رئيس التحرير
عصام كامل

الأمير «يوسف كمال» أحد أبناء الأسرة العلوية ووريث العثمانيين فى مصر.. أرسل «محمود مختار» لباريس.. وازداد ولعه بالفنون والعمارة الإسلامية.. ومجموعته الأثرية بالصعيد يكسوها الغبار

جانب من الصور
جانب من الصور

الأمير «يوسف كمال» بن الأمير «أحمد كمال» بن الأمير «أحمد رفعت» بن «إبراهيم باشا بن محمد على الكبير»، ولد سنة 1882 م وحظا كباقى الأسرة العلوية المالكة التى حكمت مصر (1805-1952) بعناية فائقة فى التربية والتعليم حيث أوفد فى بعثة تعليمية لأوربا استطاع خلالها الإلمام بثقافة عالية، وكان الأمير يوسف كمال واحدا من أبناء الأسرة العلوية المالكة فى مصر، وممن يمتلكون ثروة كبيرة ويحبون العمل الاجتماعى فقد أسهم فى تنمية عدد كبير من القرى المصرية، وأدخل بعض التقنيات الزراعية الحديثة فى منطقة نجع حمادى وكان وطنيا إلى درجة أنه أعاد إلى مصر معظم ممتلكاته التى كانت بالخارج، لكنه بعد ثورة 23 يوليو غادر مصر وأقام فى أوربا حتى توفى سنة 1969 بمدينة استر وبل.


اشتهر الأمير يوسف كمال بحبه للفنون الجميلة وشغفه بشراء اللوحات الفنية وكان يجوب العالم لشراء القطع النادرة فى الفن الإسلامى والفن الآسيوى وكان يهدى المتاحف الملكية كثيرا من المجموعات التى يقتنيها ونتيجة لاهتمامه ذلك ترأس جمعية الفنون الجميلة، ودفعه حبه للفنون وإعجابه بموهبة محمود مختار الفنية إلى إرساله لبعثة فى باريس لكى يكمل دراسته هناك ومثلما نشأ "مايكل أنجلو" فى رعاية الأمير الفلورنسى "لوز نر دى مديتشى" فقد نشأ محمود مختار فى رعاية الأمير يوسف كمال المصرى وقد تلقى مختار أول الدروس فى الفن بالمدرسة الملحقة بقصر الأمير.

تدرج فى عدة وظائف حتى استطاع بمرسوم من السلطان العثمانى أن يصبح وريثا فى حكم مصر، وذلك فى عهد السلطان حسين كامل، حيث نص الفرمان على تولى الملك فؤاد، ومن بعده ابن عمه الأمير يوسف كمال حكم مصر بعد السلطان حسين كامل الذى تنحى ابنه كمال الدين عن الحكم.
شيد الأمير يوسف كمال عدة قصور وعمارات بالمطرية والإسكندرية، ونجع حمادى، والمريس من أعمال مركز أرمنت بمحافظة الأقصر، الذى كان يقضى فيه خمسة عشر يوما بالتبادل مع قصر نجع حمادى، غير أن هذا القصر اندثر، كما كان له ممتلكات أخرى يقع معظمها فى محافظة قنا، ويبلغ زمامها 16000 فدان آل معظمها بعد ثورة يوليو إلى الإصلاح الزراعى.

كان الأمير يوسف كمال مولعا بالفنون والعمارة الإسلامية، وجامعا للتحف والمقتنيات الفنية النادرة، فهو يعتبر بحق باعث النهضة الفنية فى مصر الحديثة، أسس مدرسة ابتدائية بنجع حمادى أوقف عليها بعض عماراته بالإسكندرية، وهى الآن مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية.
الوصف المعمارى لمجموعة يوسف كمال المعمارية تضم السلاملك، القصر من الخارج، قاعة الطعام، المطبخ، الفسقية، السبيل والمئذنة.

أصدر الرئيس السابق مبارك قرارا بالموافقة على بناء السور الخاص بالمجموعة الاثرية طبقا لمساره القديم وذلك تمهيدا لتفعيل قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية الصادر فى 24 / 7 / 2008 بالموافقة على استغلال القصر وكافة الوحدات الملحقة به كمتحف إقليمى لمدينة نجع حمادى.
وثارت عدة منازعات بين الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادى ومنطقة آثار نجع حمادى منذ عام 2004 حول هدم وبناء سور للقصر من الناحية الشرقية والتى تطل على شارع كورنيش النيل بسبب تداخله مع خط التنظيم الصادر به قرار المحافظة رقم 60  لسنة 1985 .
وإلى الآن والجهات المعنية تدرس وتحاول إنهاء النزاع والموافقة على بناء السور طبقا لمساره القديم والاهتمام بالقصر ليكون مزارا سياحيا هاما، يعانى القصر إهمالا فادحا من قبل المسئولين فى الدولة وعدم الاهتمام به كأثر يستحق أن يوضع على خريطة قنا السياحية التى لا يوجد بها إلا معبد  قرية دندرة رغم أنها بلد الآلهة كما كانت تعرف عن المصريين القدماء.
وتبقى مجموعة يوسف كمال جوهرة تحت غبار التاريخ لا يصل بريقها إلى الأجيال الحديثة.

الجريدة الرسمية