رئيس التحرير
عصام كامل

الحكمة من صيام عشر ذي الحجة

ذي الحجة
ذي الحجة
خَصّ الله -تعالى- الصيام بالعديد من الخصائص، كما أنّ له من الفضائل ما يختلف عن سائر العبادات، ومن هذه الفضائل أنّ الله -تعالى- قد نسب الجزاء عليه إلى نفسه، ولم يحصره في أجرٍ مُحدَّد؛ لعِظَم أجره؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به).


بالإضافة إلى أنّ العبد الصائم يفرح في الدُّنيا عند إفطاره كما يفرح في الآخرة عند ربّه؛ لِما يُلاقيه من عظيم أجر الصيام، إلى جانب أنّ رائحة فم الصائم تكون أطيب من رائحة المِسك يوم القيامة، وقد أعدّ الله -تعالى- باباً خاصّاً في الجنّة للصائمين؛ وهو باب الريّان، وتجدر الإشارة إلى أنّ صيام يومٍ واحدٍ يُبعد الصائم عن النار سبعين سنة؛ قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)، وشفيعٌ له يوم القيامة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ ، يقولُ الصيامُ : أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه ، فيَشْفَعانِ).

ذي الحجة
ومن ذلك صيام العشر من ذي الحجّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأيّام التسع الأولى من شهر ذي الحجّة يُطلَق عليها اسم الأيّام العَشر؛ وذلك من باب التغليب، وفي ما يأتي توضيح ذلك:

حُكم صيام العشر من ذي الحجّة
يجوز صيام الأيّام التسع من شهر ذي الحِجّة؛ لِما ورد عن بعض أزواج النبيّ عن فِعله -عليه الصلاة والسلام-، إذ قُلن: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ).

واتّفق الفُقهاء الأربعة، وغيرهم، كابن حزم، والقُرطبيّ والنوويّ على استحباب صيام الأيّام الأولى من شهر ذي الحجّة؛ لأنّها من الأيّام الفاضلة؛ واستدلّوا بمجموعة من الأدلّة، كقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى . قيل : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ قال : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، إلا رجلٌ خرج بنفسِه وماله فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ)؛ والحديث عام يشمل أعمال الخير والصلاح جميعها، ومن بينها الصيام، وفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي جاء عن بعض زوجاته دليلٌ على استحباب صيامها، وهو حديثٌ صريحٌ في ذلك.


الحِكمة من صيام العَشر من ذي الحجّة

أقسم الله -تعالى- بالأيّام العشر من شهر ذي الحجّة، وذلك بقوله: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)؛ والقسم بها دليلٌ على الفَضل العظيم، والشَّرَف الرفيع لها، كما أنّ أداء الأعمال الصالحة فيها أفضل من أدائها في غيرها من الأيّام، ومن ذلك أنّ الصيام فيها له أجرٌ عظيم، ومكانة رفيعة، كمكانتها.


الحِكمة من صيام العَشر
 أقسم الله -تعالى- بالأيّام العشر من شهر ذي الحجّة، وذلك بقوله: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)؛ والقسم بها دليلٌ على الفَضل العظيم، والشَّرَف الرفيع لها، كما أنّ أداء الأعمال الصالحة فيها أفضل من أدائها في غيرها من الأيّام، ومن ذلك أنّ الصيام فيها له أجرٌ عظيم، ومكانة رفيعة، كمكانتها.


متى يبدأ الصيام

يبدأ صيام الأيّام العَشر من ذي الحجّة منذ بداية شهر ذي الحجّة، وحتى اليوم التاسع منه، والذي يُسمّى يوم عرفة، ولا يُصام اليوم العاشر منه؛ لأنّ اليوم العاشر يكون عيداً يَحرُم صيامه، ويدخل صيام العَشر من ذي الحجّة في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر)؛ كما يُستحَبّ فيها فِعل جميع الأعمال الصالحة، كالذِّكر، والدُّعاء، وغيرذلك، ويُستثنى الصيام في اليوم العاشر منها .


أهمية العشرة من ذي الحجة

تُعَدّ الأيّام العَشر من شهر ذي الحِجّة من أفضل أوقات العام؛ فهو مَوسم للطاعات؛ إذ يجتهد المُسلم فيها بالطاعة؛ لعلّه يصل إلى رحمة الله -تعالى-، ومغفرته، وقد فُضِّلت العشر من ذي الحجّة؛ لأنّ فيها اجتماعاً لأُمّهات العبادات، كالصدقة، والصوم، والحجّ، والصلاة، وغيرها، وهي لا تجتمع إلّا في هذه الأيّام

الجريدة الرسمية