رئيس التحرير
عصام كامل

«كورونا» لم يحرمهما من «متعة الكريسماس» «مينا» و«سليفيا».. ثنائي ينشر السعادة ببدلة «بابا نويل» و«شنطة الهدايا الحمراء» | فيديو وصور

فيتو
أيام قليلة باقية ويحل علينا العام الجديد، وبين منتظر وآمل وراغب، هناك في المنزل رقم 13 بحي الظاهر بقلب القاهرة، الانتظار يختلف عن غيره، ففي شقة موظف شركة التأمين مينا مشرِقي، وزوجته «سيلفيا» مُعلمة التربية الفنية في إحدى مدارس إمبابة، الاحتفال باستقبال العام الميلادي الجديد، ففوق «كنبة الأنتريه» في الصالة محدودة المساحة، يضع «مينا» بدلة «بابا نويل» أو «سانتا كلوز» استعدادا لانطلاق رحلاته المعهودة لمنازل الأسر المسيحية لتقديم الهدايا لأطفال العائلة.


أيقونات السيدة العذراء والسيد المسيح وحوارييه، وتماثيل للمسيح مرفوعًا على الصليب، حاضرة فى المشهد، في الخلفية تستقبل السيدة فيروز عيد الميلاد على طريقتها الخاصة بأغنية «نجمة العيد»، ووسط كل هذا تقف «سيلفيا» الثلاثينة التي جمعتها بمينا قصة حُب منذ كانا في سن صغيرة جدًا تكللت بالزواج، تنتظر انتهاء «مينا» من ارتداء بذلته الحمراء ذات الحزام الجلدي الأسود وحقيبة الهدايا الحمراء القطيفة، حتى تضع له المكياج الذي يجعل «مينا» الشاب الثلاثيني عجوزًا ذا حاجبين أبيضين كما هي «سانتا كلوز» في الحكايات.

«أنا بقالي أكثر من 14 سنة كل نهاية عام ارتدي بدلة بابا نويل وحقيبته، وانزل من بيتي، بتدعوني أسر وعائلات احضر ومعايا هدايا ممكن يكونوا هما اشتروها لأولادهم أو أنا أجيب هدايا رمزية، واروح أقدمها لهم، كطريقة تسعدهم وتحسسهم بالعيد». 


الأربعة عشر عامًا عمر ارتداء «مينا» لبدلة «باب نويل» والنزول بها لمنازل الأسر والعائلات لإسعاد أطفالهم بالعيد، لم يكونا أول عهده مع القيام بهذا الدور الذي يعتبره بمثابة الرسالة المقدسة، فأن ترسم البهجة على وجه طفل، فهو شعور لا يضاهيه شعور آخر.

«من أيام ما كنت صغير وبخدم في الكنيسة اللي بيتبعها بيتنا في حي الظاهر، كنا بنعمل فاعليات للأطفال في العيد ونلبس بابا نويل ونعمل لهم فقرات مختلفة وفي مرة كان عليا الدور أنا اللي ألبس بابا نويل واقدم لهم الفقرات». وجد من حوله أنه الأنسب في هذا الزي، يكفي أن يردتي البدلة الحمراء ويضع الحقيبة خلف ظهره ليتحول إلى "سانتا كلوز" حي الظاهر أعرق أحياء العاصمة التي لا تنام.


مرت السنوات واحترف «مينا» هذه المهنة، خارج إطار الكنيسة كان ينزل إلى الشارع ويلتقي بالأطفال الذين لا يرتادون الكنيسة يعطيهم الهدايا أو يذهل إليهم في المنزل، «فيه ناس مش بيجوا الكنيسة، بدأ بعدها الموضوع يكون منظم أكثر الأول كان عشوائي نروح لكل البيوت كل الناس، لكن بقينا بعدها نحدد بيوت وشقق بالدور».

للزوجة وحبيبة العُمر دور بارز في هذا، فهي الداعمة والتي تبرز بلمساتها الفنية الجانب الأكثر بهجة في العيد، فكل ركن في الشقة ينذر باقتراب العيد، وكذلك ابتسامتها وشغفها لتلوين وجه الزوج بالمكياج البسيط قبل النزول إلى عائلة «مينا» التي تسكن بالقرب منهما، فقد استدعاه هذا الرجل ليقدم الهدايا لطفليه بمناسبة العيد، «في آخر 3 سنوات بقيت محترف أكثر، وبقيت اعمل حفلات في البيوت مع عائلات في بيت الجد والجدة، وبجمع الأطفال واحكي لهم حكايات ونتصور سوا وهكذا في كل بيت».  عادة ما تكون الزوجة معه في هذه الجولات الاحتفالية.


بابا نويل و"الجائحة".. كورونا خسرتنا الكثير لكننا سنفرح رُغم كل شيء 
هذا العام استثنائي من كافة الجوانب، جائحة عالمية وموت رائحته تزكم أنوف الجميع، فيروس كورونا الذي ضرب مصر في فبراير الماضي وأبى ألا يتركها حتى انقضاء العام، لم يثن مينا عن استكمال هذه المسيرة فقد حرص على أن يكون بابا نويل منطقة سكنه وما يجاورها، والوباء لم يجعله يتراجع للخلف، لكنه أثر على دخله نظير هذه الزيارات التي يرتبها للعائلات لمشاركة أطفالها في الاحتفال بالعيد.
«السنة دي الدنيا اختلفت، الأوردرات خفت جدًا، كنت ممكن في اليوم اعمل 3 و 4 أوردرات وازور بيوت وعائلات كبيرة، حاليا في الموسم كله معملتش غير 4 أوردرات والشهر في نهايته، وكنا بنبدأ احتفالات من أول شهر ديسمبر، قبل ما أروح البيت بعرف فيه كام فرد في البيت وكام طفل ممنوع التلامس أو اللعب مع الأطفال، مع الحرص على رش المطهرات طوال الوقت».




بهجة العيد خفتت أضواؤها إلا من هذا المكان، لا يزال «مينا» يصارع من أجل استكمال ما قد بدأه مع زوجته، حتى وإن كان الأمر يشكل عليه خطرًا في ظل انتقاله من بيت إلى آخر «دي احتفالات سنوية من سنة للسنة، أنا بشوف الفرحة في عيون الكبار غير الأطفال، ونحاول قدر الإمكان منوقفهاش».





الجريدة الرسمية