رئيس التحرير
عصام كامل

مكالمة تليفون فتحت له باب المجد.. محطات في حياة المطرب ماهر العطار

المطرب الراحل ماهر
المطرب الراحل ماهر العطار

الفنان والمطرب الراحل ماهر العطار، صاحب صوت هادئ ومميز فتح له أبواب الفن والطرب على مصراعيه، منذ شبابه، ولم تقتصر مسيرته الفنية التي امتدت لعقود على الغناء فحسب، بل كانت له مشاركاته التمثيلية من خلال عدد من الأفلام منها: احترس من الحب مع زبيدة ثروت، والنغم الحزين مع سامية جمال، وبنات بحري مع عبد السلام النابلسي، وزينات صدقي، وكذلك في العمل النقابي، حيث تولى مناصب نقابية في نقابة الموسيقيين أكثر من مرة.



مولده

ولد المطرب ماهر العطار في 22 يناير 1938، في حي باب الشعرية بمحافظة القاهرة، وتخرج في كلية التجارة جامعة عين شمس عام 1965، وكان قد بدأ مشواره الفني قبل ذلك.

تعليمه

وبعد حصوله على الثانوية العامة من مدرسة العباسية التحق بكلية التجارة جامعة عين شمس وأثناء دراسته بالفرقة الأولى غنى في برنامج الهواة بالإذاعة وبالمصادفة استمع إليه الموسيقار محمد عبد الوهاب وطلب أن يسمعه وجها لوجه، فأعجب عبد الوهاب بصوته، ونصحه بتعزيز موهبته بالدراسة فالتحق بالمعهد العالي للموسيقى، وتخرج منه عام 1960، واعتزل المطرب ماهر العطار الغناء والفن في سنواته الأخيرة في منتصف التسعينات بسبب مرضه، إلى أن وافته المنية في 3 مايو 2021، عن عمر ناهز الـ 83 عاما.

حفلات أضواء المدينة

وشارك المطرب ماهر العطار في حفلات أضواء المدينة وقدم مجموعة من الأغنيات التي لاقت تجاوبا كبيرا من الجمهور ومنها: داب قلبى وبلغوه وأفرش منديلك ع الرملة، وغنى من ألحان محمد الموجي "بلغوه"، "داب داب"، "دوبوني الغمزتين"، وكانت أغنية "افرش منديلك ع الرملة" من تلحين إبراهيم رأفت (شقيق الموسيقار محمد الموجي)، سببا في شهرته.

حياته الأسرية

تزوج المطرب ماهر العطار من السيدة فايزة (الباحثة الإعلامية) ورزقهما الله من الأبناء بأحمد الذي واصل المسيرة الغنائية لوالده ثم ريهام التي عملت فترة في مجال الإرشاد السياحي كما عملت مذيعة.

مكالمة عبد الوهاب 

وعن سر تبني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لموهبة ماهر العطار الفنية، فكان العطار يعشق الغناء منذ الصغر، وهو في سن الـ16 وقدم للمشاركة ببرنامج غنائي لاكتشاف المواهب الجديد عُرف باسم "الهواة"، ومن هنا سمعه الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، الذي فاجئ أسرة العطار باتصال تليفوني، وكان لهذه المكالمة قصة طريفة روتها، نجلة الفنان الراحل في إحدى الحوارات الصحفية، قائلة: "اتصل الموسيقار محمد عبد الوهاب، على هاتف المنزل، فردت جدتي على المكالمة لكنها فوجئت بالأمر حتى أنها لم تكن تصدق، معتقدة أنها مجرد معاكسة سخيفة، لكن "عبد الوهاب" عاود الاتصال مرة أخرى، ومن ثم تحدث إلى والدي، وأخبره بأنه يريد رؤيته مساء اليوم نفسه".

وبعد تلك المقابلة تعاقد عبد الوهاب، مع ماهر العطار، على إنتاج عدد من الأفلام والأغاني له، وتقاضى خلال التوقيع 30 جنيهًا، ومن هنا بدأت شهرته الفنية.

فيلم حسن ونعيمة

وكان المطرب والفنان الراحل صاحب قرار ووجهة نظر في كل ما يقدم، حتى إنه رفض المشاركة في فيلم حسن ونعيمة أمام السندريلا سعاد سعاد حسني، بعدما أجرى بروفة تصوير بالملابس الريفية لتجسيد شخصية "حسن"، لم يعجبه شكله، حيث شعر أن تلك الملابس لا تناسبه، فهو في مخيلة جماهيره الشاب العاطفي الوسيم، ثم رشح لهم صديقه الفنان محرم فؤاد، ليحل محله، لكنه ندم على هذه الخطوة بعد ذلك بسبب النجاح الساحق الذي حققته أغنيات الفيلم.

علاقة ماهر العطار وعبد الحليم حافظ

وكانت هناك علاقة صداقة تربط بين ماهر العطار والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فعلى الرغم من ظهور ماهر العطار على الساحة الفنية بعد العندليب بنحو 8 سنوات، لكنهما أصبحا أصدقاء، واقترح "عبدالحليم" عليه تقديم الغناء الشعبي لأنهما متشابهان في تقديم اللون العاطفي، فقال له: "ما تعمل لون مختلف تمشي بيه"، معقبًا: "عبد الحليم مكانش عاوز حد يقرب للون بتاعه".

وبالفعل كان للقدر رأي في تغيير مسار العطار مع اللون الشعبي الذي جاء عن طريق الصدفة، بعدما عرض عليه الملحن إبراهيم رأفت شقيق محمد الموجي، تلحين أغنية "إفرش منديلك على الرملة" له، ولم يكن يتوقع النجاح الساحق للأغنية، حيث باعت أكثر من مليون أسطوانة "كان رقم كبير وقتها"، ومن هنا استمر في تقديم هذا اللون.

موقف طريف

ومن المواقف الطريفة التي تعرض لها الفنان الراحل خلال مسيرته الفنية، كان خلال إحياء أحد الأفراح، حيث فوجئ عقب دخوله إلى الفرح والبدء في الغناء، بأن العريس والعروسة فاقدين السمع، فبدأ في القيام ببعض الإشارات لهم أثناء الغناء حتى لا يشعرهم بإحراج.

الجريدة الرسمية