رئيس التحرير
عصام كامل

الشرطة تستعد للاحتفال بعيدها الـ 69.. تستعيد ذكريات البطولة والفداء.. ومصدر يكشف هدايا الداخلية للمواطنين في 25 يناير 2021

الشرطة
الشرطة
أيام قليلة وتحل الذكرى الـ 69  لملحمة الإسماعيلية التى راح ضحيتها أكثر من 130 شهيدا ومصابا من رجال الشرطة أثناء التصدى للمستعمر البريطاني ورفض تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى، رغم قلة أعدادهم، وضعف أسلحتهم.


وخاضت أجهزة الأمن  خلال الـ7 سنوات الماضية حربا شرسة ضد الإرهاب الأسود وأعوانه من قوى الشر فى محاولات لهدم الدولة المصرية إلا أن رجال الشرطة تصدوا لكافة المحاولات الخبيثة والتي أسفرت عن الإيقاع بالعديد منهم واستشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة. 

وحرصت الحكومة المصرية على الاحتفال بشكل خاص هذا العام 2021 بإصدار عملة نقدية فئة جنيه تحمل شعار الشرطة.

ووافق مجلس الوزراء على استصدار عملة معدنية متداولة فئة الجنيه بعدد 3 ملايين قطعة، تحمل شعار الاحتفال بعيد الشرطة، وذلك تخليداً لذكرى المناسبة المحتفى بها.   

وسطرت قوات الشرطة المتواجدة آنذاك بالقسم فى ٢٥ يناير ١٩٥٢ ، ملحمة بطولية شهدت بها كل مصر، واكتسب هذا اليوم خصوصية أكبر بالنسبة لأهل الإسماعيلية، الذين تكاتفوا لمقاومة المحتل، فتقاسم رجال الشرطة ومحافظة الإسماعيلية هذا اليوم ليكون عيدا لهم ولكل المصريين.

وتعد معركة الإسماعيلية واحدة من فصول النضال الوطنى الذى ثار فى أعقاب إلغاء معاهدة‏ 1936‏ التي كانت قد فرضت على مصر، ليفرض المحتل على مصر عبء الدفاع عن مصالح بريطانيا، وتعاني من غارات الجيش المحتل التي هدمت الموانئ وهجّرت المدن.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ثارت الحركة الوطنية مطالبة بإلغاء المعاهدة وتحقيق الاستقلال، فما كان من حكومة الوفد إلا أن استجابت لهذا المطلب الشعبى، وفى 8 أكتوبر ‏1951‏ أعلن رئيس الوزراء مصطفى النحاس إلغاء المعاهدة أمام مجلس النواب.

وبعد أيام قام شباب مصر فى منطقة القناة بضرب المعسكرات البريطانية فى مدن القناة، ودارت معارك ساخنة بين الفدائيين وبين جيوش الاحتلال.

فى نفس الوقت ترك أكثر من 91572 عاملا مصريا معسكرات البريطانيين للمساهمة فى حركة الكفاح الوطنى، وامتنع التجار عن إمداد المحتلين بالمواد الغذائية، مما أزعج حكومة الاحتلال فهددت باحتلال القاهرة إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين، ولم يعبأ الشباب بهذه التهديدات، ومضوا فى خطتهم غير عابئين بالتفوق الحربى البريطانى واستطاعوا بأسلحة البسيطة أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة‏.‏

وشهدت المعركة تحالف قوات الشرطة مع أهالى القناة‏، ‏ وأدرك البريطانيون أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة‏، فعملوا على تفريغ مدن القناة من قوات الشرطة حتى يتمكنوا من تطويق المدنيين وتجريدهم من أى غطاء أمنى، ‏ ورفضت قوات الشرطة تسليم المحافظة.

وفى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" واستدعى ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسليم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وأن ترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، لكن المحافظة رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

واشتد غضب القائد البريطانى فى القناة، فأمر قواته بمحاصرة قوات الشرطة بالإسماعيلية، وأطلق البريطانيون نيران مدافعهم بطريقة وحشية لأكثر من 6 ساعات، فى الوقت التى لم تكن قوات الشرطة المصرية مسلحة إلا ببنادق قديمة الصنع.

