رئيس التحرير
عصام كامل

كيف أصبح الإعلام صمام أمان المجتمعات من الانهيار بعد ثورات الربيع العربي؟ ‏

مواقع التواصل
مواقع التواصل

قبل أيام استقبل الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الدكتور ماجد عبدالله القصبي وزير التجارة ‏والاستثمار ووزير الإعلام السعودى المكلف، ودا الحوار حول الكثير من العناوين.



لكن كان أحد أبرزها الدور الذي يجب أن يلعبه ‏الإعلام في مد جسور التشاور والتواصل والحوار وتبادل الرؤى في مختلف القضايا التي تخدم المصالح المشتركة بين البلدين، ‏ومساندة القضايا العربية والإسلامية بما يقرّب بين الدول والشعوب، وليس العكس كما كان يحدث خلال السنوات الماضية.‏

ثورات الربيع العربي 

يقول الدكتور عبد العزيز الجار الله، الكاتب والباحث، أن ثورات الربيع العربي عام 2010 أحدثت هزة كبيرة في الإعلام النمطي والتقليدي، والإعلام ‏الرسمي، من خلال التفاعل السريع مع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الإنترنت أثناء ثورات الربيع وما أعقبها، ورافق ذلك تطوير ‏سريع ومكثف لأنظمة الإنترنت وأجهزة الهواتف الرقمية.‏

أضافت: هي التي عجَّلت وأنضجت ثورات الربيع العربي في الدول العربية، ولم تكن تجربة منفصلة عن العالم الذي ‏مرَّ بالتجربة نفسها، فالتطور التقني وتحولات التواصل الاجتماعي والتطبيقات والهواتف والأجهزة المحمولة واللوحية، لكنها عند ‏العرب ترافقت مع الغليان السياسي وتحرك الشارع العربي.‏

استكمل: الشعوب العربية كانت تغلي من الواقع السياسي الصعب الذي جرَّ البلدان العربية إلى تراكم الفساد والبطالة والانهيار ‏الاقتصادي، لذا تعجل الربيع العربي وتم تسريعه بمباركة قوى عالمية وإقليمية.‏

لكن كان من نتائج الربيع العربي انهيار الإعلام الرسمي والمؤسسات الإعلامية والصحافة، وكليات وأقسام الإعلام في الجامعات، ‏وشركات الإعلام والعلاقات العامة في القطاع الخاص.

وهذا ليس بسبب الربيع العربي لوحده، وإنما رافقه التطور النوعي ‏والمهني السريع في التقنية حتى أصبح التواصل الاجتماعي هو البديل الجاهز، وتحمل رجل الشارع والمواطن المهمة بل تحوَّل إلى ‏مراسل يخاطب العالم، مما أفقد الإعلام الرسمي أهميته ودوره.

ومكَّن أيضاً رجل الشارع غير المتخصص من التعبير السريع ‏وتشكيل الرأي العالم، ولا حاجة لمؤسسات الإعلام، بل إن الإعلام الرسمي والنمطي تم تحييدهما بشكل ملحوظ .. يقول الجار الله ‏ويستكمل:  ‏

تقليد عالمي 

‏"هذا حدث في معظم عواصم العالم بما في ذلك الدول الكبرى أوروبا وأمريكا وروسيا والصين وبمستوى واحد، لكن كانت لهذه ‏الدول الغربية معالجات سريعة في الدعم المالي للمؤسسات وتطوير سريع في أجهزتها وتدخلات عاجلة لوقف انهيارات ‏المؤسسات.

عكس ما حدث في الوطن العربي حيث تخلت الدول تمامًا عن الدعم والوقوف إلى جانب الإعلام بل تركته يتآكل من ‏الدخل حتى توقف عن الصدور.‏

احتتم: عودة الروح للمؤسسات الإعلامية والأجهزة المعنية بالإعلام والثقافة يوقف كوارث كبيرة كانت بدأت تظهر نتائجها على ‏السطح، على حد قوله. ‏

الجريدة الرسمية