رئيس التحرير
عصام كامل

"التنمر حرمه من استكمال تعليمه".. حكاية كفيف تحدى إعاقته 18 عاما.. وعمل بإصلاح الغسالات ومولدات الكهرباء في الدقهلية l فيديو وصور

فيتو مع كفيف يتحدى
فيتو مع كفيف يتحدى المستحيل بإصلاح الغسالات في الدقهلية
"ماشي بنور الله بدعي وأقول يا رب" معاناة ومأساة حقيقية يعيشها شاب في العقد الثاني من عمره داخل قرية الخضيري التابعة لمركز منية النصر في محافظة الدقهلية.


فقد بصره وعمره 9 سنوات، وتعرض للتنمر بالضرب والزج به في مياه الصرف الصحي على يد زملائه بالمرحلة الابتدائية  ليقرر عدم استكمال تعليمه ويعيش بالبصيرة، وذاع صيته بين أبناء القرية على يد أبنائها ليكون مقصد لجميع أهل القرية في إصلاح وصيانة الغسالات.

"علاء" رمز الكفاح.. شاب كفيف يواجه الحياة بمساعدة طفلته في الدقهلية.. وشمس: أتعرض للتنمر بسبب عملي مع والدي في التجارة

أحمد محمد أبو الحسن يبلغ من العمر ٢٨ عاما، يقول: "ولدت بإعاقة مياه بيضاء على عينه اليسرى، وتعرضت لحادث سقوط من الدور الثالث وعمره ٩ سنوات، نتج عنها فصل في شبكية العين عن المخ وضمور في عصب المخ".



أجرى "أبو الحسن" العديد من الجراحات وقضى وقتا طويلا يتردد على مختلف الأطباء في قلعة الطب بمدينة المنصورة، ولكن باءت جميعها بالفشل. 


"أبو الحسن" التحق بالتعليم الأساسي حتى الصف السادس الابتدائي وتركه بعد أن تعرض للعديد من وقائع التنمر من زملائه فمنهم من كان يقوم بالزج به في ترع الصرف والتعدي عليه بالضرب والكثير من التحفيل، مما أثار استياءه وإصراره على عدم استكمال تعليمه واستمر بالمنزل ومنذ أن كان عمره ١٢ عاما وحتى الآن.


ولم يستسلم "أبو الحسن" لإعاقته قائلا: "استغليت فراغي في فك وتركيب وإصلاح الغسالات وأفران الغاز ومحولات الكهرباء، واتخذت منها عملا لي بموهبة من الله مكنتني من القدرة على فك أي قطعة وإعادة تركيبها ومعرفة كل أجزائها".


وكشف "أبو الحسن" عن تمرسه بالعمل واتقان مهنته المتمثلة في إصلاح الغسالات منذ عامين ليصل نتاج ما قام بإصلاحه على مدار العامين لأكثر من ٢٠ غسالة.


ووجه "أبو الحسن" رسالة للشباب وخاصة من هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلا: "بالعمل مفيش مستحيل لذوي الهمم،  اشتغلوا علشان مصر تتقدم، وتنهض بين الدول"، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وعد متحدي الإعاقة بمسانتدهم في 2018 وعلى أمل تنفيذ ذلك وأن تصله رسالتي.



وطالب "أبو الحسن" بتوفير وظيفة له أو راتب شهري ينفق منه أو دعمه بالعمل على تنمية مهنته في إصلاح الغسالات ومحولات الكهرباء، مؤكدا أن دخلهم الوحيد معاش والدته.


وكشفت والدة "أحمد" الشاب الفاقد للبصر، أنه كان مولودا بنقطة بيضاء على نن العين وأنها أجرت العديد من الكشف والعمليات على أمل شفائه لينقطع ذلك الأمل بعد سقوطه من الدور الثالث عندما فقد البصر نهائيا بانفصال الشبكية عن المخ ومع تدهور الحالة المادية توقفت عن المتابعة لحالته وارتضيت بقضاء الله بعد أن أكد الأطباء عدم تماثله للشفاء.



وأشارت والدة "أحمد"  إلى أنها أم له ولأربع بنات وتوفي والدهم منذ عام 2014 ومعاشها هو العائل الوحيد للإنفاق على الأسرة. 



وأكدت والدته أن إتقان "أحمد" للعمل بالصيانة جاء بموهبة وبفضل من عند الله، مؤكدة أن البداية جاءت بفك غساله من أكبر قطعة إلى أصغر قطعة وأعاد تجميعها مرة أخرى بمساعدتي ونجل عمه في توصيل أسلاك الكهرباء.


وقالت والدته إنها تصاب بالقهر عندما ترى نجلها يسير ببركة الله، لا يرى شيئا، وتتمنى له كل خير مؤكدة أن البلد جميعها ربنا زرع فيهم الحب لنجلي الحمد لله.











الجريدة الرسمية