وحاصر أكثر من 7 آلاف جندى بريطانى مبنى محافظة الإسماعيلية والثكنات والذى كان يدافع عنهما 850 جنديا فقط، فكانت المعركة غير متكافئة القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة، التى دافعت ببسالة عن أرضها بقيادة الضابط مصطفى رفعت حتى سقط القتلى والجرحى ورفضت قوات الاحتلال إسعافهم.

ونتيجة لهذه البطولات الخالدة، فقد أقامت ثورة يوليو ‏1952‏ نصبا تذكاريا بمبنى بلوكات النظام بالعباسية تكريما لشهداء الشرطة، عبارة عن تمثال رمزي لأحد رجال الشرطة، الذين استشهدوا خلال معركة الصمود فى الإسماعيلية.

وفى عام 2009 تم إقرار هذا اليوم إجازة رسمية لأول مرة تقديرا لجهود رجال الشرطة المصرية فى هذا اليوم. 

ويبدو أن اليوم مثل البارحة فقد اختار المصريون هذا اليوم 25 يناير 2011 للقيام بثورة سطرها شباب مصر كأعظم ثورات العهد الحديث للدولة المصرية، فكانت ملحمة أخرى لثورة شعب على ظلم واستبداد الحاكم، وكما يؤكد شباب الثوار أن ثورتهم مستمرة ضد كل استبداد وظلم وقهر من قبل الحاكم.

وتستعد وزارة الداخلية، للاحتفال بعيد الشرطة بشكل مختلف هذا العام  عبر العديد من الفعاليات الاجتماعية والإنسانية من بينها مبادرة كلنا واحد لتوفير مستلزمات الاسرة عبر إطلاق المرحلة السادسة عشرة و التى انطلقت فاعليتها بالاشتراك مع كبرى الشركات والسلاسل التجارية وفقا لما كشفه  مصدر أمنى. 

وأضاف المصدر أن الفعاليات تشمل السجناء وأسرهم والمفرج عنهم حديثا وتوفير فرص عمل وكذلك الإفراج عن عدد من الغارمين والغرامات بالاشتراك مع الجهات المعنية بالدولة .

واشار المصدر الى أن رجال الشرطة في جميع مديريات الأمن، سيحرصون خلال الأيام المقبلة على توزيع  هدايا على المواطنين في الشوارع والميادين احتفالًا بالذكرى الـ69  لعيد شرطة.

وشملت حقائب هدايا للأطفال تحتوى على كتيبات إرشادية مرورية، وكوب بلاستيك عليه شعار الشرطة، وأقلام ملونة عليها شعار الشرطة، بازل للأطفال على شكل سيارة مطافئ ونجدة، مطويات دليل الوقاية من الحرائق.

وتحرص وزارة الداخلية على تعميق جسور التواصل الاجتماعى فى احتفالات عيد الشرطة الـ 69 ، عبر إطلاق عدد من المبادرات والتى تكون فى استخراج المحررات الشرطية مجانا خلال الأيام المقبلة.

وستكون المستندات الشرطية بالمجان للمواطنين، لأول 5 مواطنين بكافة المنافذ الشرطية لاستخراج الوثائق على مستوى الجمهورية  فى ضوء مشاركة كافة أطياف الشعب الإحتفال بعيد الشرطة لعام 2021 وانطلاقاً من إستراتيجية الوزارة التى تستهدف تفعيل معطيات التواصل المجتمعى مع كافة شرائح المجتمع.

وقال المصدر الأمنى أنه سيتم استخراج المستندات الشرطية بدون رسوم من (إدارات المرور – إدارات تصاريح العمل – إدارات الجنسية والهجرة– إدارات الأحوال المدنية) بكافة مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، لأول خمسة  من المواطنين المتقدمين لاستخراج تلك الوثائق.


الجريدة الرسمية