رئيس التحرير
عصام كامل

طارق سليمان: منتخب مصر "لن يقوم" بدون حسام حسن.. وإدارة "المصري" تستدعيني لإنقاذ النادي "وقت الزنقة" وتتخلى عني بعد الانفراجة | حوار

طارق سليمان
طارق سليمان
لهذه الأسباب لم يحقق «المصري» بطولات رغم «بوشكاش» والنجوم

35 ألف جنيه مكافأة التأهل لمونديال إيطاليا 90.. وحصلنا على «إيرادات يومين» من مسرحية الزعيم عادل إمام 


البرنس قاسم وعلاء ميهوب دخلا قائمة المونديال مجاملة على حساب فوزى جمال وبدر رجب

خبر اغتيال الرئيس السادات كان سببًا فى خسارتنا مونديال الشباب فى أستراليا عام 1981

«الجوهري» صاحب فضل كبير وطور من أدائى وجعلنى لاعبا متكاملا أوازن بين الدفاع والهجوم

أزمة «التوءم» حسام وإبراهيم أنهما لا يحبان الهزيمة أو الانكسار

كنت أول لاعب مصرى يخوض تجربة احتراف فى الخارج عن طريق كامل أبو على 

هانى رمزى لم يمكث كثيرًا فى نيوشاتل وقال لى: «إيه البلد الكئيبة دي»

ربما تفوق شهرته كثيرًا من الأندية المصرية، لكن للأسف الشديد، تاريخه يضم «بطولة يتيمة» لـ«كأس مصر» اقتنصها فى تسعينيات القرن الماضى، ورغم هذا يبقى «المصري» البورسعيدى واحدًا من الكبار فى الدورى المصرى، وتاريخ نجومه مع الكرة المصرية واضح لا يقبل التشكيك، ومع كامل الاحترام والتقدير لكل نجوم «المدينة الباسلة» الذين انتقلوا إلى أندية القاهرة.

يحظى النجم طارق سليمان، بمكانة متفردة فى «الكرة البورسعيدية» بصفة خاصة، والكرة المصرية بصفة عامة.

«سليمان» نجم من ذهب سطر تاريخًا كبيرًا فى كرة القدم المصرية، فضلا عن أنه صاحب أسلوب «ستايل» جديد نجح من خلاله أن يفرض نفسه على النجوم الكبار.
 
«فيتو» التقت نجم الكرة البورسعيدية، وحاورته ليروى كواليس حكايات شيقة ومدهشة، سواء عن فترة لعبه فى صفوف «المصري» أو رحلته مع منتخبات «المحروسة»، منتخب الشباب والمنتخب الوطنى، كما يكشف السر وراء عدم تحقيق «المصري» بطولة فى الفترة الذهبية التى تزامنت مع وجود الحاج سيد متولى رئيسا للنادى، إلى جانب ذكرياته فى مونديال «إيطاليا 90»، وتفاصيل احترافه فى سويسرا، ثم مشواره التدريبى.. وكان الحوار التالى:

*بداية.. كيف كانت سنوات الميلاد والنشأة وبداية اكتشاف موهبتك الكروية؟

الميلاد كان فى مدينة «بور فؤاد»، ثم انتقلت العائلة تحت ظروف التهجير إلى مدينة رأس البر، وكنت أبلغ من العمر 7 سنوات، ثم كانت العودة بعد ذلك مجددًا إلى «بورفؤاد»، وهنا كانت بداية رحلتى مع الساحرة المستديرة، وبدأت اللعب فى بورسعيد، وما هى إلا فترة بسيطة استطعت بعدها لفت الأنظار ناحية موهبتى.

وكان ذلك خلال دورى الأقاليم، وأذكر أيضا أنه وقتها كانت هناك محاولات لتكوين منتخب الشباب الذى يقوده الكابتن هانى مصطفى، ووقع الاختيار عليَّ، وبالفعل كانت بداية جيل جديد فى الكرة المصرية تؤكد أن القادم أفضل، وهذا الجيل كان يضم طاهر أبو زيد، علاء ميهوب، خالد القماش، أسامة عباس، محمد حشيش، محمد حلمى، وغيرهم من النجوم.

