رئيس التحرير
عصام كامل

يوم حداد عام في إسرائيل بعد ضحايا قبر الحاخام شمعون بار يوحاي

شمعون بار يوحاي
شمعون بار يوحاي

شهدت إسرائيل حدادا عاما، اليوم الأحد، على 45 شخصا ماتوا بالتدافع تحت الأقدام، في احتفال ديني يهودي، ونكست الأعلام في جميع أنحاء البلاد.



والتزاما بالتقاليد اليهودية المتبعة تم التعجيل بدفن الموتى، إذ دفن أكثر من 20 من ضحايا كارثة يوم الجمعة على جبل " ميرون " الجرمق خلال الليل، عقب استكمال الإجراءات الرسمية للتعرف على الضحايا.

سقوط القتلي

وتحولت مناسبة دينية يهودية  إلى سرادق عزاء في إسرائيل بعدما قتل 45 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح، حيث تدافع آلاف اليهود الذين احتشدوا عند قبر الحاخام شمعون بار يوحاي في الجليل، شمال إسرائيل، للمشاركة في احتفال "لاك بوعومر" السنوي الديني الذي يشمل الصلاة طوال الليل والأغاني.



وتعرض المشاركون للاختناق أو السحق في ممر ضيق ومكتظ حول فناء سعته ثلاثة أمتار، ومعلوم أن اليهود الأرثوذكس يحتشدون في جبل ميرون للاحتفال بذكرى وفاة الحاخام شمعون بن يشاي وهو أكبر تجمع في إسرائيل

هرما من الجثث

وقال شهود إنهم رأوا هرما من الجثث، بينها جثث عدة أطفال، في ممر مزدحم زلق أرضيته معدنية.

وقدرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حوالي 100 ألف شخص حضروا الاحتفال، فيما يسلط الضوء على تخفيف القيود التي فرضت لاحتواء فيروس كورونا، في بلد سبق بقية الدول في تطعيم أفراد شعبه.

وثارت تساؤلات عما إذا كانت الحكومة والشرطة امتنعت عن تقليل أعداد المشاركين حتى لا تغضب رجال الدين والساسة من أصحاب النفوذ.



الحاخام شمعون بار يوحاي

عاش الحاخام شمعون بن يشاي أو "يوحاي" في القرن الثاني الميلادي، وكان يعتمد في الدين اليهودي على "الميشناه"، أي تدريس التوراة شفهياً، ويوصف بن يشاي بأنه كان ضليعاً بالمعجزات والتنجيم ويؤمن بالعقيدة السرية.

وبحسب الروايات  التي نشرتها " مونت كارلو " الفرنسية فإن الحاخام كان يصعد مع ابنه اليعازار من كهفه الواقع في ميرون ويتعلم الأسرار لمدة 13 عاماً ثم يعود لينقلها إلى طلابه.

 قبر الحاخام شمعون بار يوحاي

وفي القرن السادس عشر، أقام اليهود المتشددون – الحريديم - يوماً للولائم والبهجة على قبر الحاخام شمعون، الذي طلب أن تكون ذكرى يوم وفاته فرحة، وتم الحفاظ على هذه العادة حتى يومنا هذا، وقد أسس مؤيدوه مدرسة دينية في ميرون، حيث تتم دراسة التوراة السرية لاعتقادهم بأن كل كلمة في التوراة لها معنى.

كما تقوم هذه المدرسة بالعديد من الفعاليات وبالطبع الاحتفال في "لاك بعومر" حسب تراث الحاخام شمعون ويعتبر هذا الاحتفال أكبر ضيافة في العالم تقوم بها بلدة.

ليلة لاك بوعومر


أهم ما يميز هذا الحدث هو إضاءة نار تقليدية في ليلة "لاك بوعومر" وهو اليوم الثالث والثلاثون بعد عيد الفصح اليهودي.
 
ومن العادات المألوفة بهذه المناسبة القيام بطقس الحلاقة لأول مرة للأطفال الذين بلغوا سن الـ 3 سنوات والذي يشمل الصلاة طوال الليل والأغاني والرقص.



ويعتبر اليهود المتشددون أن عدد سنوات العمر تعتبر فترة شبه حداد، ويتم رفع الحداد في اليوم الثالث والثلاثين من العمر والاحتفال باليوم الرابع والثلاثين.

رحلات الحج اليهودية

وتستمر رحلات الحج اليهودية الى ميرون سنوياً، للاحتفال والصعود إلى قبر شمعون بار يوشاي، وهو ما يعرف بـ (هيلولا)، أي الزيارة، وهو أحد أكبر الأحداث السنوية في إسرائيل، وتستعد له المؤسسات الحكومية قبل شهرين من حدوثه للحفاظ على النظام وترتيب وصول الزوار، حيث تستخدم فيه ألف حافلة مما يجعلها أكبر حدث سنوي للنقل العام في إسرائيل.

الجريدة الرسمية