رئيس التحرير
عصام كامل

تكريم الفنانة فاتن حمامة


"أنت ثروة قومية يجب الحفاظ عليها" مقولة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

في هده المرحلة العصيبة من تاريخنا الثوري المعاصر، كنا نود أن تتغير ثقافة التكريم.. وتصبح ثقافة الاعتراف والتقدير والقدوة معيارها الذهبي باعتبار الفنان حامل رؤية وضمير الأمة.. ثقافة الثورة تلزم علينا إعادة الاعتبار للعلاقة بين الوطن والمستقبل.. لماذا يبدو كل المتميزين في مشهدنا الثقافي والسياسي والاجتماعي تائهين مغبونين.. لماذا ثقافة الإقصاء تقتل روح المبدع؟!


في هدا الزمن القاتم يحاصرنا الوجع والقلق والألم، ليس لأن الثورة في خطر..لأن الذين كانوا يصرخون في وجه الخطأ أصبحوا بدائرة الخونة..

لماذا تتكرم فاتن حمامة بلبنان بالدكتوراة الفخرية.. ويأتي تكريم الجامعة الأمريكية في لبنان لفاتن حمامة كإضافة إلى سجل طويل من التكريمات والجوائز التي سبق أن حصلت عليها منذ بداية مشوارها الفني، وتحديدًا من لبنان الذي سبق ومنحها عدة جوائز وتكريمات منها «وسام المرأة العربية»، و«ميدالية الشرف»، إضافة إلى حصولها على «وسام الأرز» مرتين عامي 1953 و2001.

وسبق تكريم فاتن حمامة عام 1952 من قبل وزارة الشئون الاجتماعية المصرية عن فيلمها «أنا الماضي»، كما حصلت أيضًا على «ميدالية الشرف» في بداية الستينيات من القرن الماضي، والثورة 25 يناير لم تكرم ولو مبدعا واحدا بميدان التحرير وفاء لعطاءاتهم وتواجدهم المتميز والنوعي في مؤازرة الثورة.

بقدر ما تزداد معرفة الثورة بأهمية المميزين على رسم المستقبل، أو على الأقل على قراءة الحاضر، تتجه مسيرة الوطن نحو الأمام.. أي لثقافة الاعتراف بأهمية الآخر، لثقافة التكريم لهذا الآخر المميز.. في حياتنا العربية حالة من الإقصاء.. أليس هناك ترابط بين تخلفنا السياسي والثقافي، وتفككنا الاجتماعي، وإقصاء النخب الفكرية والسياسية المميزة!.. والسبب في ذلك ليس في التفكير الإقصائي للمواطن الآخر وسلبه الحق بالاحتفال بمبدعيه ومثقفيه الذين أناروا طريق المستقبل في كل ذرة من كياننا الروحي والاجتماعي والسياسي، وإنما لأننا نريد تمزيق الماضي كله، بأفكاره، ورموزه، ولهذا لم أستغرب أن يقوم بعض المتطرفين المتدينين بوضع الحجاب على تمثال أم كلثوم.

الجريدة الرسمية