رئيس التحرير
عصام كامل

قصة المدير الفني مع اتحاد الكرة.. واحد استقال والثاني توفي وثلاثة إقالة

الدكتور محمود سعد
الدكتور محمود سعد
مع بداية الألفية الثالثة وبالتحديد في 2005 ومع تولي الكابتن سمير زاهر رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم في شهر يونيو بدأ التفكير في الاستعانة بمدير فني لاتحاد الكرة كأحد أهداف برنامج قائمة سمير زاهر في الانتخابات حيث كان الراحل مؤمنا بأهمية وجود تلك الوظيفة داخل الاتحاد من أجل التخطيط للمنتخبات الوطنية ومسابقات الناشئين.

ولم يجد زاهر أفضل من زميله وصديقه وجنرال الكرة المصرية محمود الجوهري لتولي تلك المهمة بعد أن ترك مهنة التدريب وبدأ يعد نفسه لمهمة مثل تلك التي رشحها له زاهر.

وكان الكابتن الجوهري مفعما بالحماس والنشاط من أجل التخطيط للكرة المصرية وبدأ يعد أوراقه ويرتب أفكاره لتحقيق طفرة في المسابقات ومن أجل ذلك كان تحديد راتب الكابتن الجوهري أعلى راتب في اتحاد الكرة المصري وهو 100 ألف جنيه وهو الراتب الذي يزيد على راتب المعلم حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب الفراعنة.


ولكن اصطدم الكابتن الجوهري سريعا بمجلس الإدارة رغم أنه تجنب الاقتراب من حسن شحاتة وعمل على تطوير منتخبات الشباب والناشئين وكذلك المسابقات ووقتها كان يخطط لعمل مسابقة للأعمار 21 سنة وهي التي كانت السبب الرئيسي في القرار التي اتخذها.

وكاتب السطور كان رسول الكابتن الجوهري إلى الكابتن سمير زاهر حيث قال بالحرف: "بلغ الكابتن سمير إني مستقيل وعيب إن أولادي قاصدا (شوبير ومجدي عبدالغني وأيمن يونس) هم الذين يقفون في وجهي"..  تلك كانت اخر كلمات الكابتن الجوهري الذي رفض الاصطدام به وضحي بالـ100 ألف جنيه وكان هذا الرقم خياليا في تلك الفترة واستقال الجوهري ولم يدخل اتحاد الكرة بعدها وعاد للأردن ليقوم بدور المدير الفني للاتحاد الأردني


الكابتن السياجي

بعد الكابتن الجوهري لم يجد زاهر مفرا من الاستعانة بصديق وقد كان الكابتن محمد السياجي الذي ترأس اتحاد الكرة فترة معينا وسكرتيرا عاما منتخبا وأشرف على أمور كثيرة وفهم السياجي الأمر محافظا على عدم الدخول في المناطق الشائكة.

وكانت أبرز أعمال الكابتن السياجي رحمة الله عليه هي التعاقد مع ميروسلاف سكوب المدير الفني لمنتخب الشباب في المونديال الذي استضافته مصر عام 2009 وظل الرجل يعمل في هدوء وبلا ضجيج حتي فاضت روحه لبارئها بعد أن تعرض لوعكة صحية في إحدى السفريات بجنوب أفريقيا. 

الكابتن فتحي نصير الخيار الثالث

وكان الكابتن فتحي نصير نجم الأهلي ومدرب المنتخب الوطني السابق هو الخيار الثالث خاصة أنه كان يتولي نفس المهمة في الاتحاد الإماراتي وعمل الرجل بجد واجتهاد خاصة في مجال تطير المدربين من خلال الرخص واستمر يجتهد في عمله حتي لحظة الصدام وكانت كلمة الفصل في اجتماع عاصف لمجلس إدارة الاتحاد.


في هذا الجتماع كان في نهاية عهد الكابتن سمير زاهر باتحاد الكره وكان متمسكا بالكابتن فتحي نصير لأقصي درجة ولكن فريقا آخر كانت له وجهة نظر أخرى خاصة الثلاثي الذي تم انتخابه في دورة تكميلية (الدكتور كرم كردي والمهندس أحمد مجاهد والدكتور جمال محمد علي) وكان زاهر واثقا أن الأغلبية معه ولكن صوت حازم الهواري كان حاسما مع الثلاثي لينتهي الفصل الثالث من فصول المدير الفني لاتحاد الكرة.

فاروق جعفر والخروج بخلع الضرس

تولي الكابتن فاروق جعفر مهمة المدير الفني لاتحاد الكرة وتعلم الدرس من سابقيه محاولا عدم الدخول في صدام مع مجلس الإدارة ولكن الصادم قادم لا محالة وبدأ التربيط للاستغناء عن جعفر وهو الذي قام بتشييد مكتبه علي نفقته وأثناء اجتماع مجلس الإدارة للترتيب لإقالته كان جعفر يترقب الموقف.


واتخذ مجلس جمال علام القرار ولكن من يبلغه بالقرار وهو جالس في مكتبه يتوعدهم ولم يكن هناك حل سوي إسناد الأمر للراحل الكابتن عزمي مجاهد لحل الأزمة لأن الكابتن فاروق يرفض الخروج من الاتحاد حتى نجح في إخراجه مع وعد بإرسال المكتب والكراسي إلى منزله وخرج وقتها الكابتن فاروق جعفر ليهاجم هذا الاتحاد بضراوة شديدة لينتهي الفصل الرابع.

الدكتور محمود سعد 

أكثر من عمّرَ في هذا المكان وهو الذي تم إسناد المهمة له في مجلس جمال علام وحاول كثير من أجل عمل شيء ولكنه كان يصطدم برغبات مجلس الإدارة خاصة فيما يتعلق باختيارات الأجهزة الفنية وربما لاقت كلماته رواجا لدى اللجنة الخماسية ولكن جاء المهندس احمد مجاهد لينسف كل خطط الدكتور محمود سعد وبذل عدد من المديرين في الاتحاد إقناع سعد بتقديم الاستقالة مع صرف مكافأة نهاية خدمة ولكنه رفض وتمسك بموفقه الرافض للاستقالة والإقالة حتى صدر القرار أمس لينهي الفصل الخامس من القصة.

المؤكد أن فصول القصة لم تنتهِ وستكشف عن مفاجآت قادمة.
الجريدة الرسمية