رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده.. رحلة محمود عبد العزيز من خبير علم الحشرات لساحر السينما

الفنان محمود عبد
الفنان محمود عبد العزيز
ممثل مصرى قدير، جمع بين الأداء الكوميدي والأداء التراجيدي فأصبح نجمًا فى الاتجاهين، كما جمع بين النجاح فى أعماله بالشاشة الصغيرة والكبيرة، وتميز بخفة الدم والحضور، هو الفنان الراحل محمود عبد العزيز ـ وُلد فى مثل هذا اليوم 4 يونيو عام 1946.


فى حوار قديم أجراه نادر عدلي مع الفنان محمود عبد العزيز عام 2000 ونشرته مجلة نص الدنيا حول مشوار البداية تحت عنوان "اعترافات" قال فيه: "أعترف أن الدراسة فى كلية الزراعة لم تكن هى أحلامى ورغم ذلك لو عاد بى الزمن فسوف أختار بلا تردد الدراسة فى كلية الزراعة".

وأضاف: "كانت كل رغباتى تنحصر بين الطب أو التمثيل التى كان يرفضها والدى حتى لا أسافر إلى القاهرة حيث معهد التمثيل، لكن جاء مجموع درجاتي لا يكفى لدخول الطب فذهب مكتب التنسيق بى إلى كلية الزراعة، لكن ظلت هواية التمثيل تلازمني منذ المرحلة الإعدادية وكنت عضوًا فى فرقة التمثيل بالمرحلة الثانوية وكم تخيلت نفسى مشهورًا، 
تعلقت بالكلية حين علمت أن لديها فرقة مسرحية متميزة، وأحببت الدراسة بالكلية حتى قسم الحشرات كانت الدراسة فيه لذيذة جدًا حتى الماجستير كان فى الحشرات".


بعد التخرج عشت فترة من الحيرة واللخبطة، وكانت كل أحلامى فى القاهرة ليس مشاهدة النيل ولا الأهرامات لكن كان حلمي زيارة الإستديوهات وحلم التمثيل.

ولرفض الأسرة التمثيل تقدمت للهجرة إلى أمريكا، وجاءت الموافقة ورفضت الأسرة تمامًا، إلا أنه بمنطق سفر ممكن هجرة ليوافق والدي على سفري إلى أوروبا.


سافرت أنا وواحد أصدقائى على السفينة الجزائر إلى اليونان ثم إلى إيطاليا ولم أجد ليالى الإنس فى الخارج كانت أياما سوداء بعيدًا عن السامعين درجة الحرارة تحت الصفر، اشتغلت صحفيا متجولا أى بائع جرائد، لكن بدأت أشعر بالغربة فقررت العودة إلى الإسكندرية.

عملت مساعد باحث فى معهد بحوث وقاية النباتات وكان أول راتب 1687 قرشا ـ أى أقل من 17 جنيها، وحصلت على الماجستير عن نحل العسل، وجاء المخرج نور الدمرداش ليخرج إحدى مسرحيات الكلية وبعدها طلبني للعمل معه فى مسلسل اسمه "كلاب الحراسة" فى دور ضابط مخابرات مصرى، وبعدها قيدنى الدمرداش كومبارسا متكلما فى التليفزيون بمبلغ 4 جنيهات فى الحلقة، وكان يمكنه أن يقيدنى أكثر من ذلك.


والغريبة أنه كلما رشحت لمسلسل بعد ذلك كان الدمرداش يشطب اسمى ويرفض بوصفه مدير عام التمثيليات بالتليفزيون، وعندما سألته لماذا؟ قال كلمة لا أنساها "هناك 5700 ممثل فى التليفزيون ولا أريد أن يصبحوا 5701 وخلاص، لا تتعجل وأنا أريد أن أقدمك صح لأن عندك إمكانيات تؤهلك لتكون ممثلًا كبيرًا".


بعد فترة رشحني الدمرداش لمسلسل "الدوامة" الذى كان فاتحة الخير.

ورشحت بعدها للاشتراك فى فيلم "الحفيد" مع نور الشريف ومرفت أمين، وهذا الفيلم كان ترشحى له عائليًا لأنه كان من إنتاج محمد فرج وهو شقيق الطبيب الجراح عبد المجيد فرج وكان الصديق الأنتيم لوالدي وقد رشحنى لشقيقه بعد أن شاهدنى فى الدوامة، وكان الحفيد أول أفلامى السينمائية، وذلك عام 1974.

الجريدة الرسمية