رئيس التحرير
عصام كامل

عضو عليا الفيروسات: الموجة الثالثة لكورونا واردة .. واللقاح الصيني الأكثر أمانًا.. وظاهرة إصابة العائلة بأكملها انخفضت (حوار)

وجيدة أنور عضو اللجنة
وجيدة أنور عضو اللجنة العليا للفيروسات
العدد الحقيقي للإصابات والوفيات 10 أضعاف ما تعلنه "الصحة" لهذا السبب

اللقاحات المعتمدة لم يثبت لها أعراض جانبية خطيرة


نعيش مرحلة «الاطمئنان الحذر» وحدوث موجة ثالثة لـ«كورونا» أمر محتمل 

غرامة الكمامة أبرز أسباب انخفاض الإصابات.. وتناول اللقاح لا يغني عن ارتدائها 

التباعد الاجتماعي أسلم حل وعلى كل شخص أن يتعامل مع المحيطين له كأنهم مصابون

اللقاح ليس إجباريًا ومن لا يرغب في التطعيم ينتظر إصابته.. ولا يوجد لقاح يحقق فعالية ١٠٠%

يجب أن يستمر الشعور بالخوف في كل مكان لهذا السبب
جميع اللقاحات تحقق فعالية من ٣ إلى ٦ أشهر في مدة تحقيق الحماية.

لا توجد أي دراسات تثبت ضعف الفيروس المتحور 

«الأعداد عادت إلى الانخفاض مجددًا.. انتظروا موجة ثالثة من كورونا.. اللقاحات يمكن أن تفشل في مهمتها.. والأرقام المعلنة لا تتناسب مع حجم الإصابات والوفيات الحقيقية».

الحقائق السابقة، وغيرها الكثير المتعلق بجائحة انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19» وضعتها «فيتو» على طاولة الحوار مع الدكتور وجيدة أنور، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة عين شمس، عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتي قدمت بدورها إجابات حقيقية لها. 

«د. وجيدة» رغم تفاؤلها بتراجع معدلات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا المستجد خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أنها طالبت الجميع بالالتزام «الحذر» وعدم التخلى عن اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية، لأنها تأتي في مرتبة أولى قبل «اللقاح».

عضو «الفيروسات» تحدثت أيضًا عن أنواع اللقاحات التي حصلت على «موافقة الاستخدام الطارئ»، وقدمت شرحًا حقيقيًا لوضع الوباء في مصر، كما ألقت الضوء على توقعات البعض بحدوث موجة ثالثة لـ«كورونا»، كما تطرقت إلى احتمالية تكرار سيناريو «الإنفلونزا الإسبانية» بالنسبة لـ«كورونا» وكان الحوار التالي: 


*بداية.. ما الذي يعنيه تراجع معدلات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا خلال الأسابيع القليلة الماضية؟

الفترة الحالية تشهد انخفاضًا في معدل الإصابات مقارنة بنهاية ديسمبر الماضي، حيث ارتفع منحنى الإصابات في ديسمبر ثم انخفض مع منتصف يناير وبخلاف الإحصائيات ففي نهاية ديسمبر كنا نرى إصابات في عائلات مختلفة محيطة بنا وبمجرد إصابة شخص تصاب العائلة بأكملها وتقع بينهم وفيات، بينما حاليا نشهد انخفاضًا في المعدلات.

لكن يجب ألا نفرح وألا نطمئن كثيرًا ويكون ذلك بحذر ويجب الاستمرار في الالتزام بإجراءات الوقاية والخوف من المحيطين بنا والأماكن المزدحمة.

*إذن.. ما التفسير العلمي لانخفاض الإصابات؟

ارتفاع معدل الإصابة في ديسمبر الماضي نتيجة احتفالات رأس السنة وتجمعات الأفراح، ومع تزايد معدلات الإصابة بدأ الناس يشعرون بالقلق، وأصبح كل شخص يحاول الالتزام بالإجراءات الوقائية.

كما أن إجراءات الدولة بفرض غرامات على عدم ارتداء الكمامة ساعدت في تزايد معدلات التزام المواطنين بارتدائها، ويجب أن يستمر الشعور بالخوف في كل مكان حتى في أماكن العمل ومن كل المحيطين بنا.

