رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«قطار طوخ.. الرحلة انتهت».. «عبد الفتاح» نجا من حادث سوهاج وأصيب في سندنهور.. و«نبيل» خاض تجربة ركوب القطار لأول مرة في حياته

قطار طوخ
قطار طوخ
قبل وقوع حادث قطار طوخ كان لكل راكب حكاية تكشف عن تفاصيل مفاجئة فمنهم من كان ذاهباً ليشتري ملابس العيد ومنهم من كان مريضا ويسعى للعلاج، ومنهم من كان كل أمله نطق الشهادة أثناء الحادث.


ترصد فيتو حكايات من دفتر مصابي حادث قطار طوخ رقم 949 الذي أسفر عن مصرع ثلاثة وعشرين شخصًا وإصابة مائة وتسعة وثلاثين آخرين. 

نجا من قطار سوهاج وأصيب بقطار طوخ

مفارقة غريبة عاشها ناجي عبد الفتاح من مركز قويسنا بمحافظة المنوفية والذي نجا من حادث قطار 157 مميز الاقصر الاسكندرية والذي اصطدم في السادس والعشرين من مارس الماضي بقطار 2011 مكيف اسوان - القاهرة والذي حجز به ليذهب الي عمله في احدي شركات " الكابلات " الخاصة وقبيل ساعات من ركوبه للقطار الذي اسفر عن مصرع 18 شخصا وإصابة 200 آخرين ابلغت الشركة بالغاء حجزه لوجود تغير في خطط العمل وعندما علم بالحادثة شعر انه نجا من كارثة كبيرة ولكن القدر لا مفر منه ليركب بعدها واسرته المكونه من زوجته وابنائه الاربعة قطار طوخ  ليشتروا ملابس العيد وينتهي به الحال الي مستشفي التأمين الصحي وزوجته نهي محمد بالدور السادس قسم العظام بمستشفي بنها الجامعي ونجلها الطفل مصطفي ناجي عامين بالعناية المركزة واطفالها الثلاثة ناجي 9 سنوات ومنه الله 7 سنوات ومحمد عامين الي اقسام الجراحة والاطفال بنفس المستشفي .



قطار طوخ 
 
تحكي نهي معاناتها من الحادث الذي اجلس اسرتها بالكامل داخل المستشفي انهم شعروا باهتزاز في القطار وبعدها فاقت في المستشفي وكل فرد في اسرتها  في قسم بالمستشفي مشيره الى انها قلقه جدا علي زوجها والذي اوضح افراد العائلة الذين يزورونه انه في حالة خطيرة جدا وأكدت ان لسانها لا يجف من الدعاء له . 

أرادوا إنقاذ حياة طفلتهما من ثقب في القلب

دقت الساعة  الواحدة ظهرا عندما هاتفت هاجر والدتها من داخل القطار قادمة هي وزوجها عبد العزيز من مستشفي عين شمس التخصصي لاجراء الفحصوصات الطبية لطفلتها رحمة 40 عاما والتي تعاني من ثقب في القلب وطلبت هاجر من والدتها اعداد الإفطار لها ولزوجها فقالت :" اعملي لي ياماما فطار حلو " ويغلق هاتفها المحمول وسط قلق والدتها  لتعرف بعدها من شيقتها الصغري عبر مواقع التواصل الاجتماعي ان القطار الذي يركبونه تعرض لحادث وتجد هاجر نفسها داخل غرفة العناية المركزة في الدور الاول  ببنها الجامعي وزوجها في قسم الجراحة ونجلتها بحضانة الأطفال .
 



"نفسي ربنا ينجي هاجر تعبت معايا كتير" هكذا حكي عبد العزيز جمال زوج هاجر 29 عاما مدرس باحدي المدارس الخاصة لغات بالمنصورة والذي اخرج المصحف والمصلي ولم يتركهما متغلبا بهما علي حالة الانهيار العصبي التي كان يعاني منها جراء الحادث وخاصة ان نجله الاخر كان  في طريقه للتعافي من حادث تعرض له وبعدها تأتي ظروف رحمة الصحية .
 
