رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يدعو الإسلاميون للتدين ولايلزمون أنفسهم باحترام معارضيهم ؟

عنف الإخوان
عنف الإخوان
من الظواهر الغريبة للغاية في السوشيال ميديا، الكتائب الإلكترونية للتيارات الدينية، وخاصة جماعة الإخوان وأنصارها، أن جميعهم ‏يرفعون صور الأقصى والحرمين ويستشهدون في أحاديثهم بمقتطفات من القرآن والسنة وأحاديث الصحابة والأولين، لكنهم لا ‏يتعاملون مع معارضيهم إلا بالسباب وبأسوأ الألفاظ وأشدها سوقية. ‏


الأخلاق والاجتهاد

تقول مها الجبر، الكاتبة والباحثة أن ما لايعرفه الإسلاميون، ان الالتزام بالأخلاق النبيلة من أشكال الجهاد البشري، فليس ‏بالضرورة أن تكون متدينا حتى تتحلى بالخلق الحسن.‏

أشارت الباحثة إلى أن المشكلة الأزلية مع التيارات الدينية، أنهم لايؤمنون بأن التدين شأن بين المرء وربه، لكن أخلاقه التي تنعكس ‏على سلوكه مهمة في تعامله مع الآخرين.

أكدت أن الإصرار على فرض الأفكار الدينية بحجة الأخلاق مجرد زيف ينكشف سريعا ‏بالمواقف والصراعات وتظهر الأقنعة فلا خديعة دائمة، ولا تزييف خالد.‏

أوضحت أن ما يحدث هذه الأيام ينطبق على الحديث الشريف للنبي محمد الذي بشر فيه بزمان يظهر فيه حدثاء الأسنان، سفهاء ‏الأحلام، يقرؤون القرآن ولا يجاوز تراقيهم، مردفة:

رأينا ما فعلوه باسم الدين الذي لا علاقة له بسلوكياتهم، بل هو منهم براء، ‏مؤكدة أن ظهور داعش، وقبله جماعة الإخوان وبعض الفصائل السياسية التي تستخدم الدين وتعزف على وتره للحصول على ‏تعاطف الناس وتجييشهم باسم الدين، ما هو إلا استغلال سافر لتدين الناس، والعبث بعاطفتهم الدينية.‏

مظلة الدين

استكملت: استخدموا الدين مظلة للإفلات من المحاسبة عن تصرفاتهم وخاصة الإجرامية منها مثل إزهاق أرواح معارضيهم من ‏السياسيين والكتاب الذين لم يستخدموا إلا عقولهم وأقلامهم في الاشتباك معهم. ‏

أضافت: في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، تذهلك بعض الحسابات من حجم تذكيرها بالله، ووضع الأدعية التي تجعلك تظن أنك ‏في صحن الطواف ببيت الله الحرام، وتراهم في كل جمعة يذكّرون بأهمية الصلاة على النبي، لكن مع أول خلاف معهم لا ترى منهم ‏إلا سوء الأخلاق وبذاءة اللسان وعدم التورع عن إيذاء الآخرين أو سلب حقوقهم باختلاف درجتها.‏

اختتمت: ما قيمة التدين إذن، إن لم يستقر في القلب والعقل وحصّن الآخرين من الأذى والاعتداء . ‏
الجريدة الرسمية