رئيس التحرير
عصام كامل

د. صلاح عبية الحاصل على أعلى جائزة أفريقية للتميز العلمي: حياتي العلمية بدأت بـ«فشل» وعدلت وجهتي ليصبح نجاحًا مكتمل الأركان | حوار

الدكتور صلاح عبية
الدكتور صلاح عبية يتسلم تكريم الدكتور زويل ( أرشيفية )
فوجئت برفض أول بحث أعددته وأصبت بالإحباط 

البحث العلمي في مصر تغيير كثيرًا خلال السنوات العشر الماضية والدولة أصبحت مهتمة به 


أطالب صغار الباحثين التحلي بالصبر وعدم تعجل النتائج حتى يمكنوا من تحقيق أهدافهم العلمية

«البحث العلمي بخير.. والقادم أفضل».. حقيقة أكدتها العديد من الشواهد والمعطيات على أرض الواقع، سواء فيما يتعلق بمجريات الأبحاث والإنجازات التي تتحقق أو الجوائز الدولية المرموقة التي يحصل عليها علماء مصر.

ومؤخرًا حصل ثلاثة علماء مصريين على جائزة «كوامي نكروما» المرموقة للتميز العلمي والتابعة للاتحاد الأفريقي عن عام 2020، من مجموع 7 علماء أفارقة حصلوا على نفس الجائزة تقديرًا لإنجازاتهم العلمية في مجالات البيئة والابتكار والتكنولوجيا.

في مقدمة العلماء الثلاثة جاء الدكتور صلاح عبية، أستاذ بجامعة زويل والمدير المؤسس لمركز الضوئيات والمواد الذكية بالجامعة، وله إنجازات علمية عديدة في مجال النانو تكنولوجي وتمكين استخدام التكنولوجيا لخفض نسب الانبعاثات الكربونية.

وضمت القائمة الدكتور فكيهة الطيب هيكل، أستاذ في مجال الكيمياء الفيزيائية في كلية العلوم بجامعة القاهرة، ولها عدد كبير من الإنجازات الأكاديمية والبحثية في هذا المجال، وقد تم إدراجها ضمن قائمة جامعة ستانفورد الأمريكية لأهم 2% من العلماء في العالم.

كما حصدت الدكتورة إلهام على، أستاذ في مجال البيئة وعلم المحيطات بجامعة السويس، رئيسة قسم علوم البيئة المائية بالجامعة، الجائزة ذاتها، والتي تعكس بدورها الريادة المصرية في المجالات العلمية ذات الصلة بتحقيق أهداف التنمية في القارة السمراء.

"فيتو" حاورت الدكتور صلاح عبية، المدير والمؤسس لمركز الفوتونيات والمواد الذكية، الرئيس الأكاديمي السابق لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، بمناسبة فوزه بالجائزة.

حيث أكد أن حياته العلمية بدأت بـ«فشل» سرعان ما استطاع تعديل وجهته ليصبح نجاحًا مكتمل الأركان، ليتوج مسيرته العملية بحصوله على جائزة «كوامي نكروما» للتميز في مجال العلوم الأساسية والتكنولوجيا والابتكار على مستوى أفريقيا.

«د.صلاح» أحد أعمدة مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وواحد من أفضل العلماء المصريين الذين استطاعوا أن يثبتوا للعالم تفوق الباحث المصري، وأكد أن البحث العلمي في مصر شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات العشر الماضية، مطالبًا صغار الباحثين التحلي بالصبر والاجتهاد ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم في حياتهم العلمية. 

الفائز بجائزة «كوامي نكروما» تحدث عن تفاصيل حصوله على هذه الجائزة الرفيعة، وكواليس رحلته العلمية.. والأسباب التي دفعته لإهداء الجائزة إلى روح العالم الراحل الدكتور أحمد زويل.. وكان الحوار التالي: 

*هل تتذكر تفاصيل أول بحث علمي تقدمت به؟

أول بحث عملت عليه كان متعثرا في البداية، فهو كان بعد نحو 3 أو 4 شهور من عملي بالدكتوراه الخاصة بي، وكنت مجتهدا به كثيرا وأرسلته إلى أحد المؤتمرات، غير أنني فوجئت برفضه وعدم نشره، وأصبت وقتها بالإحباط ، غير أنني سرعان ما تمالكت نفسي وأضفت أشياء جديدة إلى البحث وأعدت كتابته وقدمته إلى إحدى أهم المجلات العملية على مستوى العالم، لأفاجأ بعد ذلك بأن المجلة وافقت على البحث وقررت نشره.

*ماذا عن تفاصيل معرفتك بالحصول على جائزة «كوامي نكروما»؟

تلقيت اتصالا من الاتحاد الأفريقي لتهنئتي وإبلاغي بأنه تم اختياري للحصول على الجائز، كما أنه تم إرسال خطاب رسمي لي، وعقدت حفلة خاصة لجميع الفائزين عبر تقنية الـ«فيديو كونفراس» يوم 26 فبراير، والذي وافق ذكري ميلاد العالم أحمد زويل وهو بمثابة الأقدار السعيدة لي لذلك أهدي تلك الجائزة لروحه.

*ما نوعية الأبحاث التي وضعتك على طريق هذه الجائزة الرفيعة؟

عملت بمساعدة فريق البحث على أربعة محاور أساسية عملنا عليها خلال التسع سنوات الماضية، والتي نشرنا على إثرها أكثر من 500 بحث خلال السنوات التسع على مستوى العالم، مرتبطة جميعها بتكنولوجيا الفوتونيات أو الضوء.

والمحور الأول متعلق بإنتاج الخلايا الشمسية وكيفية تطويرها وتطويعها، والثاني استهداف تكنولوجيا الفوتونيات في تصنيف بعض المستشعرات سواء في المجال الطبي أو البيئي والتي تستطيع أن تقيس بدقة وبحساسية عالية أي تغيرات يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة بأي عدوى أو فيروس.

وبالنسبة للبعد الثالث فهو شبكات الاتصالات الضوئية الواسعة المدي التي تعتمد على الألياف الضوئية ليس الاعتماد العادي المتعارف عليه ومضاعفة البيانات في نفس الوقت وبنفس الطاقة وذلك لتوفير الوقت والجهد والطاقة، والبعد الرابع متعلق بأجيال جديدة من الحاسبات الضوئية.

*من واقع ظروف عملك.. كيف ترى البحث العلمي في مصر؟

البحث العلمي في مصر تغيير كثيرًا خلال السنوات العشر الماضية، وأصبحت هناك طفرة حدثت واهتمام كبير من الدولة به لتنشيط الحياة العلمية، وأطالب صغار الباحثين التحلي بالصبر والاجتهاد وعدم تعجل النتائج حتى يمكنوا من تحقيق أهدافهم العلمية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية