رئيس التحرير
عصام كامل

إهانة رئيس الجمهورية في جامعة بنها

هل تعرفون مصر حقا أيها الناس؟ مصر هي الدنيا كلها بالنسبة لنا، ولكن مصر التي هي دنيانا نكبت منذ أزمنة بأفرادٍ وجماعات يشكلون طابورا خامسا سريا ينضم لأعدائنا، فيعبثون وينشرون الشائعات ويؤثرون في الروح المعنوية، ويتجسسون على بلادنا لتكون أوراقنا مكشوفة لأعدائنا، إنها مصر أيها الناس التي يقوم فيها أفراد وجماعات الطابور الخامس بمحاولات خبيثة لتخريب مؤسسات الدولة وتعطيلها عن القيام بأعمالها، ومعظم هؤلاء ينتمون للإخوان أو يعملون لمصلحة تلك الجماعة الإرهابية.


"بلطاي" أو "الإخوان" وتوابعهم ومن تحالف معهم، ومن قبض منهم، لم ير مصر ولم يشعر بها، فقد كانت مصر عندهم جميعا بضاعة يبيعونها ويقبضون ثمنها دراهم معدودة، هؤلاء هم هم أخطر طابور خامس واجه مصر منذ ميلاد الإخوان على يد بريطانيا عام 1928 ، لذلك أصبحت فريضة وطنية على كل مصري الكشف عن هؤلاء وتعريتهم أمام الرأي العام، وقد سبق لي أن خضت غمار هذا الكشف، ورفعت ستائر النسيان عن بعضهم، وكتبت بالأسماء عن عدد من الإخوان من الذين نسجوا خيوطهم في ماسبيرو، أولئك الذين كانوا يذهبون إلى رابعة العدوية ويقفون على منصتها ويهاجمون الدولة المصرية، وللأسف لم تفعل الدولة شيئا حيالهم، حتى أن أحد كبارهم لا يزال يعمل في البرنامج العام ويعد البرامج التي يبث فيها أفكار الإخوان، والبعض الآخر ينعم في وظيفته ويستمر في  نشر الأكاذيب بين العاملين بالمبني دون أن يلتفت إليه أحد.

وأظننا جميعا سمعنا وزير النقل وهو يتحدث عن أن الإخوان في هيئة السكة الحديد فوق التصور، وأزيده أنا من الشعر بيتا أن إخوان هيئة النقل العام ومترو الأنفاق عددهم فوق التخيل، ويا للخيانة التي ارتكبها وزراء عهد مبارك حينما أبرموا صفقات مع الإخوان برعاية الأجهزة الأمنية وقتها من أجل أن يخلي لهم الإخوان دوائر بعينها، وفي مقابل ذلك تم تعيين المئات من الإخوان في مؤسسات الدولة، قام بذلك فتحي سرور وزكريا عزمي وكمال الشاذلي وبطرس غالي وصفوت الشريف وأحمد عز، وأصبحت مؤسسات الدولة كأنها مخازن يتم فيها تخزين الإخوان، والآن أصبحوا قوة مخفية تحركها جماعة شيطانية تستهدف مصر.

الإخوان فى الجامعات
أما في قطاع الجامعات فحدث ولا حرج، في زمن مبارك كان محمد محسوب عميدا لكلية الحقوق جامعة المنوفية، ولا أعرف كيف تغاضت الأجهزة الأمنية عنه وقتها وأغمضت عيونها، وكان محمد مرسي وكيلا لكلية هندسة الزقازيق، وبديع المرشد تقلد موقعا في إدارة كلية طب بيطري، وهكذا، سيطر الإخوان على مواقع أساتذة الجامعة وأصبحوا عمداء ووكلاء للكليات ووصل بعضهم إلى مواقع نواب رؤساء جامعات.

وليت الأمر انتهى إلى غير رجعة ولكنه لا يزال مستمرا إلى الآن، وللأسف أرى من بعيد بعض مكاتب للجهات الأمنية تغمض عيونها، وأرى بعض القائمين على إدارة الجامعات وهم يسبغون الحماية لأساتذة ينتمون للإخوان، وقد أصابني الفزع والاستياء في ذات الوقت من جامعة بنها ومن أحد المسئولين بالجامعة حاليا (ن خ)، وللعلم أنا لا أعرفه، ولم أره من قبل، وقد يكون مواطنا مصريا صالحا، وقد يكون قد غم عليه الأمر، ولكن لا يمكن أن يبقى في موقعه وهو يوفر حماية لأحد كوادر الإخوان بالجامعة (أ ع)، وقد زادت دهشتي عندما قرأت شكوى قدمها أحد أساتذة الكلية (م ع) لجهة سيادية عليا يتهم فيها (ن خ) بحماية كادر إخواني من أستذة كلية الطب، ووجه الدهشة أن هذا الكادر الإخواني نشر بوستات صريحة تناول فيها الرئيس السيسي بإهانات بالغة، ورسائل عديدة تظهر انتماءه للإخوان.. منها مقال فيها أنه يرى أن حازم أبو اسماعيل هو حسن البنا الجديد، ومنها ما قال فيها إن استقلال مصر الحقيقي يبدأ منذ أن تولي مرسي رئاسة الجمهورية، وبوست آخر يعتذر فيه لأستاذ جامعي إخواني مقبوض عليه يعبر فيه عن أسفه أنه لا يستطيع الانتصار لهذا الإخواني المحبوس، وبوستات أخرى أرى أنها كوارث.

وفى جامعة بنها
أما المؤسف للغاية فهو أن قسم الأنف والأذن والحنجرة الذي فيه هذا الأستاذ الإخواني قدَّم شكوى لرئاسة الجامعة، فتم إحالته لمجلس تأديب الجامعة، وقبل إنتهاء فترة رئاسة رئيس الجامعة السابق انعقد مجلس التأديب تحت رئاسة (ن خ)، ورغم أن الأدلة على بوستات هذا الدكتور واضحة بلا شك، إلا أن مجلس التأديب أعطاه براءة لعدم كفاية الأدلة على إهانة رئيس الجمهورية، وبعدها كتب بوست على صفحته في الفيس قال فيه: سألوا محمد بن زايد لماذا لا يبتسم فقال كيف أبتسم وهناك مسلم يصلي في المسجد الأقصى.

أقول لكم أنه لم يتحرك أحد من الجهات الأمنية أو من رئاسة الجامعة أو من أي جهة لتطهير الجامعة من كادر إخواني لا يخفي انتماءه، ورحم الله أيام الدكتور جابر نصار حينما أصدر قرارات حازمة بفصل عدد من أستاذة جامعة القاهرة ينتمون للإخوان، وأطال الله في رئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت الرئيس الحالي للجامعة صاحب الإنجازات الكبيرة والذي أصدر قرارات بفصل عدد من أساتذة الإخوان بالجامعة ولم يترحم عليهم إذ كانوا يعيثون في الجامعة فسادا، أما جامعة بنها فلا يزال فيها ذلك الكادر الإخواني يمرح تحت رعاية (ن خ) ومعه عدد آخر من الأساتذة منهم أستاذ كان رئيس حملة عبد المنعم أبو الفتوح في انتخابات الرئاسة ببنها، وشكرا للجهات الأمنية التي "عملت نفسها من بنها" أمام الإهانات التي تعرض لها الرئيس.
الجريدة الرسمية