اليوم أربعاء أيوب.. عيد الصابرين

أحد الأعياد التي تحمل القدوة والموعظة الحسنة من الأنبياء والأولياء الصالحين للأجيال، والتي تحمل أيضا مغزى دينيا، هو عيد الصابرين أو كما يطلق عليه في مصر "عيد أربعاء أيوب"، والذي يحتفل به المصريون وخاصة إخواننا المسيحيين سنويا في مثل هذا اليوم.

وعيد أربعاء أيوب يأتي قبل شم النسيم بأيام، وهو يوم استعادة الصحة والمال بفضل الصبر والإيمان لسيدنا أيوب عليه السلام، ويمر الباعة في هذا اليوم ببيع نبات طيب الرائحة اتخذه سيدنا أيوب في علاجه ولذلك سمى "رعرع أيوب" يتهافت الناس على شرائه ليغتسلوا به إحياء لسنة أيوب عليه السلام.


احتفالات العريش

ويوم أربعاء أيوب هو عيد مصري لكن أصل الاحتفال به هو في مدينة العريش له طعم خاص حيث ترفرف الرايات البيضاء على شرفات المنازل وأسطح المباني وواجهات المحلات وفى أيدي الأطفال الصغار.

ويعتقد أهل العريش أن فى مدينتهم بقعة مقدسة التى اغتسل فيها ايوب من الوباء الذى أصابه وهى على أحد شواطئ العريش يسمى شاطئ " أبو صقل" وهناك تدق الطبول ويحضر المرضى والمشوهين ومصابى الحوادث والحروب وتسير أفواجا على دقات الموسيقى الشعبية الى شاطئ ابو صقل للاغتسال بمائه مرددين (رايحين نجول الربدة ..ربنا يكرم عبده ، الدح يوه الدح يوه ..معانا كل اللى يحبوه).

ويتقدم شيخ مسن شديد بياض الثياب داعيا بأعلى صوته قائلا: (يا رب، يا رب، وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر وأنت ارحم الراحمين، يا شاف يا كاف يا معاف يا رب).


ملحمة شفاء أيوب

وفى دراسة للباحث الراحل شوقي جمعة عن أسباب انتشار ملحمة شفاء أيوب حيث ذكر أن قصة أيوب مع المرض ثم الاغتسال بماء البحر المزروع حوله هذا النبات الطيب الذى سمى على اسم أيوب "رعرع أيوب " فيما بعد جذب المداحين لغناء ملحمة أيوب مع الصبر فقدم شيخ المداحين زكريا الحجاوى ملحمة أيوب التى غنتها خضرة محمد خضر باسم "أيوب المصري".


تقول كلمات الملحمة: ياما جرى لأيوب على حكم الزمن، وبنت عمه على البلاوى صابرة / قلع ثياب الضر بعد الغندرة .. والدود فى جسمه طرح وملا الثرا / تنط الدودة فى الخلا، يلمها بإيده الشريفة يقولها :يادودة بتاكلى قسمتك ..رب اجعل للصابرين المغفرة.