*ما حقيقة أن رحيل الرئيس السابق محمد أنور السادات كانت سببًا فى خسارتكم مونديال الشباب فى أستراليا عام 1981؟

كنا على موعد مع مونديال الشباب فى أستراليا عام 81 بعد أن اجتزنا التصفيات، حيث فزنا على الكاميرون وانسحبت الجزائر من أمامنا، وذهبنا إلى أستراليا بطموحات كبيرة، وكانت مجموعتنا تضم منتخبات (إسبانيا، المكسيك، وألمانيا)، وتعادلنا فى المباراة الأولى والثانية أمام إسبانيا والمكسيك، وفزنا على ألمانيا فى المباراة الثالثة وتأهلنا للدور التالى.

وقبل لقاء الدور التالى أمام منتخب إنجلترا، تلقت البعثة نبأ اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى أحداث المنصة ، وقتها ترددت الشائعات عن عودتنا إلى مصر وعدم استكمال البطولة ، فضلا عن انتشار شائعات كثيرة، لا سيما أن حادث الاغتيال كان صعبا، وهذه الأجواء كانت سببا فى توترنا لدرجة أننا أمام إنجلترا تقدمنا بهدفين، لكن للأسف لم نحافظ على النتيجة وخسرنا 2-4.

*ماذا عن مشاركتكم فى دورة «سور الصين العظيم»؟

بعد الانتهاء من مونديال أستراليا صدرت لنا التوجيهات بالتوجه إلى الصين للمشاركة فى دورة سور الصين العظيم، ونجحنا فى الفوز بها، وأذكر أننى تألقت كثيرًا خلال هذه البطولة التى لعبنا فيها ثلاث مباريات كان الفوز حليفنا بها جميعا، بعدها عدت إلى مصر، وكان لا بد من الانتقال إلى ناد آخر.

وبالطبع كان الحاج سيد متولى موجودًا على كرسى رئيس المصرى، وبالفعل انتقلت إلى المصرى مقابل 5000 جنيه، مع عدد من اللاعبين، وطبعا كانت صفقة وقتها.

*حدثنا عن خطوة انضمامك إلى صفوف المنتخب الوطنى؟

بعد عودتنا من مونديال الشباب، كان «هيدرجوت» الخبير الكروى يدرب المنتخب الوطنى، وضمنى مع طاهر أبو زيد وعدد من نجوم الفريق من أجل تجديد دماء الفريق ومنح الفرصة للشباب، وكان هذا فى العام 1982، وشاركت فى مباراتى الاحتفال باليوبيل الفضى لـ«الكاف» وكانت عبارة عن مباراتين مع فريق زامبيا خسرنا المباراة الأولى 3-5، ولم أشارك فيها لظروف الإصابة، ثم شاركت فى المباراة الثانية التى انتهت بالتعادل السلبى.

*ماذا عن فترة التعاون مع الجنرال الراحل محمود الجوهرى؟

يمكن القول إن الكابتن محمود الجوهرى مدرب من طراز خاص، ويمتلك عين خبير، وله فضل كبير على جيلنا، وأذكر أنه حضر لمتابعتى فى لقاء المصرى وغزل المحلة، وبين الشوطين أبلغنى أنه اختارنى، والجميع كان يعرف عن «الجوهري» أن الأسماء لا تغريه بقدر العطاء داخل الملعب، ولم تكن أسماء الأندية ترهبه.

بدليل أننى كنت من المصرى و«الكاس» من الأوليمبى، وهشام عبد الرسول من المنيا، ولهذا أقول إن «الجوهري» صاحب فضل كبير عليَّ لأنه طور من أدائى وجعلنى لاعبا متكاملا بحيث أوازن بين الدفاع والهجوم.

