمال انسحب مدبولى من مسرحية "مدرسة المشاغبين" رغم النجاح الذى تحقق فيها بسبب تأخر افتتاح المسرحية وبالتالى تأخر عرضها الى ساعات متأخرة ، وكان يسكن مصر الجديدة فاختلف مع فريق العمل.
الجريدة الرسمية