وفي مفارقة للقدر اوضح عبد العزيز انه وزوجته بعد ايام من التعب والتجوال بين عين شمس التخصصي ومركز مجدي يعقوب للقلب لاجراء عمليه للرضيعة ابلغهم المركز انه تم تحديد موعد لاجراء عملية الطفلة والذي يوافق اليوم الثاني للحادث ولكن مع الاسف الطفلة بالحضانه والام في حالة خطيرة وهو لازال طريح الفراش وبعد ابلاغ المركز بظروفهم الصحية تم التأجيل الي 20 من مايو القادم وأسرة رحمة في انتظار ان تتبدل احوالهم .

 قطار بنها 
 
وعن تفاصيل الحادث اشار عبد العزيز الى انه قبيل الواقعة حدثت مشاجرة  بين ركاب القطار العادي الذين اقتحموا المكيف هربا من ارتفاع درجة الحرارة مع ساعات لظهيرة فطلب منهم  الكمسري الالتزام باماكنهم وحدثت مشاجرة بين الركاب وتدخلت الشرطة بينما فضل هو واسرته النوم ليستيقظوا داخل المستشفي بعد ان حدثت الكارثة وما بينهما لقطات مشوشة عن مشاهد دماء ولحظات رعبة لا يقوي علي تذكر ملامحها .
 
اول مرة أركب قطار
الحاج نبيل جابر من قرية مليج، شبين الكوم ،المنوفية 56 عاما ، لديه 3 اولاد ويعمل  في القاهرة موظف في حي وسط القاهرة خدمات معاونه اقنع صديقه والذي كان اخر يوم في العمل له ان يخوض تجربة كوب القطار والذي طيلة الـ 60 عاما هو عمره لم يرغب في خوض تلك التجربة وقال له : اول مرة أركب قطار :" انا خايف قوي " ولكنه تغلب علي خوفه وخاض التجربة في اخر يوم معاش له لينتهي به الامر علس سرير بالدور الخامس جراحة رجال بمستشفي بنها الجامعي بعد ان تم بتر رجليه وتأذي اصابعه جراء الحادث.

تعال نجيب الشهادة بقالها 3 سنوات
خطرت ببال مصطفي احمد من طنطا 25 سنة والذي انهي دراسته في معهد المساحة بالقاهرة منذ 3 سنوات ان يذهب ليحضر شهادة تخرجه والتي تركها منذ 3 سنوات وفي يوم الحادث اخذه قراره بأن يذهب لاحضارها لتأتيه في الخامسة فجرا رسالة من صديقه محمد عثمان الجمل الذي يدرس في الاكاديمية البحرية وكان لديه امتحان فتم تاجيله وشعر انه يريد ان يغير جو ويذهب مع صديقه لاحضار الشهادة من القاهرة .
 
ذهبا الي محطة القطار ولم يجد حجز في قطار الواحدة ظهرا فيطلب مصطفي من صديقه انتظار القطار الذي بعده ولكن محمد يصر علي ركوب هذا القطار بالتحديد ويقفا سويا في طرقته ليقول محمد لصديقه قبل دقائق من الحادثة :" احنا هننزل بنها ونروح في عربية " وبعدها تقع الحادثة بالقرب من بنها ويري صديقه جانبه جثه هامدة ويسقط مغشي عليه ليفيق داخل قسم العظام  ويجد نفسه بمفرده دون صديقه ويعلم بأن قريته عزبة صالح ودعت 3 من ابنائها بينهم صديقه في حادث القطار .
 


 نور كان حاجز بين سعيد والقضبان
أنقذني الله من البتر بأعجوبة واعتبرها معجزة حقيقية فقد كان كل جسمه اسفل القضبان لدرجة ان المسعفون حفروا في الارض لاخراج جزئه السفلي ولكن ما انقذ سعيد سعد سعيد 20 عاما من القاهرة  الذي كان في طريقه لاحضار شقيقته الكبري  المتزوجه في طنطا لتناول طعام الافطار مع اسرتها بالقاهرة وجد ما يشبه النور كان حاجز بين جسمه وقضبان القطار لا يعرف ما هو السر ولا ما هو النور ولكنه شيء من عند الله.