*بعد الإعلان عن تجاوز مصر ذروة الموجة الثانية لـ«كورونا».. ما مدى احتمالية حدوث موجة ثالثة؟

احتمال وارد.. وإذا نظرنا إلى منحنيات الإصابة في الموجة الأولى كانت مرتفعة ثم انخفضت، وكذلك الموجة الثانية كانت أقل من الأولى، وقد تحدث موجة ثالثة ولا تكون مرتفعة في عدد الإصابات ويتوقف ذلك على مدى التزام المواطنين.

*هناك من يردد أن سيناريو الإنفلونزا الإسبانية يمكن أن يتكرر في فيروس كورونا واختفائها بعد وجود ٣ موجات منها.. إلى أي مدى تتفقين مع هذا الرأي؟

الإنفلونزا عند ظهورها كانت تسبب رعبًا وتوفي منها عدد كبير من المواطنين، وحاليًا أصبح لها تطعيم سنويا ونتمنى ألا تحدث أية تحورات للفيروس ويختفي مع الوقت.

*الأرقام والإحصائيات المعلنة عن إصابات ووفيات كورونا محل تشكيك من جانب البعض.. تعقيبك؟

الحالات المعلنة يوميًا هي عن المترددين على المستشفيات، وهناك إصابات أخرى تكتفي باللجوء للمستشفيات الخاصة والعيادات الخاصة وهؤلاء لا يتم حصرهم، ومعروف أن ٨٠ % من الإصابات تشفى لوحدها وتكون حالات بسيطة و٢٠ % فقط تحتاج إلى رعاية صحية و٥% تحتاج إلى رعاية مركزة وجهاز تنفس صناعي، ويمكن ضرب الأرقام المعلنة رسميًا في ١٠ لمعرفة العدد الحقيقي للإصابات.

*هل يمكن بعد انخفاض الإصابات إلى نحو ٥٠٠ حالة يوميًا أن تعود للصعود والوصول إلى ألف إصابة يوميًا؟

الزيادة أو الانخفاض متوقفة على سلوك المواطنين، ولو كثرت المشاركة في التجمعات سواء أفراح أو عزاءات سوف تزيد الإصابات.

*كم يبلغ عدد اللقاحات التي حصلت على اعتماد بالاستخدام حتى الآن؟

اللقاح الصيني وأسترازينكا واللقاح الروسي وفايزر ومودرنا، ويوجد لقاح تحت التجارب لشركة جونسون في أمريكا، وبدأ عدد من الدول استخدامها.

*وما الفارق بينها وهل تختلف فاعلية كل لقاح عن الآخر؟

الفرق في طريقة تحضير اللقاح وأكثرها أمانًا هو اللقاح الصيني، لأن طريقة تصنيعه تعتمد على فيروس كورونا الميت مثل طرق تصنيع اللقاحات المعتادة، بينما لقاحات فايزر ومودرنا تعتمد في تصنيعها على طريقة جديدة مبتكرة غير معروفة من قبل تستهدف جزءًا معينًا من بروتين الفيروس لإنتاج أجسام مضادة، وبسبب طريقة تصنيعه يمكن أن يسبب قلقًا للبعض.

*وما مدى مفعول اللقاحات في تحقيق حماية وإنتاج أجسام مضادة؟

جميع اللقاحات تحقق فعالية تمتد من ٣ إلى ٦ أشهر في مدة تحقيق الحماية.

*لكن يوجد تخوف لدى البعض من تناول اللقاح نتيجة إنتاجه في مدة أقل من عام ، ما ردك على ذلك؟

التطعيم حصل على موافقات سريعة نظرا لأننا في وقت وباء وحصل على موافقات استخدام طوارئ، وكنا من بداية الجائحة في انتظار إنتاج أي تطعيم للمرض، كما أنه ليس إجباريا، ومن لا يرغب في تناول اللقاح لا يتناوله وينتظر إصابته بالمرض الذي قد يأتي بسيطا أو مميتا وكل شخص حسب مناعته، والتطعيم للحفاظ على أنفسنا ومنع حدوث مضاعفات للمرض، فالوقاية خير من العلاج.

