رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل أصبح عزل الإخوان الحل الوحيد لإنقاذ تونس ؟ ‏

راشد الغنوشي
راشد الغنوشي

تعيش تونس حالة من الاضطراب السياسي المتزايد بسبب الأزمة الخانقة التي تحياها البلاد، من جراء رفض أغلب القوى ‏السياسية التعاون مع الإخوان ـ حركة النهضة ـ وزعيمها راشد الغنوشي، بعد أن تبين لها رغبة الرجل في الاستحواذ على كل ‏شيء، وفرض منطق إخواني على الهوية التونسية وروح الحكم في البلاد، ما دفعه للصراع مع الرئيس قيس سعيد . ‏



وتتزايد نداءات عزل الإخوان وإعلانهم جماعة إرهابية للتضييق على النهضة والغنوشي وغلق الطريق أمام تمدد المشروع ‏الإخواني، وتم تدشين عريضتين في البرلمان لنفس السبب، ما جعل الكثير من الخبراء يؤكدون على أهمية حظر الإخوان وإزاحة ‏الغنوشي كمخرج وحيد لحل الأزمة التونسية المشتعلة التي تهدد بتدمير التجربة الديمقراطية التونسية. 

يقول الدكتور عبد الجليل معالي، الكاتب والباحث أن تفاقم الأزمة السياسية التونسية، وتحولها إلى انسداد حقيقي، انعكس ‏على ‏الواقع الاقتصادي والاجتماعي للتونسيين، وأكد أن المشكلة في التناقض العميق بين الإخوان ـ حركة النهضة ـ ومؤسسات ‏الدولة.‏

لفت معالي إلى أن الغالبية أصبحوا على قناعة، أن الحل يبدأ من سحب الثقة من راشد الغنوشي رئيس البرلمان، والدليل على ‏ذلك، ‏مسارعة تمرير العريضة الثانية بعد عريضة شهر يوليو من العام الماضي، وما يميز هذه المحاولة الجديدة، حرصها ‏توكيل ‏مجموعته من النواب غير المنتمين إلى كتل سياسية لعملية التنسيق وتجميع الإمضاءات.‏

أضاف: سحب الثقة من رئيس البرلمان ينقي الأجواء السياسية ويعيد التوازن إلى المشهد السياسي، وينتهي بمراجعة ‏القانون ‏الانتخابي والتسريع بتشكيل المحكمة الدستورية.‏

أوضح أن راشد الغنوشي فقد كل مصداقيته السياسية بعد أن حاول الدوس على ‏صلاحيات الرئيس سياسيّاً ودبلوماسيّاً، وأسهم في ‏تحويل البرلمان إلى ميدان للاحتقان المتواصل.‏

تابع: التحرك البرلماني من أجل سحب الثقة من الغنوشي أكد وجود وعي سياسي، بأن الأخير يتحمل مسؤولية كبرى في هذا ‏الأزمة، ‏وأن إبعاده عن رئاسة البرلمان منطلق حقيقي للحل، لأن وجوده تحول إلى عبء في ظل رفض غالبية الأطياف السياسية ‏له.‏

أما عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث فيرى إن مرحلة ما بعد الربيع العربي تمثل نهاية تجرِبة الحركة الإسلامية بشكلها التقليدي ‏والتي نشأت ‏وامتدت طوال القرن الماضي.‏

أوضح "عبد الحافظ" أن الإخوان تعتقد أن سر قوتها يكمن في قوة التنظيم، الذي ينبع من احتوائه عددا كبيرا من الأفراد، ‏تستطيع ‏مجموعة صغيرة من القيادات أن تتحكم في حركتهم وتوجههم كيفما تشاء، وبذلك تكتسب الجماعة قدرة كبيرة على ‏التأثير بالمقارنة ‏بأي فصيل أو تيار أو حزب آخر، فتستطيع تحقيق وجودها باستمرار وفرض إرادتها والحصول على العديد ‏من المكتسبات.‏

تابع: الإخوان بشكلها الحالي ليست في حاجة إلى فرد يفكر وينتقد ولديه القدرة على الحركة الذاتية، ولكنها بحاجة إلى فرد ‏منفذ ‏يسمع ويطيع ويثق بشكل مطلق في قيادته، ويفعل كل ذلك بدافع ديني معتقدًا أن هذا واجب عليه، بناءً على أسلوب ‏الجماعة الذي ‏تستخدمه في إنزال بعض النصوص الدينية عليها  كمفهوم الطاعة والبيعة والجماعة.‏

أضاف: لكن هذا الأسلوب كانت له نتائج كارثية، حيث أفقد الفرد نفسه إرادته وملكاته الفكرية التي وهبه الله تعالى إياها، كما ‏أصاب ‏عقل الجماعة بالضمور وأفقدها حيويتها فحال بينها وبين القدرة على التطور، كما جعل من ذلك الفرد كائنًا متعصبًا ‏لفكر الجماعة ‏ومواقفها، يدافع عنها في الحق والباطل، سواءً علم بأنه باطل أم لا، فأضحى سببًا من أسباب الانقسام في ‏المجتمع. ‏

استكمل: كان لهذا الأسلوب تأثيره الكبير في عدم قدرة البعض على الخروج من الجماعة رغم رؤيته للعديد من الأخطاء ‏فيها، لكنه ‏ونتيجة لتلك التربية كان يعتقد أن الخطأ في عدم قدرته هو على إدراك ما تدركه قيادة الجماعة، فيعود أدراجه ‏في صفوفها مستسلمًا ‏ملتزمًا بفعل ما لا يقتنع به، فقط لأنه تربى على أنه ليس عليه سوى التنفيذ، أما الباقي فهو من شأن ‏القيادة التي ترى ما لا يراه ‏أحد. ‏

اختتم: يأخذون الفرد في مسار خاطئ، ويهدرون ما اكتسبه وتعلمه من أمور حسنة، لأن الفرد في النهاية لا يكون إلا جزء ‏من ‏التنظيم، وترسا في ماكينته.‏

Advertisements
الجريدة الرسمية