رئيس التحرير
عصام كامل

فقدت ابنها صغيرا.. عزيزة حلمي فنانة جسدت الأمومة في السينما والمسرح

عزيزة حلمي
عزيزة حلمي
بقسمات وجه يحمل البراءة وأمارات الحنان يتذكر الجمهور الفنانة القديرة عزيزة حلمي في عيد ميلادها، تلك الفنانة التي بدأت مشوارها الفني بأداء دور الأم وواصلت مسيرتها لتصبح من أشهر الأمهات في السينما المصرية.


وما لا يعرفه الكثير من الجمهور أن الفنانة عزيزة حلمي بالرغم من قدرتها الفائقة على تجسيد مشاعر الحنان والأمومة على الشاشات، فإنها في الواقع عاشت معاناة حرمتها من فلذة كبدها، ومع ذلك واصلت الإبداع في تجسيد شخصية الأم الحنون بكل ما أوتيت من قوة.

"في الحياة رغم إني ما عنديش أبناء.. جبت ولد واحد وربنا اختاره لكن انا أثرى أم في العالم بعدد الأبناء"، بهذه الكلمات علقت الفنانة عزيزة حلمي في لقاء إعلامي لها مع الإعلامية سهام صبري على السر في أن أفعالها وكلماتها وحديثها تنبع منه مشاعر أمومة صادقة.



فالفنانة عزيزة حلمي التي تزوجت من الكاتب والروائي علي الزرقاني رزقها الله بولد صغير ملأ عليها دنياها وأشعل في قلبها فتيل الأمومة لتعيش معه تلك المشاعر لأول مرة وتنمو بداخلها شيئا فشيئا كلما رأت صغيرها يكبر أمام ناظريها ولكن القدر لم يمهلها الكثير من الوقت لترى طفلها وصغيرها يكبر ويصير رجلا.

فقد اختاره الله في سن مبكرة بعد أن كان سببا في تفجير ينبوع الحب والأمومة في قلب الأم ويرحل عنها لتمنح الجميع من بعده تلك المشاعر الحقيقية التي وصلت إلى قلوب الجمهور ولا تزال، ولقد استعاضت بابنها الراحل بالعديد من الأبناء الذين كانت لهم أما على الشاشات ليشاء القدر ألا يخفت بداخلها يوما بريق مشاعر الأمومة.

المعهد العالي للفنون المسرحية

يذكر أن الفنانة عزيزة حلمي ولدت في يونيو 1929 بالزقازيق وفى فترة شبابها انتقلت للعيش بالقاهرة حيث التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ونبغت فيه ورغم تفوقها العملي فإنها لم تكن تجيد الدراسة النظرية فقررت ترك المعهد قبل أن تنتهي من الدراسة، وذلك على الرغم من أنها قدمت في حياتها أكثر من مائتي عمل متميز.
 
وبدأ مشوارها الفنى من خلال علاقتها بالفنانتين زينب صدقى وفردوس محمد حيث قدماها للمخرج أحمد بدرخان الذي أسند إليها دورا في فيلم "قبلني يا أبي" مع محمد فوزي ونور الهدى. 

وعملت عزيزة حلمى في الإذاعة مـع محمد محمود شعبان في برنامـج «عذراء الربيع»، ومن أشهر أعمالها الإذاعية مسلسل "عيلة مرزوق أفندي"

وحرصت "عزيزة حلمي" على المشاركة في عدد من الأعمال المهمة البعيدة عن الفن؛ من أبرزها العديد من الخدمات العامة التي كانت تؤديها في مدينة الزقازيق مسقط رأسها.

ومع بداية التسعينات بدأت تأثيرات التقدم في السن على عزيزة حلمى ولكنها لم تتوقف عن الأداء الفنى الرائع وفى الـ 65 من عمرها عادت عزيزة حلمى من عملها بكامل حيويتها، وعلى غير العادة كانت متفائلة ومستبشرة بالحياة وطلبت من ذويها أن يتركوها تنام بعد يوم عمل مرهق، فلم تستيقظ.
الجريدة الرسمية