رئيس التحرير
عصام كامل

حبيب المسلمين.. «أرمين لاشيت» خليفة «ميركل» يحمل سيرة تستحق القراءة

ميركل ولاشيت
ميركل ولاشيت
اقترب السياسي الألمانى أرمين لاشيت، من الجلوس على مقعد إنجيلا ميركل فى المستشارية الألمانية، بعد التوافق علي اسمه كخليفة لها فى المنصب داخل اجتماع قادة الحزب المسيحى الديمقراطى.



وأكد رئيس حكومة ولاية هيسن الألمانية، فولكر بوفير، عقب اجتماع لقيادة الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة ميركل إن غالبية الأعضاء البارزين في الحزب يؤيدون أرمين لاشيت كمرشح للكتلة المحافظة للمنافسة على منصب المستشار.


أرمين لاشيت خليفة ميركل


وقال رئيس حكومة ولاية هيسن، اليوم الاثنين: نعتبر أنه مؤهل بشكل استثنائي وطلبنا منه التناقش الآن مع ماركوس سودر حول طريقة المضي قدماً فى الأمر.


 وحسب موقع "دويتشه فيله"، أكد أحد المشاركين في الاجتماع أن قيادة الحزب المسيحى، "أصدرت رأياً واضحاً بعد مشاورات مفصّلة" كي يصبح لاشيت مرشح تحالف هذين الحزبين لحملة الانتخابات التشريعية المقررة في 26 سبتمبر.


وبالرغم من أن القرار ليس نهائياً بعد إلا أن مع هذا الدعم ستكون لدى لاشيت وهو رئيس ولاية شمال رينانيا فيستفاليا الاكثر اكتظاظاً بالسكان، فرص جيدة لخلافة ميركل في المستشارية، بعدما أمضت هذه الأخيرة 16 عاماً في الحكم.


توافق الحزب المسيحى 


وسبق أن أكد لاشيت مساء الأحد الماضى، في حديث مع قناة تلفزيونية تابعة لصحيفة "بيلد"، أنه واثق من أنه سيحصل على موافقة إدارة حزبه ليصبح مرشح المحافظين لمنصب المستشارية.


أرمين لاشيت  الذي تصفه الصحف الألمانية بـ "حليف ميركل المخلص"، و"رجل الكرنفالات الضاحك"، وهو ليبرالى معتدل، يعرف بشغفه بالاتحاد الأوروبي وبدفاعه القوي عن التعددية الثقافية في ألمانيا.


كما أنه تعهد بالسير على خطى ميركل وأنه، إن حدث وأصبح مستشارا للبلاد، فستكون ولايته  امتدادا لحكمها.


حارس المستشارة 

وصفته صحافة ألمانية أيضا بأنه حارس ميركل الشخصي عندما دافع بقوة عن موقف المستشارة الألمانية خلال أزمة اللاجئين عام 2015، حيث واجهت ميركل انتقادات حادة من أعضاء حزبها بسبب تبنيها سياسة الباب المفتوح لفتح حدود ألمانيا أمام مئات الآلاف من المهاجرين.


يرى لاشيت أن تعدد الثقافات والأديان هو مكسب للبلاد وليس العكس، ويعرف بآرائه الليبرالية وعلاقاته الوثيقة و الجاليات المهاجرة، لدرجة أن زملاءه في الحزب لقبوه بـ "أرمين التركي" في إشارة إلى أصوله التركية، لينتمي لأكبر جالية مهاجرة في ألمانيا.


وترى بعض وسائل الإعلام العربية أنه سيكون "أبو المهاجرين" القادم بعد "ماما ميركل" التي احتضنت اللاجئين .


عارض لاشيت أيضا اقتراحات حظر النقاب في ألمانيا، كما دافع عدة مرات عن الاعتراف رسميًا بالإسلام كمكون من مكونات المجتمع الألماني.


ويحظى لاشيت "القصير المرح" بشعبية كبيرة داخل الاحتفالات الكرنفالية التقليدية، حيث دائما ما يشارك بحماسة في هذه الكرنفالات مرتديا زيها الملون المبهج.


سياسته الخارجية 

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، انتقد لاشيت، الولايات المتحدة عام 2014 لدعمها جبهة النصرة فرع تنظيم "القاعدة" ضد الرئيس السوري بشار الأسد،  وحذر من  شيطنة روسيا ودافع عن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي تحاربه دول أوروبا الشرقية لأنها تعتبره مشروعًا جيوسياسيًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومعروف بكراهيته لديكتاتورية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.


كما دعم الأصوات المنادية بتعميق العلاقات الألمانية مع الصين، وطالب أيضا في مارس 2020 الحكومة الألمانية بتبني موقف صارم ضد أردوغان لوقف لعبة الأخير المتمثلة في ابتزاز أوروبا والضغط عليها باستخدام ورقة اللاجئين.


الميلاد والنشأة

ولد لاشيت في مدينة أخن بولاية شمال الراين وستفاليا، عام 1961. درس الحقوق وعمل بالمحاماة كما عمل بالصحافة أيضا قبل أن يتحول إلى السياسة، ومن عام 1994 إلى عام 1998، كان عضوا في البرلمان الفيدرالي الألماني.


ومن عام 1999 إلى عام 2005 كان نائبا في البرلمان الأوروبي، ومنذ عام 2010، عمل لاشيت في برلمان ولاية شمال بولاية شمال الراين وستفاليا، وهي الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في ألمانيا.
الجريدة الرسمية