رئيس التحرير
عصام كامل

أخطاء كل عام.. وضرورة مراجعة النفس (1)

تعالوا نراجع أنفسنا بجد حتى لا نكرر أخطاء كل عام.. ما أراد الله بالصيام في شهر رمضان تجويعنا ولا تعطيشنا بل أراد أن يعلمنا الصبر والشعور بآلام الفقراء وحرمانهم وإشاعة قيم التكافل، ليعرف المسرفون منا قيمة ما يلقونه من طعام في سلال القمامة بينما يتضور أناس من حولهم جوعاً ويكابدون شظف العيش وقسوة الحياة، وليقترب أغنياؤنا من فقرائنا الذين لهم حق معلوم في مال القادرين زكاة وصدقة من غير منٍّ ولا أذى أو ببناء مستشفيات ومدارس تنفع الناس.


هل كان رمضان مختلفاً هذا العام أم تكررت أخطاؤنا التي نقع فيها كل عام.. حتى إتسع الفارق بين ما أراده الله لنا بهذا الشهر الفضيل وما فعلناه بأنفسنا فيه.. أراد الله لنا أن نكف عن اللغو والصخب والفسق وكثرة الكلام حتى لو كان مباحاً.. وأبينا نحن إلا الشجار والغيبة والنميمة والحقد والحسد وتلقى رشاوى يعدها الموظفون إكرامية حتى يقضوا للناس مصالحهم.

الهدف من الصيام


هل وعى كل منا غاية الصيام.. فتبسم بعضنا في وجه البعض.. ورحم كبارنا صغارنا ومسئولونا مواطنينا وخففنا آلام المنكوبين ووصلنا أرحامنا ووفّى كل مسئول ما عاهد الله عليه فنزل للجماهير وعايش مشكلاتهم على الطبيعة.. وتوقف التجار عن جشعهم رحمة بالفقراء والمحتاجين.. هل أقلع البعض عن مرذول العادات مثل إلقاء القمامة في الشوارع وترك صنابير المياه مفتوحة تسرب المياه وتهدر مصدر الحياة.. هل تصالح المتخاصمون والتأم شمل المتشاحنين؟!

باختصار.. هل بلغنا الغاية المرجوة من الصيام وتحولنا به إلى سلوك إيماني على الأرض فتخلص الأغنياء ورجال الأعمال من شحهم وبخلهم وأنفقوا من أموالهم للتوسعة على المعوزين والمهمشين وغير القادرين على الكسب.. والأهم: هل اختفت أزمة المرور التي تزداد في رمضان وخصوصاً قبيل الإفطار و نهدر في زحامها قيم الصبر والرحمة والتعاون، وتنفلت أعصابنا بصورة مخيفة فتقع مشاجرات على أسبقية المرور..

ولماذا يزداد الكسل والتواكل بدعوى أننا صائمون والصيام من أفعالنا براء؛ ذلك أن رمضان فرصة حقيقية للانتصار على النفس والأعداء وتحقيق الإنجازات الكبرى وهنا ينبغي أن نتخذ من رئيسنا قدوة في العمل والنشاط فلم تتوقف جولاته الميدانية لتفقد المشروعات والالتقاء ببسطاء الناس والاستماع لهم ومبادلتهم الحديث الودي والاستجابة الفورية لمطالبهم.
ونكمل غداً..
الجريدة الرسمية