 

" تربي الايتام ببيع ملابس العيد "
عبير سعيد شرف الارملة التي تنفق علي 3 من ابنائها في مراحل الكلية والثانوية واخر طفل عبر بيع السيدة الاربعينية  لملابس العيد وكانت جالبه بضاعتها لبيعها والانفاق علي اطفالها، فلا يمكن لهم العيش بما تتقاضه من معاش زوجها المتوفي وهو   400 جنيه .
 
وعن الحادثة اوضحت انها  كانت نائمة لانها  في هذا اليوم استيقظت فجرا  لتذهب للقاهرة وقضت يوما شاقا في حمل البضائع وفجأة وجدت القطار كله فوقها وزراعها ملقي بجانبها وتنقلها سيارة الاسعاف الي المستشفي لتنجو بأعجوبة من الموت قائلة :" ربنا عالم بينا بربي ايتام وولادي ملهمش غيري"



12 ساعة من البحث علي مفقود أمامهم
 
أسرة محمد الكومي الذي ركب القطار قادما من مكان عمله وبعد وقوع الحادث علمت اسرته وظلت علي مدار 12 ساعة تجوب المستشفيات بحثا عنه وهو امامهم بمستشفي بنها الجامعي ولكن لم يستطيعوا التعرف عليه بعد ان شوهت الحادثة وجهه وغيرت ملامحه وعندما تعرفوا عليه اخيرا كان قد لفظ انفاسه الاخيرة متأثرا باصابته ليلقي ربه شهيدا بين الضحايا.
 
صاحب لاب توب "اقرأوا القران "
محمود الكومي شاب جامعي كان يصطحب جهتز اللاب توب الخاص به في رحلته داخل القطار ووجد جهازه المدون عليه" اقرأوا القران فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه " والذي اوضح ان اللاب توب كان سببا في سرعة وصول اهله له بعد انتشاره علي مواقع التواصل الاجتماعي مشيرا الى انه يتمني ان يحصل علي " الهارد " الخاص بجهازه لان عليه ابحاث ودراسة ٥ سنوات وتعب وعرق وخسارته الحقيقية من القطار هو جهازه الذي عليه سنوات من الشقاء والعلم والبحث .

فيما أمر المستشار حماده الصاوى، النائب العام، بحبس 23 متهمًا فى حادث قطار طوخ، هم «قائد القطار» و«مساعده» و«عامل» و«ملاحظ صيانة سكك الحديد بالمنطقة محل الحادث» و«مدير عام تجديدات تلك السكك»، و«مدير عام الصيانة» و«مهندس ميكانيكا» و«مجموعة من العاملين والفنيين المختصين بصيانة الجرارات والعربات»، و«فنى بمحطة شبرا الخيمة»، و«عاملين بمحطة مصر».
 
وأمر بإخلاء سبيل كل من «مدير عام صيانة البنية الأساسية»، و«رئيس الإدارة المركزية لصيانة الوحدات»، إذا سدد الأول ضمانًا ماليًّا قدره مائة ألف جنيه، وسدد الثانى ضمانًا ماليًّا قدره خمسون ألف جنيه، وإلا يستمر حبسهما، وأمر بضبط وإحضار «مدير إدارة هندسة السكك الحديدية بمنطقة الحادث»، و«مهندس بورش أبو غاطس»؛ وذلك لتسبب بعضهم خطأً فى موت 23 شخصًا وإصابة 139 آخرين من ركاب القطار رقم (949).
 
كانت «النيابة العامة» قد توصلت إلى تصورٍ مبدئى لوقوع الحادث هو سقوط عدة عربات من القطار رقم (949) أثناء سيره أمام (قرية سندنهور) بمركز بنها بمحافظة القليوبية؛ لخروجها من شريط السكة الحديدية وانفصال بعض قواعد عجلاتها عنها مما أدى لانقلابها، وقد أسفر الحادث عن وفاة 23 من مستقلى القطار وإصابة 139 منهم.
 
 
Advertisements
الجريدة الرسمية