رئيس التحرير
عصام كامل

تاجر فى الأسلحة.. أسرار تنشر لأول مرة عن حياة إحسان عبد القدوس

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس
كشف الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس، عمل والده الكاتب الراحل احسان عبد القدوس فى توريد السلاح، والذى كان أحد أسباب كتابته لقصة " فى بيتنا رجل"، وكيف حول روزاليوسف إلى مخزن للسلاح وصناديق الذخيرة دون أن يعلم أحد.


وتحت عنوان "الكاتب الكبير مورد أسلحة!! " كتب محمد عبد القدوس على حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعى فيسبوك ، حكايات والده  إحسان عبد القدوس، والتى قد لا يعرفها البعض.  
قال محمد عبد القدوس: "من فضلك أوعى تظن حضرتك أن عنواني هذا مبالغ فيه، وأنه مجرد فرقعة صحيفة!! إنها حقيقة تدخل في دنيا العجائب، وحبيبي أبي رحمه الله بدأت شهرته الصحفية بقضية الأسلحة الفاسدة!!

الجدير بالذكر أنه تعرض لمحاولة إغتيال بسبب كتاباته عن تلك القضية، وسمحت له الداخلية بعدها أن يحمل مسدسا دفاعاً عن نفسه ورفض أن يحمله وأعطى هذا السلاح لشريكة العمر لتدافع عنه عند اللزوم فكيف يكون بعد ذلك مورد سلاح، كما جاء في عنوان موضوعي وهو يخاف من الأسلحة. " .



وأضاف محمد عبد القدوس قائلا : "وعندما أرجع إلى ذكريات حبيبي أبي نجده يقول أن تلك الحكاية ترجع إلى عام 1951 بعد إلغاء "النحاس باشا" معاهدة 1936 مع الإنجليز، وكثرت في تلك الفترة المنظمات الفدائية التي تحارب المحتل البريطاني، واخترت الانضمام إلى منظمة "خالد بن الوليد" الفدائية التي يرأسها "عزيز المصري", وهي شخصية عسكرية عظيمة المقام ومحل احترام من الجميع، وتوليت  منصب أمين صندوق المنظمة، وأسند لي تدبير مواردها، وإمداد شبابها المناضل بالمال والطعام والسلاح والذخيرة، وتحولت روزاليوسف وقتها إلى مخزن للسلاح به كل أنواع الأسلحة وصناديق للذخيرة الحية.

ويضيف احسان عبد القدوس قائلاً: ورغم أنني أخاف من الأسلحة ألا أنني كنت أجلس في مكتبي وحولي عشرات المدافع ومئات البنادق وكلي اطمئنان وهدوء وكأنني أجلس وسط حديقة من الزهور والورود الجميلة، بل ووصل حماسي لهذا الأمر أنني قمت بأغرب رحلة في حياتي حيث سافرت إلى الصعيد بصحبة صديق لكي نجمع كل ما نستطيع الحصول عليه من السلاح والذخيرة من تجار الأسلحة المنتشرون في الوجه القبلي، وهكذا عملت دون أن أدري مورد للأسلحة لمنظمة خالد بن الوليد، وهو أمر لم يخطر يوماً على بالي أبدا ولو في الأحلام!!

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=2808165616091121&id=100006931305244

وأكد محمد عبد القدوس على أن من يقرأ سيرة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس رحمه الله بدقة يلاحظ أنه في شبابه خاصة لم يكتفي أبدا بدوره كصاحب قلم مرموق، بل كان يسعى للإتصال بمختلف المنظمات الثورية وإن حرص دوما على الاحتفاظ بإستقلاله، ودوره كبير ومعروف في تهريب المناضل الثوري "حسين توفيق" الذي قام بإغتيال  "أمين عثمان" المتهم بالتعاون مع المحتل البريطاني، ووافق حبيبي أبي دون تردد أن يستضيف هذا الثائر في بيته بعد هروبه من المستشفى التي كان يعالج فيها ورصدت الحكومة وقتها مبلغ خمسة آلاف جنيه لمن يرشد عن قاتل أمين عثمان.

(ملحوظة): "أضرب هذا الرقم في عشرة لأن فلوس زمان غير دلوقتى خالص".

ووجهت تحذيراً شديداً لكل من يأويه، لكن احسان عبدالقدوس لم يبال بالمخاطر الشديدة التي تحيط به، وظل المطلوب للبوليس في بيته حتى تم تهريبه إلى الخارج.



تجدر الإشارة إلي أن الرئيس الراحل أنور السادات كان المتهم السابع في تلك القضية، ومن هنا جاء تعارفه على أبي قبل قيام ثورة 23 يوليو، وعن طريقه تعرف على العديد من الضباط الأحرار الثائرين على الحكم الملكي.
 
وهكذا حبيبي في شبابه، إنسان ثوري وليس مجرد كاتب أو صحفي.
ومن هذه الحكاية استمد قصته الشهيرة "في بيتنا رجل" التي لقيت نجاحاً عظيماً سواء عند نشرها أو في السينما.
الجريدة الرسمية