رئيس التحرير
عصام كامل

موسم صعب على محبي المانجو.. تقرير رسمي يكشف تراجع الإنتاجية بنسبة 85% بسبب المناخ

المانجو
المانجو
كشف تقرير صادر عن مركز البحوث الزراعية، تراجع إنتاجية محصول المانجو في بعض المناطق بمحافظة الإسماعيلية خلال الموسم الجاري نظرا للتقلبات الجوية الحادة التي ضربت البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري.


وينذر التقرير الذى أعدته لجنة متخصصة من معهدي البساتين ووقاية النباتات بتراجع كبير في الإنتاجية يصل إلى 85% في محافظة الإسماعيلية، حيث أكدت اللجنة المعدة للتقرير أن نسبة الثمار في أشجار المانجو بمنطقة الكيلو 11 التابعة لجمعية الفردان بالإسماعيلية بلغت بين 10% إلى 15% فقط من الإنتاج الطبيعي للأشجار.

وأشار التقرير إلى أن منطقة جمعية الفردان تضم قرابة 6000 فدان من المانجو، وأن سبب التراجع الحاد في الإنتاجية يعود إلى تساقط العقد الحديث نتيجة تذبذب درجات الحرارة خلال مرحلة التزهير والعقد ورافقها موجات من الرياح الساخنة المحملة بالاتربة تسببت في جفاف حبوب اللقاح، تبعها انخفاض في درجات الحرار تسبب في فشل عملية التلقيح.

وأكدت اللجنة أن المعاينة الشاملة للمنطقة أكدت أنه لا يوجد أي أصابات مرضية أو حشرية على الإطلاق في المنطقة.

ومن جانبه علق المهندس أشرف الانصاري استشاري زراعة المانجو، أن تقرير مركز البحوث الزراعية كان موفقا في الكشف عن الأسباب الحقيقية في تراجع إنتاجية محصول المانجو هذا العام، وهي التقلبات المناخية الحادة التي تسببت في تساقط العقد والأزهار.

وأكد الأنصاري أن درجات الحرارة وصلت في مرحلة التزهير هذا العام إلى 46 درجة مئوية في مناطق مختلفة وهو ما تسبب في احتراق الأزهار، وتراجع الإنتاج بشكل حاد، لافتاً إلى أن المانجو نبات استوائي بطبيعته وفي حالة تعرضه لظروف جوية غير ملائمة لطبيعته تنخفض الإنتاجية.

وشدد الأنصاري على أن محصول المانجو في مصر لا يعاني فقط من التقلبات المناخية الحادة بل من العشوائية وغياب التنظيم في الزراعة، حيث وصلت المساحات المنزرعة الآن إلى نصف مليون فدان تقريبا وهو رقم ضخم ويزيد عن احتياجات السوق المحلي والتصدير في حالة الإنتاج الجيد، وأن على الحكومة أن توقف إضافة أي زراعات جديدة من المانجو للتأثير السلبي لذلك على اقتصاديات المحصول في مصر.

وكشف أن مساحات كبيرة من المانجو في مصر لا تنتج ما يشجع على استمرارها في دورة الإنتاج من الأصل مثل مزارع كبرى في الأسماعيلية أصبحت الأشجار الموجودة فيها غير منتجة وتحتاج إلى الإحلال والتغيير ورغم ذلك يتم هدر مدخلات الإنتاج والمياه في زراعتها سنويا رغم عدم جدوى ذلك، وأن 70% تقريبا من مزارع المانجو في الإسماعيلية تعاني من هذا الوضع ووجودها وزراعتها كل عام إهدار للمياه.

وطالب استشاري زراعة المانجو بأن تتدخل الدولة لتنظيم زراعة كافة المحاصيل وفقا للاحتياجات المحلية والتصدير من خلال صور الأقمار الاصطناعية والحصر الدقيق عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة حيث يمكن من خلال ذلك توفير كميات كبيرة من مياه الري تستهلكها محاصيل غير منتجة ولا يوجد حاجة للتوسع فيها وتوجيه المقننات المائية لمحاصيل أخرى استراتيجية.

وتابع " الفلاح لا يريد شيئا من وزارة الزراعة سوى أن تقدم له المعلومات الإرشادية الحديثة زراعية كانت أو مناخية في وقتها المناسب إلى جانب توفير قاعدة بيانات متكاملة وحديثة ومنقحة حول الزراعة في مصر ومساحات كل محصول حتى تكون عملية إدارة الإنتاج أسهل وتعبر عن الاحتياجات الحقيقية.
الجريدة الرسمية