*هل تذكر كواليس اختيار «قائمة الفراعنة» للمشاركة فى مونديال «إيطاليا 90»؟

قائمة المنتخب التى ستشارك فى مونديال إيطاليا 90 كانت حديث الشارع المصرى، ومن سيسجل اسمه فى القائمة ومن سيخرج، وفوجئ الجميع بانضمام الثنائى علاء ميهوب وأشرف قاسم إلى القائمة رغم إصابتهما، وبالفعل لم يشارك أي منهما دقيقة واحدة فى المباريات الثلاث التى لعبها المنتخب، فى الوقت الذى كان فيه استبعاد بدر رجب وفوزى جمال يمثل لغزًا كبيرًا، لا سيما أن «بدر» لعب معظم المباريات الودية قبل الإعلان عن قائمة المنتخب النهائية.

*ما حكاية تبرع الفنان عادل إمام للمنتخب؟

لم نكن نسمع عن الأرقام التى نسمع عنها الآن، والحق أن الكابتن الجوهرى كان «سابق عصره»، ونجح فى الحديث مع بعض أصحاب الشركات للتبرع للمنتخب، وأتذكر أن الزعيم عادل إمام تبرع بدخل يومين من مسرحية كان يعرضها للمنتخب، وكل لاعب حصل تقريبا على مكافأة قدرها 35 ألف جنيه، ولم تكن هناك مكافآت من وزارة الشباب والرياضة أو حتى اتحاد الكرة.

وأتذكر أننى غبت عن عدد كبير من مباريات التصفيات بسبب إصابتى فى مباراة «المصري» أمام «الأهلي»، بسبب تدخل عنيف من زميلى فى المنتخب وقتها هانى رمزى الذى «شاط قدمي»، لكن تصميم الكابتن على وجودى بعمل برنامج علاجى خاص لى خلال التصفيات حتى تم شفائى كاملا، وانضممت لقائمة المونديال.

*برأيك.. لماذا لم يحصل «المصري» على بطولة؟

مقومات البطولة كثيرة جدا، ولا يشترط أن تكون لاعبًا متميزًا فقط، لكن هناك عوامل أخرى، والحق أن «المصري» خلال فترة الثمانينيات كان فريقًا قويًّا ويضم عناصر مميزة واستعان «متولي» بـ«بوشكاش» ودفع بجيل الشباب مع الكبار، ولعبنا مع مسعد نور وإينو وجمال جودة وغيرهم، لكن المقومات الأخرى لم تكن موجودة، حيث كانت أرضية الملعب سيئة للغاية، فضلا عن أن «الأهلي» و«الزمالك» كانا يضمان مواهب كثيرة من نوعية حسام حسن وجمال عبد الحميد والخطيب وغيرهم الكثيرين.

*ننتقل إلى محطة «الاحتراف».. لماذا لم يكتب لك النجاح فى هذه التجربة؟

بالطبع كان هناك تهافت عليَّ من أجل الاحتراف فى الخارج، وبدأت كأول مصرى يخوض تجربة احتراف فى الخارج عن طريق كامل أبو على، وبالفعل ذهبت إلى «نيوشاتل» قبل أن يحضر هانى رمزى الذى لم يمكث كثيرًا هناك، وقال لى: «إيه البلد الكئيبة دي».

ثم حضر بعد ذلك إبراهيم وحسام حسن، لكننى كنت قد عدت إلى مصر، وكانت هناك تجارب احتراف فى الدورى السعودى ومع نادى التعاون، وفى النهاية اعتزلت كرة القدم.

*بالحديث عن حسام حسن.. كيف تراه فى مجال التدريب؟

«لو فيه عدل وإنصاف يبقى العميد حسام حسن هو المدير الفنى للمنتخب الوطنى وليس أحد غيره»، سواء لعطائه فى الملاعب أو لمشواره كمدرب، وله العديد من التجارب الناجحة خاصة التجربة الأردنية، وتدريب المنتخب الوطنى فى مصر يحتاج أمرين «إعلام مساند» و«علاقات عامة» تروج لك، وهذه الجزئية ربما تكون غائبه عن الكابتن حسام الذى لا يشغل نفسه بهذه النوعية من الأمور، ويركز مع الفريق الذى يدربه ولا ينظر إلى ما بعد ذلك.

