رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم شهادة الزور فى الإسلام؟.. الشيخ الشعراوي يجيب

الشيخ متولى الشعراوى
الشيخ متولى الشعراوى
إذا أطلقت شهادة زور أو قول زور فإن هناك ظالما وآخر مظلوما، وقد يتدرج الظلم الواقع إلى أقصى حد وقد تنتهى بحياة المزور فى حقه بالقتل أو الإعدام فما حكم الشهادة الزور فى الإسلام؟


ويجيب الشيخ محمد متولي الشعراوى فيقول: إن شهادة الزور من أكبر الكبائر، وعندما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر ذكر شهادة الزور وقال: (ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور) أخرجه البخارى، وظل يكررها حتى ظن أصحابه أنه لا يسكت، وقالوا: ليته يسكت.

 هذا لأن شهادة الزور تجمع الظلم كله، فالذى أشرك بالله شهد زورا، فتبدأ شهادة الزور من قمة الإيمان الى آخره، ولذلك فعندما ذكر الله جل جلاله صفات عباد الرحمن قال فيهم (والذين لا يشهدون الزور) سورة الفرقان، فلا يمكن أن يدخل الإنسان فى العبادية إلا من لا يشهد الزور.
ومن أسباب فداحة هذا الجرم أنه لا يوقع الظلم فقط ولكنه أيضا يشرع الظلم، لأن القاضى يحكم بالبينات، فإذا كانت هذه البيانات كاذبة ملفقة فهى تضلل القاضي.

شاهد الزور مجرم
كذلك فى المقاييس العادية بين البشر وبدون الرجوع إلى التدين، فمن يجعلك موضعا للنقيصة فقد سقطت فى نظره، وإن أعنته على أمره كشاهد الزور، يرتفع الرأس على الخصم بشهادته وتدوس القدم على كرامته. فقد كان يجب على شاهد الزور أن يثور لكرامته لمجرد أن يطلب منه ذلك، لأن اختياره لشهادة الزور معناه أنه لم يجد أدنى منه للقيام بهذه المهمة.

فقدان المصداقية 
وقد يسعد بك من يطلبك لشهادة الزور، لكن لو قدر لك أن تشهد أمامه فلن يصدقك أبدا ــ ولو كنت صادقا ـــ لانه جرب معك عدم الامانة، ولو لصالحه.

الشيخ الشعراوى يكتب: مفتريات ضد الإسلام
أما عن موقف المظلوم بالنسبة لربه فيقول العارفون فى ذلك: لو عرف الظالم ما يقدمه إلى المظلوم من الخير لضن عليه بظلمه، لأنك عندما تظلم إنسانا فإنما تسلبه حقا له من الله، وبذلك فإنك لا تعاند بذلك شخصا، وإنما تعاند معطى الحق فتصبح العداوة بينك وبين الله.
دعوة المظلوم مباحة 
ولذلك فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ولقد أباح الله تعالى للمظلوم أن يقول ما فى نفسه، ولا يكبت ظلمه فى نفسه ــ إذا كان الكبت يتعبه ــ قال تعالى (لايحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم ) سورة النساء.

الجريدة الرسمية