رئيس التحرير
عصام كامل

ما هي الحكمة من الاختلاف بين البشر؟

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى
سأل قارئ عن الحكمة في وجود الاختلاف بين الناس .. مؤمن وعاصي، فاسد ومستقيم، حق وباطل وفي نفس الوقت أعطى الإنسان حق الاختيار.


وجاء رد الشيخ محمد متولي الشعراوي كالتالي:
لو كان الحق سبحانه وتعالى يؤيد الكون بلا معارك بين حق وباطل لجعل الحق مسيطرا سيطرة تسخير ، لكن الله تعالى اعطانا تمكينا ، واعطانا اختيارا ، ومن هنا نجد من ينشأ مؤمنا ومن ينشأ كافرا ، نجد الطائع ونجد العاصى هذا فريق وهذا فريق .

حق الاختيار 
واياك ان تفهم ان وجود الكافرين فى الارض ، او وجود العصاة فى الكون دليل على انهم غير داخلين فى حوزة الله ، لا ، بل إن الله تعالى هو الذى اعطاهم هذا الاختيار ، ولو شاء الله ان يجعل الناس أمة واحدة لما استطاع إنسان أن يخرج على مراد الله.

أولى العزم من الرسل 
وقد جاء الحق سبحانه بأولى العزم من الرسل سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا عيسى عليه السلام وبعد ذلك يقول الحق فى الاية الكريمة من سورة البقرة ( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ، ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل مايريد ).

أمور البشر 
إذن ما الذى يجعل الناس تقتتل فيما بينها ؟ انه الاختلاف بين الناس ، لقد اختلفوا فاقتتلوا ، لكن ألا يمكن أن يكونوا قد اختلفوا ولم يقتتلوا ؟ ان ذلك لو حدث لكان إجماعا على الفساد ..والحق سبحانه لايريد ان يحدث الإجماع على الفساد .

فإن لم يسيطر الخير على أمور البشر فلا أقل من أن يظل عنصر الخير موجودا، ويأتي واحد ليجد عنصر الخير وينميه .

معالم الخير 
إن الحق سبحانه لا يمحو في أزمنة الباطل معالم الخير والأفعال الحسنة ، بل يستبقى سبحانه وتعالى معالم الخير والافعال الحسنة ليذهب اليها اى انسان يريد الخير ، وقد يكون الخير ضعيفا ، لكن الله لا يمحوه لانه يعطى به دفعة جديدة لمؤمنين جدد يرفعون راية الحق ، وإن بدأوا ضعفاء .

ولذلك نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (لولا عباد الله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ) وإن الرسول صلى الله عليه وسلم ينبهنا ألا ننظر الى الضعفاء على انهم عالة ، وأننا أقوياء لمجرد انهم يعيشون فى اكنافنا ، بل قد يكونون سياج خير ورحمة ولطف كما فى الحديث الشريف.
الجريدة الرسمية