*وهل الحصول على اللقاح سوف يغني عن الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة؟

التطعيمات تحقق نسب حماية متفاوتة تتراوح من ٧٠ إلى ٩٥% ولا يجب على متلقي اللقاح الاستغناء عن الكمامة، لأنه يمكن إصابته، لكن قد يأتي المرض بأعراض بسيطة بعد تناول اللقاح، كما أن اللقاح يحتاج إلى وقت لظهور مفعوله في الجسم وليس في الحال ويمكن خلال الفترة من تناوله حتى ظهور مفعول اللقاح أن يتعرض الشخص للإصابة.

*كيف يحدث تحور الفيروس وهل التحور يسبب القضاء عليه؟

وفقا لنظريات تحور الفيروسات قد يكون التحور مفيدا بحيث يضعف الفيروس، لكن تكون حالات الإصابة بسيطة أو يحدث تحور شديد فيظهر فيروس جديد ونبدأ في البحث عن تطعيم جديد وعلاجات جديدة للفيروس.

*وهل التحورات التي حدثت في فيروس كورونا تسببت في ضعف الفيروس؟

التحور الذي حدث أدى إلى سرعة انتشار الفيروس، لكن شدة المرض كما هي لم ترتفع أو تتراجع، ولا توجد أية دراسات تثبت ضعف الفيروس مع التحورات التي حدثت له.

*هل تصلح اللقاحات المتوفرة حاليا مع تحورات الفيروس؟

فيروس كورونا تعرض لتحورات متعددة في عدة أجزاء، كما أن اللقاحات تصلح مع السلالات المتحورة، والعلماء والشركات المنتجة أدركوا طريقة تصنيع اللقاح ويمكن تحديد الطفرة في الفيروس التي تحدث وتعديل التطعيم بما يناسب التحور.

*كيف سيحقق اللقاح مناعة مجتمعية؟

المناعة المجتمعية تحدث عند إصابة ٦٠% من البشر سواء بحدوث عدوى لهم أو تطعيمهم بلقاح كورونا.

*كم المدة التي تستغرقها الأجسام المناعية في جسم الإنسان بعد اللقاح؟

تظل الأجسام المناعية في الجسم  فترة تتراوح من ٣ إلى ٦ أشهر، ولم يثبت إذا كانت تظل أكثر من ذلك أو مدة سنة، لأنه لم يمر عام على التطعيم، وخلال العام القادم سيتضح ذلك وفقا للدراسات التي سيتم إجراؤها على التطعيم.

*بعد وجود أنباء نشرت عالميا عن ذلك.. هل يمكن أن يسبب التطعيم بلقاح كورونا وفاة من يحصل عليه؟

ليس شرطا أن تكون الوفاة بسبب اللقاح، فاللقاحات المعتمدة لم يثبت أن لها أعراضا جانبية خطيرة، وهناك عدة احتمالات بشأن الوفاة منها أن يكون الشخص من كبار السن وتوفي وفاة طبيعية أو أصيب بالفيروس قبل تناول اللقاح وكان في فترة حضانة المرض ولا يعرف وتدهورت حالته.

كما أن اللقاح في حالة تسببه بحساسية خطيرة تظهر الحساسية فور تناول اللقاح وليس بعد فترة من تناوله لذلك يظل متلقي اللقاح تحت ملاحظة الأطباء في مدة نصف ساعة، وإذا لم تحدث أي حساسية من اللقاح، وأي عرض آخر يظهر بعد ذلك ليس حساسية خطيرة، وبشكل عام يجب متابعة الحالة عند ظهور أي عرض سواء احمرار في اليد أو ارتفاع في الحرارة خلال يومين من تناول اللقاح.

*هل من يحصل على اللقاح لا يتسبب في نقل العدوى إذا أصيب بالمرض؟

حامل العدوى حتى لو لم تظهر عليه أي أعراض في حالة الرذاذ المتطاير من السعال لو بجانبه شخص ليس لديه مناعة يمكن أن يصاب، لذا التباعد الاجتماعي أسلم حل، وعلى كل شخص أن يتعامل مع المحيطين له كأنهم مصابون وهكذا، مع الاستمرار في التعقيم لأن الفيروس يتواجد على الأسطح، هذا إلى جانب الحرص على اتباع الإجراءات الوقائية لأي مرض سواء فيروسات كورونا أو غيره.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
الجريدة الرسمية