رئيس التحرير
عصام كامل

مسجد عمر بن الخطاب بدمنهور.. تحفة معمارية على الطراز المملوكي بعد تجديده

مسجد عمر بن الخطاب
مسجد عمر بن الخطاب بدمنهور

يعد مسجد عمر بن الخطاب بمنطقة منشية الحرية في مدينة دمنهور واحداً من أكبر مساجد المدينة بل ومحافظة البحيرة.

ويقع المسجد بالقرب من ترعة الخندق في منطقة تعد الأكثر اكتظاظاً بالسكان في مدينة دمنهور وعلى الرغم من وجود العشرات من المساجد الأثرية والتاريخية بالمدينة إلا أن المسجد حظى باهتمام كبير علي مواقع التواصل الإجتماعي خلال الفترة الماضية ليفاجأ الجميع بعد اكتمال البناء بشكل وتصاميم مملوكية رائعة.



المسجد الذي بني في عام 1982 بالجهود الذاتية لأهالي المنطقة لم يكن مكتملاً حيث تم البناء علي جزء من الأرض نظراً لارتفاع التكاليف الإنشائية وقتها، وبقيت قطعة أرض ظلت على مدار سنوات يتم استغلالها دون مساءلة في الوقت الذي تدهورت حالة المسجد إلي أن تقرر هدم المسجد لإعادة بناءه بتمويل كامل من وزارة الأوقاف المصرية وهو الخبر الذي أثلج قلوب عشرات الآلاف من الأهالي ومن المقرر افتتاحة في أواخر شهر رجب المقبل ليستقبل المصلين كما فعل علي مدار مايقارب الـ 50 عاماً.

ورغم أن إمام المسجد قبيل هدمه أعلن في خطبة الجمعة أن المسجد سيتم بناءه مرة أخرى علي كامل الأرض بتمويل من الأوقاف، بالإضافة إلى وجود سور من الصاج حول المسجد كتب عليه "عملية إحلال وتجديد مسجد عمر بن الخطاب"، والبدء بشكل سريع في إتمام بناء المسجد الذي لم يتعد 8 أشهر، إلا أن مروجي الشائعات نالوا من المسجد بشكل مريب.

فتارة يقولون أن المسجد سيتم تصغير حجمه وتارة يقولون أن المسجد سيتم إزالته لبناء "نافورة" وعلى الرغم من البدء فور الهدم في البناء إلا أن الشائعات لم تسكت، حتى اكتمل المسجد وظهر شكله وحجمه مؤخراً.

ويسابق العمال الزمن لإنهاء ما تبقى من زخارف خارجية في انتظار  وصول الثريات والنجف الشرقي والقناديل الزجاجية لإضاءة المسجد والتي لا تزال تحتاج دعماً من الأهالي.

وفي هذا السياق قال محمد مسعد، أحد أهالي المنطقة، الشائعات طالت المسجد بشكل كبير وأحزنتنا فعلاً فلنا ولاّبائنا في هذا المسجد ذكريات طويلة، لكن مع البدء الفوري للبناء استبشرنا خيراً وهو ما حدث فقامت الأوقاف بإنشاء المسجد كما كان والدي يتمنى في السابق علي كامل المساحة، وتبرعات الأهالي زادت من رونق التصميم معبراً عن امتنانه للأوقاف.

وأضاف محمد فليفل، أحد الأهالي، مسجد عمر بن الخطاب هو المسجد الجامع للمنطقة وعلى الرغم من كبر حجمه في السابق إلا أنه لم يكن يسع أهالي المنطقة وكنا نفترش الطريق في صلاة الجمعة والأعياد. وفاجأتنا وزارة الأوقاف ببناءه علي كامل المساحة ليسع أهالي المنطقة.

وأوضح أحد أهالي مدينة دمنهور أن مكان المسجد حيوي ويستقبل زوار أهالي دمنهور من جهة مدن دسوق والرحمانية وشبراخيت والمحمودية وادكو ورشيد وادفينا بالإضافة إلى الكثافة الكبيرة في المنطقة لم يكن ينفع معها أن يكون المسجد بحجمه السابق مثمناً جهود وزارة الأوقاف المصرية في الاهتمام بالمساجد.

وتم تصميم المسجد على كامل المساحة له بالإضافة إلى استخدام الطراز المملوكي في القبة المثمنة بشرفاتها من الأسفل والتي تزيد المكان راحة وطمأنينة والمئذنة المزينة وكامل المسجد بالأشكال الهندية الإسلامية المعروفة مثل المثمنات والنباتات وغيرها من الآيات القرآنية بخط الثلث الذي طالما اشتهرت به المدينة التي نشأ فيها "صيام" خطاط المملكة المصرية في بداية القرن الماضي وبها العشرات من المساجد التاريخية والأثرية.






الجريدة الرسمية