*لكن هناك من يتحدث عن «مشكلات العميد».. تعقيبك؟

إذا كان حسام حسن يصنع من «الفسيخ شربات» مع أندية ذات إمكانات محدودة، بعكس المنتخب الذى تكون فيه فرصة الاختيار أفضل؛ لأنك تملك كل لاعبى مصر، أما فيما يتعلق بمشكلات «التوءم»، فالرد على هذا الأمر واضح وصريح، وهو أن تجربة الأردن لم تحدث فيها مشكلة واحدة، والعصبية فى الملاعب المصرية، فهى ناتجة عن الظلم الذى نراه كثيرًا، وأكرر «محدش هيقوِّم منتخب مصر غير حسام حسن»، وأزمة «التوءم» بصفة عامة أنهما لا يحبان الهزيمة أو الانكسار.

*ماذا عن مشوارك فى التدريب؟

بعد الاعتزال كنت شغوفًا بالتدريب، لكن واجهتنى مشكلة أننى لم أحصل على أي دورات تدريبية تؤهلنى، وهذا ما كان يحسم المنافسة بينى وبين علاء مرسى وحسام غويبة، غير أنه تم الاستقرار على أن أتولى تدريب فريق الشباب مواليد 20 سنة بالمصرى، وبالفعل نجحت فى تحقيق الفوز ببطولة الجمهورية.

*وكيف حدثت خطوة «بورفؤاد»؟

بعد التميز مع فريق 20 سنة بالمصرى تم ترشيحى لمساعدة الكابتن أميرو نجم الدراويش فى قيادة فريق بورفؤاد، ثم فى الموسم التالى فوجئت برئيس نادى بورفؤاد يطلب منى برنامج إعداد للفريق من أجل التأهل للدورى الممتاز.

وكانت المفاجأة الأكبر أن مجلس الإدارة وافق على إسناد المهمة لى وكانت هذه أول مرة أتولى فيها منصب المدير الفنى، وانطلقت فى جولة بين أندية القسم الثانى والثالث واخترت فريقًا من الأقاليم وكانت المفاجأة الصعود للممتاز والخروج من المربع الذهبى لكأس مصر على يد فريق الإسماعيلى، والجميع يعرف أن الفريق خرج ظلمًا، ووقتها كان الدكتور عبد المنعم عمارة رئيسا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، والجميع كان يخطب وده، لكن «بورفؤاد» كان فى ذلك الوقت فريقًا كبيرًا.

*ما السر فى عودتك شبه الدائمة إلى «المصري»؟

دائما كنت على أهبة الاستعداد فى نادى المصرى، وكلما وقع الفريق فى «زنقة» كنت أخرجه منها، ولأكثر من مرة كان «المصري» معرضًا للهبوط ويتم استدعائى فى مرة وحدى ومعى إبراهيم حسن مديرا للكرة، ونجحنا فى الإبقاء على الفريق.

وحدثت من قبل أيام الراحل عبد الوهاب قوطة، والمفاجأة أنه بعد كل مرة يتم الإنقاذ أفاجأ بقرار الإدارة بالاستعانة بمدرب ثانٍ، تارة سويسرى، وتارة أخرى بالكابتن حلمى طولان، وبشكل عام «أنا سعيد ومبسوط بالعمل مع حسام حسن وإبراهيم حسن وباقى أفراد جهازنا الفنى الذى يقود حاليا الاتحاد السكندري»

*أخيرا .. ماهو أفضل وأغلى هدف أحرزته ، وماهى الفرص التى ندمت على إضاعتها؟

أفضل هدف سجلته فى مسيرتى الدولية هدفى فى لقاء مصر وتونس فى البطولة العربية بالأردن 88 ، وقد أحرزت أهدافًا كثيرة، لكننى أعتز بأهدافى فى مرمى الكبار «ثابت البطل»، «إكرامي» و«المأمور» ، وما زلت نادمًا على إضاعة فرصتين مؤكدتين فى نهائى كأس مصر، وكانت أمام الأهلي، وكنا متقدمين بهدف نظيف، ولو أحرزت إحدى هذه الفرص كنا حسمنا المباراة قبل أن يعود الأهلي إليها.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"






















الجريدة الرسمية