رئيس التحرير
عصام كامل

بعد تصدره المشهد الثقافي حاليا.. محطات مهمة في مسيرة الروائي محمد جبريل

الكاتب محمد جبريل
الكاتب محمد جبريل
تصدر الكاتب والروائي الكبير محمد جبريل خلال الأيام الماضية، المشهد الثقافي، وذلك عقب صدور حكم بحبسه عاما مع الشغل بسبب عدم امتثاله لقرار إعادة تنكيس أو ترميم الشقة التي يقطن بها في حي مصر الجديدة، وفقا لما قضت به  المحكمة.


وانتفض بعدها نخبة من المثقفين مطالبين وزارة الثقافة، واتحاد كتاب مصر باتخاذ الإجراءات الداعمة لمحمد جبريل، خاصة وأنه يعد من رواد عالم الأدب المصري خلال العقود الماضية، كما قدم العديد من الأعمال التي أثرت المكتبة العربية.

قرابة نصف قرن قضاها محمد جبريل بين أروقة الكتب وفي بلاط صاحبة الجلالة، لتتجاوز أعماله الخمسين كتابا ما بين رواية وقصة ومقال نقديا وغيرها من أشكال وفنون الأدب.

ولد محمد جبريل في مدينة الإسكندرية في 17 فبراير 1938م، كان أبوه محاسبا ومترجما في نفس الوقت وله مكتبته الخاصة وقد أفاد محمد جبريل من مكتبة أبيه في قراءاته الأولى ويعتبرها سببا أساسيا في حبه للأدب.

وبدأ "جبريل" حياته العملية سنة 1959م محررا بجريدة الجمهورية مع الراحل رشدى صالح ثم عمل بعد ذلك بجريدة المساء. عمل في الفترة من يناير 1967 إلى يوليو 1968 مديرا لتحرير مجلة "الإصلاح الإجتماعى" الشهرية، وكانت تعنى بالقضايا الثقافية.

يروي محمد جبريل كيف وفق طوال مسيرته بين عالم الأدب وبلاط صاحبة الجلالة قائلا: "لم تسرقنى الصحافة من الأدب، لأنى فى الأساس أعيش حياتى بين ثلاثة أفعال هى، أتامل، أقرأ، أكتب، والصحافة بالنسبة إلى مهنة وأحبها، لكنى فى الأساس أحمل مواصفات الكاتب الذى يقرأ ويتأمل ويكتب".


عمل محمد جبريل أيضا خبيرا بالمركز العربي للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير، و رئيسا لتحرير جريدة الوطن بسلطنة عمان (تسع سنوات). 

حب كبير وإجلال لمدينته ومسقط رأسه الإسكندرية، حيث صور جبريل ذلك الحب في معظم أعماله الأدبية، يوضح عشقه لعروس البحر المتوسط قائلا: "تفتح وعيي على الإسكندرية.. وهي المكان الذي تخلقت فيه غالبية أعمالي، وبالذات هذه المنطقة ما بين المنشية و سراي رأس التين، فيها مارس أبطال قصصي حيواتهم، سكنوا البيوت، و تنقلوا في الميادين والشوارع والأزقة، جلسوا على شاطئ الكورنيش، قضوا الأمسيات في حدائق رأس التين، عاشوا اللحظات الهانئة، والقاسية، اصطادوا بالصنارة والجرافة والطرّاحة، واصطادوا المياس ساعات العصاري، ترقبوا النوات وعانوا تأثيراتها، بدءاً باختطاف الرجـال في البحر، إلى الكساد الذي يعشش في ملازمة البيوت، أو شغل الوقت بالجلوس في المقاهي".

"أنا ليا مشروع و مؤمن بالكتابة الواقعية، إللى يقرأ ليا لازم يقرأ كل أعمالى، أنا أكثر الناس اتكتب عنهم رسائل جامعية أو كتب أنا، لإننى صاحب مشروع، وسيرتى الذاتية في أكثر من عمل أنا موجود في كل أعمالى"، يوضح محمد جبريل خصوصية أعماله التي قدمها خلال مسيرته الطويلة مؤكدا أنه كان يمتلك مشروعا خاصا نجح في تنفيذ رسالته كما كان يأمل.

وعلى الرغم من الثراء الذي قدمه محمد جبريل لعالم الأدب والثقافة العربية إلا أن أعماله لم يتم ترجمتها بشكل كبير ولمختلف لغات العالم، حيث كشف سبب ذلك في أحد اللقاءات قائلا: "عدم ترجمة أعمالي لا يشعرني بالحزن، كما أن المترجم الدكتور جمال عبد الناصر، أراد ترجمة بعض القصص لى وللكاتب محمد مستجاب وكتاب آخرين، إلا أن أحد المسئولين عن النشر، رفض وقال (أرمى دول، وترجم لدول) وعندما أخبرنى قلت له هذا شأنك، و لكنه رفض وترجم الأعمال كما أراد فى النهاية".

تزوج محمد جبريل مرتين، فله من زوجته الاولي ابنان هما أمل ووليد، أما زوجته الثانية فهي الكاتبة والناقدة زينب العسال.

حصد الكاتب الكبير العديد من الجوائز ومنها جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عن كتابه "مصر في قصص كتابها المعاصرين"، و وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
الجريدة الرسمية