رئيس التحرير
عصام كامل

1919.. ثورة في الأدب والسينما وأشياء أخرى.. وسياسات الوفد صدمت طليعة النضال الثوري

ثورة 1919
ثورة 1919
رغم مرور أكثر من قرن على ثورة الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني في عام 1919، إلا أنها لا تزال تثير فضول الباحثين بالتحليل والدراسة لما كتب أو عرض عنها وما رسخ في ذاكرة الأمة المصرية.


ومن هذا المنطلق، قدمت الكاتبة دينا حشمت في كتابها "ثورة 1919 في الأدب والسينما" الصادر حديثا، تحليلا نافذا لمجموعة من الأعمال الأدبية والفنية المصرية التي قننت ورسخت ثورة 1919 بوصفها لحظة من أهم لحظات الانتصار الوطني. 




خيبة الأمل

وجاء أول فصول الكتاب تحت عنوان "شاعرية خيبة الأمل" حيث توضح الكاتبة ما انتاب قطاعا كبيرا من الشعب المصري، تجاه الوفد معتمدة على جزء من مقال نشر في أغسطس عام 1923 في جريدة الأهرام بقلم محمد صالح الدهري، حيث كان نذيرا لاحتجاجات كبيرة أعقبت فيما بعد إنشاء أول حكومة للشعب في يناير من عام 1923.

وتوضح الكاتبة أنه على الرغم من أن الزعيم سعد زغلول كان يتمتع بشعبية كبيرة، إلا أن سياسات حزب الوفد خيبت آمال المحرومين في الريف والحضر والذين كانوا في طليعة النضال الثوري.

وتنتقل دينا في ثاني فصول الكتاب "الخوف من الغوغاء" إلى الحديث عن انطباعات المحتل البريطاني تجاه ثوار 1919، حيث تستشهد بكتاب المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي عن ثورة "1919" الذي صدر عام 1946، وعبر فيه الرافعي عن حالة الاستياء التي طغت من استخدام المحتل البريطاني مصطلح "الغوغاء" في تقاريره العسكرية للتعبير عن متظاهري ومثقفي ونخبة ثورة 19، لتجريدهم فيما بعد من أي دور إيجابي في النضال ضد المستعمر.

وتناولت دينا حشمت أيضا بالتحليل والدراسة كل من رواية "عودة الروح" للأديب توفيق الحكيم، ورواية "بين القصرين" للكاتب الكبير نجيب محفوظ، في إطار معالجة فن الرواية المصرية لثورة 1919 وأحداثها، في الفصل الثالث والذي جاء بعنوان "1919 والأمة الحديثة".

السينما

وعلى غرار تناول الرواية للثورة، حاولت دينا حشمت تأريخ أول الأعمال السينمائية التي جسدت بشكل واضح مرحلة مهمة لكفاح الشعب من أجل الحرية والوحدة إبان ثورة 1919، وذلك في الفصل الذي حمل عنوان "ثورة 1919 على شاشة السينما"، حيث ركزت على تجربة فيلم "بين القصرين" للمخرج حسن الإمام عن قصة الأديب نجيب محفوظ، والذي صدر عام 1964.

وقدم الفيلم وقتها كأول مشروع للشركة العربية للسينما العربية، كما وضحت كيف أولت الدولة أهمية كبرى للفيلم حيث حضر عبد القادر حاتم وزير الثقافة والإرشاد القومي العرض الأول في 2 مارس 1964 في سينما ريفولي.

ويستعرض الفيلم المسارات الحياتية لأسرة "أحمد عبد الجواد" خلال فترة الاحتلال الإنجليزي، وقبيل اندلاع ثورة 1919، بدءًا من رب الأسرة الذي يتعامل بصرامة شديدة مع أفراد عائلته، بينما هو يعيش ليلًا حياة من اللهو والانحلال، وابنه "فهمي" الذي ينضم لأحد التنظيمات السياسية السرية، والابن الأكبر "ياسين" الذي يحذو حذو والده في ملاحقة النساء.

وحاول السيناريست الراحل يوسف جوهر، أن يظهر أكثر من صورة في هذه القصة ما بين الشعب المصري أيام الاحتلال البريطاني وما بين الشباب المقاوم وكيفية تكوينه جمعيات سرية لطرد المحتلين عن مصر.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية