رئيس التحرير
عصام كامل

إفلاس البرازيل.. كيف حمل بولسونارو نبأ انهيار اقتصاد بلاد السامبا للإعلام؟

الرئيس البرازيلي
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو
رغم تهاون الرئيس البرازيلي مع جائحة فيروس كورونا منذ بدء تفشيها واستهانته بتداعياتها، ما تسبب في إصابة أكثر من 8 ملايين مواطن، ووفاة نحو 200 ألف آخرين، إلا أن بولسونارو اتهم "الإعلام" وحمله المسئولية في أزمة إفلاس البلاد.


وأعلن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الأربعاء الماضي، عن إفلاس بلاده، عازيا السبب إلى جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وأثرت على كبريات الاقتصادات فيه.

فيروس كورونا والإعلام
ووفقا للرئيس البرازيلي، فإن السبب يرجع لفيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم وأثر على كبريات الاقتصادات فيه.

وقال بولسونارو: "البرازيل مفلسة.. ليس هناك ما يمكنني القيام به.. السبب هذا الفيروس الذي غذاه الإعلام".

وأضاف: "أردت تعديل الشرائح الضريبية، لكن جاء الفيروس الذي يغذيه الإعلام الذي لدينا، هذا الإعلام الذي لا فائدة منه".

ويرى بولسونارو، أن "الانهيار الاقتصادي للبلاد مرتبط بالقيود التي فرضها الحكام للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة ما يقرب من 198 ألف شخص في البرازيل".

وعود انتخابية
وتأتي تصريحات الرئيس البرازيلي للإشارة إلى الإصلاح المتعلق برفع مستوى الدخل المعفي من الضرائب، وهو وعد انتخابي أطلقه خلال حملته الانتخابية ضمن برنامج اقتصادي ليبرالي.

ويرى المحللون أن إعلان الرئيس البرازيلي إفلاس بلاده، يأتي في إطار محاولة التهرب من الوعود الانتخابية التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية.

المساعدات الطارئة
كما اعتبر المحللون أن المساعدات الطارئة التي قدمتها الحكومة البرازيلية منذ بدء تفشي جائحة كورونا، ساهمت في إنهاك اقتصاد الدولة اللاتينية.

يذكر أن شعبية الرئيس البرازيلي ازدادت بفضل المساعدة الطارئة التي تم تقديمها على مدى 9 أشهر إلى 68 مليون برازيلي، أي ما يقرب من ثلث السكان، لكنها توقفت هذا الشهر، بضغط من الأسواق التي تخشى ارتفاع مستوى العجز والدين العام الذي قد يضع البلاد على "حافة الهاوية الاجتماعية".

تهاون مع الجائحة
ومنذ بداية الوباء في البرازيل في فبراير الماضي، قلل بولسونارو في عدة مناسبات من تأثير فيروس كورونا، الذي أطلق عليه اسم "الأنفلونزا الصغيرة"، على الرغم من أنه أقر الأسبوع الماضي بأنه قد يكون هناك "بعض المبالغة".

ودافع الزعيم اليميني المتطرف أيضًا عن استخدام العلاجات دون التحقق العلمي، مثل هيدروكسي كلوروكين.

وفي الآونة الأخيرة ، عارض الطبيعة الإلزامية للقاح كورونا، والتي حددتها المحكمة العليا أخيرًا.

وكانت آخر مواقف الرئيس البرازيلي عندما شن هجوما على اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19"، وزعم بأن لقاح "فايزر" يمكن أن "يجعل لحية تنبت للمرأة، وأن يحول شخصا ما إلى تمساح"، وقال: "في العقد مع فايزر، يقولون بوضوح تام: نحن لسنا مسؤولين عن أي آثار جانبية. إذا تحولت إلى تمساح، فهذه مشكلتك.. وإذا صار شخص سوبرمان أو نبتت لامرأة لحية، أو بدأ رجل يتحدث بصوت نسائي، فلا علاقة لهم بذلك".

وصدم الرئيس البرازيلي أيضًا شعبه في تصريح سابق حول الوباء، وقال :"الجميع سيموت في النهاية.. لا فائدة من الهروب"، واستخدم الكلمة البرتغالية "maricas"، وهي مصطلح "سوقي" مسيء للمثليين، وقال "لا يجب أن نكون بلد مخنثين"، وادعى أن بإمكان البرازيليين اللعب بمياه الصرف الصحي و"عدم الإصابة بأي عدوى".

ماذا يعني إفلاس الدول؟
هو عندما تكون الدولة عاجزة عن سداد ديونها، وغير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية الأخرى مثل دفع الرواتب وثمن استيراد البضائع، وفي مثل هذا الوضع تكون الدولة ضعيفة مالياً، ولا تستطيع تسيير الأمور الاقتصادية والاجتماعية.

ومن أهم أسباب إفلاس الدولة، هو انخفاض الإيرادات العامة مما قد يؤدي إلى ارتفاع في المديونية، أو السياسات والقرارات الخاطئة التي تؤدي إلي أزمة اقتصادية خانقة، أو بسبب خسارة حرب مع دولة أخرى.

وقبل إعلان الدولة لإفلاسها، تلجأ إلى اتخاذ إجراءات صعبة للغاية مثل زيادة الضرائب وخفض النفقات العامة ووقف التوظيف في القطاع العام، وقد تلجأ إلى البلدان الصديقة أو المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي أو نادي باريس لإقراضها وإنقاذها من الوضع المالي الصعب.

وبعد إعلان الدولة لإفلاسها، تحدث هزة اقتصادية قوية على الصعيد المحلي حيث يندفع المستثمرون وأصحاب المدخرات لسحب أموالهم من الحسابات المصرفية ونقلها خارج البلاد، ومن أجل تجنب ذلك تقوم بعض الحكومات بإغلاق البنوك وفرض قيود على حركة رؤوس الأموال.

 وعلى الصعيد الخارجي، تُصدر وكالات التصنيف الائتماني تحذيرات بشأن الاستثمار في الدولة، كما تتم تسوية الديون أو إعادة هيكلتها عبر التفاوض، ولكنه يكون مكلفا ومرهقا لجميع الأطراف.
الجريدة الرسمية