رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الكمامة تجنبا للغرامة فقط

مواطنون كثر يستخدمون المواصلات العامة يوميا، ولا يستعملون الكمامات إلا لزوم التظاهر باحترام القرارات والإجراءات الاحترازية، أو بالأحرى تجنبا للأكمنة الأمنية والغرامات.


قبل الأحد الماضى الذي بدأت فيه تطبيق الغرامة الفورية بقيمة 50 جنيه على المخالفين، حرر رجال المرور ما يقرب من 38 ألف مخالفة لمركبات جماعية خلال أسبوع واحد عن عدم الإلتزام بالكمامات، لكن ظل التظاهر بها بعد القرار يتزايد حتى شهدت المركبات مشاجرات ومشادات بين الركاب حول غلق شبابيكها، بينما أغلبهم بلا كمامات أو مكتفين بوضعها على ذقونهم.

سرعة انتشار الفيروس فى نسخته الجديدة كبيرة للغاية، لدرجة أن عائلات بأكملها فى بيت واحد أصيبت به، بينها فريق كبير من عائلتي وكذا عائلة الصديق النائب الدكتور محمد عبد الغني الذى فقد شقيقيه أشرف وسيد عبد الغني خلال يومين فقط.

كورونا ومراجعة نظام التيرم

لم أعد أستمع إلى أخبار وفيات بعد فترات علاج أو عزل طويلة، بل إن شبابا تبدو مناعتهم قوية فقدنا بعضهم خلال أيام معدودة من ظهور أعراض بسيطة، أو فى ظروف وبائية ملتبسة علينا.

فى بعض القرى ومنها ما تنتمى إليها عائلتي بجذورها نشطت الجهود الأهلية مجددا لتوفير الحماية اللازمة لمصابين وأول وسائلها أنابيب الأكسجين، ومع ذلك تجد داخلها بشر يتحفك بإزدواجية إنكاره الوباء وعدم إلتزامه بالإجراءات الاحترازية، ولا يصاحب تلك الإزدواجية سوى مقاطعة مريض مستضعف وربما التنمر عليه.

الأمر حقا لم يعد يحتمل مزايدات على قدرات الدولة ولن تسمح قدرة الفيروس لك بإنتظار المأمول تماما من أجهزة حكومية الصحية، وباتت الإجراءات هذه جزءا من يومياتنا الضرورية لمحاولة حماية أرواحنا وذوينا من موجات وبائية متلاحقة.

الحرب الفيروسية حاضرة بظني ومستمرة ولن تكون شعوب بحالنا قادرة على إيقاف إرادة قوى كبرى تباشرها فى سبيلها لصياغة نظام عالمي جديد خلال عشر سنوات من الآن، ولو أن قرارا منها إتخذ فى سبيل مواجهة تداعياتها عليها لكانت بدايته التعاون مع رؤي وطنية للمواجهة ودعمها.

حاوروا المواطن وعوضوه قبل الإزالات

الظروف الوبائية لا تحتمل ثقافة التعامل بالقطعة مع مواجهة تحتاج إلتزاما تاما وشاملا، وتستدعى روحا جماعية للمواجهة بدلا من الإهمال والتضاد السلوكي واللامبالاة.

أرقام الإصابات والوفيات العالمية اليومية وما تشهده دول الجوار وما تعلنه أقاليم بكاملها من أرقام، مجرد جرس إنذار لواقع تتزايد فى المأساة مع فقد مجتمعات قدراتها على الإحصاء، وفى ظني سيكون اللجوء إلى الاعتماد على الأطباء وليس المؤسسات العلاجية والصحية فى رصد وإحصاء المصابين، ضرورة كبيرة مع إشراك نقابتهم فى الأمر، ودعمهم بشكل أكبر فى هذه المرحلة ضرورة أكبر لتجاوز هذه المرحلة التاريخية الصعبة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
Advertisements
الجريدة الرسمية