رئيس التحرير
عصام كامل

السفير محمد العرابي: 25 يناير كان لا بد منها.. وتمنيت التغيير دون ثورة ومواجهات وأمور تضر بالاقتصاد الوطني | حوار

محمد العرابي
محمد العرابي
الإخوان ليس بإمكانهم أن يحكموا بلدا .. هم يديرون جمعيات خيرية فقط 

كشف السفير محمد العرابى الذي تولى حقيبة وزير الخارجية في يونيو عام 2011 حتى 16 يوليو، عن ذكرياته مع ثورة الخامس والعشرين من يناير بعد مرور 10 سنوات عليها، قائلا فى حوار مع "فيتو" : "كنت أشعر بالقلق على مصير البلد نتيجة الأحداث المتتالية"، ولا أرى أن هذا هو الطريق الذي يجب أن يتخذ للتغيير.


وكنت أخاف أن تخرج الأمور عن السيطرة والبلاد تتعرض لمصاعب اقتصادية وأمنية، ولم أكن أتوقع صعود الإخوان للحكم، بل كنت أرى أن الإخوان ليس من إمكانياتهم ولا قدراتهم أن يحكموا بلد، هم يقومون بعمل جمعيات خيرية فقط، وهذا ما يستطيعون فعله.. وإلى نص الحوار:  

*في أي مكان تواجدت وقت ثورة الخامس والعشرين من يناير؟

في هذا اليوم كنت عائدا في الطائرة من رحلة خارجية ، حيث كنت أحضر ندوة ، وأحد حراس الطائرة قال لى حينها أتوقع مظاهرة في ميدان التحرير ولم أكن أتوافق معه كثيرا في هذا الأمر غير أنه كلام سمعته فقط، وفي اليوم الثانى بعد عودتى من ألمانيا كنت ذاهبا لمصافحة الوزير السابق أحمد أبو الغيط الذي تولى وزارة الخارجية.

وبالفعل ذهبت وصافحته وبدأت أشعر بالقلق على مصير البلد نتيجة الأحداث المتتالية، وتحدثت معه حينها في إطار القلق من ناحيتى، وأنى لا أرى أن هذا هو الطريق الذي من المفترض أن نتخذه للتغيير، أبو الغيط كان لديه قدر من الثبات يومها ولم يكن منزعجا مثلى ثم ودعته بعد ذلك وذهبت وودعت المجموعة التي كانت معى وودعت الزملاء الذين كانوا معى في الإدارة الاقتصادية وأيضا عبرت لهم عن قلقى من هذا الأمر.

*هل كنت منزعجا وخائفا من انطلاق الثورة؟

كنت خائفا أن تخرج الأمور عن السيطرة والبلد تتعرض لمصاعب أمنية واقتصادية وغيره من هذه الأمور، بعد ذلك ذهبت إلى منزلى، وجلست ، فيه ففي 25 يناير كنت خرجت على المعاش بعد سن الـ 60 عاما، وكنت أشغل مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية آخر منصب قبل تولى الوزارة.

*متى وكيف تم استوزارك؟

في يونيو 2011 كلفت بتولى وزارة الخارجية أيام المجلس العسكري، حيث جئت بعد الوزير الأسبق نبيل العربى، ولم تكن هناك مصاعب خاصة بوزارة الخارجية فترة الثورة وكانت مستقلة، والوزارة كانت تسير بشكل جيد أما الوضع الداخلى فكان مقلقا.

*هل كنت تتوقع صعود جماعة الإخوان للمشهد؟

لم أكن أتوقع صعود جماعة الإخوان، بل  كنت أرى أنهم متواجدون على الساحة فقط، وكانت مفاجأة محزنة أن يصعدوا ولكن لم أكن أتصور وصولهم للحكم وكنت أري أن ثورة الخامس والعشرين من يناير كان لابد منها، وكان لابد أن يحدث تغيير وكان من الممكن أن يحدث دون أن يفرضه الشارع.

وأرى أنه كان من الأفضل التغيير دون أن يفرضه الشارع، نظرا لأننى ضد الثورات الشعبية، لكنى مع التغيير، لذلك كنت أفضل التغيير دون ثورة ومواجهات، وأمور تضر بالاقتصاد الوطنى وخاصة أنه كان لها تأثير كبير على الاقتصاد، وكشفت مفاصل الدولة من جديد نتيجة الخراب والمطالب الفئوية والدولة أديرت ولم تسقط بفضل المجلس العسكري.

*هل خسرنا كثيرا في فترة حكم الإخوان للبلاد؟

الإخوان ليس من إمكانياتهم ولا قدراتهم أن يحكموا بلد، هم يقومون بعمل جمعيات خيرية فقط، وهذا ما يستطيعون فعله، وبالتالى خسرنا كثيرا في العام الذي حكموا فيه، خسرنا في السياحة وفي التنمية وهم لا يستطيعون إدارة مشاريع تنموية وكان كل هدفهم إنهم يمسكوا البلد وركبوا الموجة في 25 يناير، وكان الأمر من 25 يناير حركة شعبية وتم ركوب الموجة من جماعة الإخوان لتحقيق لمصالحهم.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية