رئيس التحرير
عصام كامل

فيلم المومياء بين الرفض الجماهيرى والحفاوة العالمية

شادى عبد السلام وأفيش
شادى عبد السلام وأفيش فيلم المومياء

رغم مرور 46 عاما على عرض فيلم "المومياء"  الذى عرض فى مثل هذا اليوم 27 يناير عام 1975 إلا أنه سيظل من أهم أفلام السينما المصرية على الإطلاق ، وهو أول فيلم روائى طويل للمخرج شادى عبد السلام ومع ذلك أبهر العالم كله وتحدثت عنه صحف عالمية عديدة ،



ومع تلك الحفاوة العالمية بالفيلم إلا أنه فشل جماهيريا ـ وقت عرضه ـ ولم يستمر فى السينما سوى أسبوعين .

يرد المخرج شادى عبد السلام على ذلك فيقول: العمل عندى هو الحياة، إننى أحس أن أبناء وطنى لايعرفون تاريخهم كما يجب، ويهمنى أن أعرفهم ولو 500 سنة من الاف السنين من تاريخ مصر، وفى النهاية انا لا أعمل فى السينما على انها شيء استهلاكى ولكنى أعملها كوثيقة تاريخية للأجيال القادمة .

قرأت قصة اكتشاف المومياوات عام 1956 وفى أوائل الستينيات كانت فكرة الفيلم قد اختمرت فى رأسى وبدأت بكتابة قصيدة من نظم الشعر عن المومياوات ثم بدأت أكتب السيناريو، وفى عام 1968 أى بعد النكسة بدأت تصوير الفيلم واستعنت فيه بخيرة تلاميذى فى الديكور صلاح مرعى وأنسى أبو سيف مع المصور عبد العزيز فهمى .


استمر الاستعداد والتجهيز للفيلم ثلاث سنوات وتم تصوير الفيلم 13 أسبوعا يتحدث عن الحضارة الفرعونية معتمدا على لغة عربية فصحى بسيطة يلتقطها المشاهد بسهولة والصورة السينمائية المعبرة التى استغنى بها عن التركيز على الحوار .
استمر الفيلم يعرض فى عروض خاصة خمس سنوات وتردد المسئولون فى عرضه حتى رآه الوزير يوسف السباعى فى الخارج فأمر بعرضه


تم تصنيفه كواحد من كلاسيكيات السينما العالمية فحصل على جوائز عالمية منها جائزة المؤرخ السينمائى الشهير جورج سادول وهى جائزة النقاد الفرنسيين ، وكذلك جائزة أفضل فيلم فى إنجلترا وإيطاليا واختير مخرجه كأفضل مخرج ضمن عشرة مخرجين على مستوى العالم
  
وفى مصر حصل على جائزة افضل فيلم مصرى عام 1975 وشهادة شرف من المركز الكاثوليكى، كما اختير شادى عبد السلام ضمن أهم 10 مخرجين على مستوى العالم من رابطة النقاد الدولية فى فيينا.


ويعلق المخرج على بدرخان على ذلك فيقول انه كلما كان الفيلم ذا جودة وقيمة فنية عالية قلت جماهيريته الا اننا لو قسنا مدى نجاح  المومياء بالمكسب الذى حققه لمصر فسنجد انه حقق عائدات مادية ومعنوية كثيرة جدا بما سببه من دعاية مشرفة لمصر .

/4197162

تراه بطلته نادية لطفى هو قطعة فنية ثمينة زينت السينما المصرية بأكملها وهو سيمفونية شعرية أدبية تحمل صراع أجيال وثقافات وانتماء .وتحكى ذكرياتها مع الفيلم :كان ظهورى بالفيلم ظهورا عابرا فى دور فتاة اسمها زينة وكانت قد جمعتنى صداقة مع المخرج شادى عبد السلام ولما رفضت مؤسسة السينما فى البداية وكان رئيسها صلاح ابو سيف لاختلافه شكلا ومضمونا عن السينما التجارية ، وافقت على وضع اسمى مع مجموعة الفيلم رغم ان الدور لا يتعدى ثلاث دقائق وقد اخترت محمد خيرى فى الفيلم ،ومن هنا اعادت المؤسسة التفكير ووافقت على انتاج الفيلم ، وبسبب فيلم المومياء نص قانون عام 82 على منع تهريب الاثار .

وصفه الكاتب الصحفى أحمد حمروش بقوله:عالج الفيلم لغة السينما المصرية بما تحويه احيانا من مبالغات غير واقعية فى اللهجة فتحولت فى هذا الفيلم الى لغة فصحى لا تصدم الإذن ولا تنفر المشاهد ولعل هذه هى المرة الأولى التى يقدم فيها فيلما عربيا بلغة فصحى بسيطة تستطيع كافة الآذان من العراق إلى المغرب أن تلتقطها فى سهولة ويسر..

الجريدة الرسمية