رئيس التحرير
عصام كامل

قروض وسلف والمحصلة صفر.. موسم المانجو بالإسماعيلية موت وخراب ديار.. والمزارعون يستغيثون

المانجو
المانجو
يعيش مزارعو المانجو واحدًا من أسوأ مواسمهم في ظل التراجع الاستثنائي للإنتاجية والتي تناقصت إلى قرابة 85% من متوسط الإنتاج الطبيعي، وفقًا لتقرير رسمي صادر عن مركز البحوث الزراعية.


ويواجه المزارعون خاصة في محافظة الإسماعلية التي يتركز فيها نسبة كبيرة من إنتاجية المانجو في مصر، أزمة طاحنة نظرًا لسقوطهم بين مطرقة سداد القروض التي حصلوا عليها من البنك الزراعي، وسندان السلف التي حصلوا عليها من تجار الجملة كجزء من حساب المحصول عند جمعه، نظرًا لعدم وجود إنتاج يمكنه تغطية تكلفة الزراعة أو سداد القروض ورد السلف.

وقال أحمد عفو، أحد مزارعي المانجو في منطقة الضبعية بمحافظة الإسماعيلية: إن الإنتاج هذا العام في مزرعته لم يتجاوز الـ10% من متوسط الإنتاجية العادية، وهو ما جعله يواجه مأزقًا كبيرًا وغير معتاد، بعد أن تراكمت عليه الديون وقرض البنك في خسائر كبيرة سيتكبدها خلال الموسم.

وأوضح أن المزارعين لا يمكنهم بدء الزراعة دون الاقتراض أو السلف تحت الحساب من تجار الجملة بضمانة المحصول نظرًا لارتفاع تكلفة خدمة الفدان والتي تصل إلى 30 ألف جنيه، إلى جانب قروض البنك الزراعي التي رغم فائدتها الميسرة إلا أنه لن يتمكن من الوفاء بها بسبب الخسائر، ويزيد على ذلك تكلفة الكهرباء المستخدمة في تشغيل ماكينات الري، وفي حالة التأخر في سدادها سيتم إزالة العدادات وقطع الكهرباء عن مزرعته.

ولفت "عفو" إلى ضرورة أن تتعامل الدولة مع مزارعي المانجو هذا العام كونهم تعرضوا لكارثة طبيعية، وهي التغيرات المناخية التي تسببت وفق تأكيدات علماء مركز البحوث الزراعية في انهيار إنتاجية الأشجار وفقدانهم لرؤوس اموالهم.

ومن جانبه قال حسين أبو شلبي، مزارع مانجو في منطقة الكيلو 11 بمحافظة الإسماعيلية: إن الانهيار في إنتاج هذا العام غير مسبوق، ولم يواجهه المزارعون من قبل حيث وصلت إنتاجية مزرعته البالغ مساحتها 3.5 فدان إلى 200 كيلو تقريبًا في حين أن متوسط الإنتاجية بشكل عام يتراوح بين 8 و10 أطنان للفدان، وهو ما يدلل على الخسارة الكبيرة التي تكبدها المزارعون.

وحذر من أن هذا الوضع سيؤدي إلى ضعف الإنتاجية العام المقبل حتى لو كانت الظروف المناخية طبيعية نتيجة لفقد المزارعين لرؤوس أموالهم وتراكم الديون عليهم بين البنك الزراعي وتجار الجملة إلى جانب مديونيات الكهرباء، وبالتالي لن يتمكنوا من الإنفاق على المحصول خلال الموسم المقبل.

وتابع: تراجع الإنتاجية الحالي لن يتوقف تأثيره على المزارعين فقط ولكن يمتد إلى أسطول سيارات النقل الذي كان يعمل بشكل متواصل مدة شهرين لنقل المانجو إلى الأسواق إلى جانب العمالة التي كانت تفد إلينا من الدلتا للعمل في جمع المانجو لنفس المدة أيضًا.
الجريدة الرسمية