رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ بـ"القومي للبحوث": استخلصنا مركبات دوائية من نباتات مصرية تقي الكبد من التليف والسرطان.. وننتظر موافقة "الصحة" | حوار

المركز القومي للبحوث
المركز القومي للبحوث
يعتبر المركز القومي للبحوث صرحا علميا وبحثيا ضخم في مصر، أبهرنا بخروج الكثير من العلماء والباحثين الذين لهم إسهامات شتى في مجالات كثيرة، ومنهم الدكتور محمد كمال البحر الاستاذ بقسم التكنولوجيا الحيوية النباتية بشعبة الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي بالمركز والذي كان له دور كبير في إنتاج مادتين تقيا الكبد من الأمراض المختلفة واستخلاص تلك المادتين من نباتات مصرية.


"فيتو" حاورت الدكتور محمد كمال البحر للكشف عن تفاصيل مشروعه البحثي وكيفية استخلاص مركبات دوائية تقي الكبد من الأمراض من نباتات مصرية.. فإلى التفاصيل:

*في البداية ما الذي دفعك للبحث عن مواد تقي الكبد على وجه الخصوص من الأمراض؟

تعتبر أمراض الكبد من مشاكل الصحة الرئيسية في مصر، والتي غالبا ما تسبب تليف وسرطان الكبد ، لذلك كان هناك حاجة ملحة لبدء تطوير التقنيات الخاصة لإنتاج مركبات لعلاج أمراض الكبد من النباتات الطبية المصرية، لاسيما وأن التقنيات الحيوية أصبحت تستخدم حاليا بكثرة لإنتاج وتوفير تلك المركبات للصناعات الصيدلانية بعد أن أثبتت نجاحها في دخولها في أدوية كثيرة عالجت العديد والعديد من الأمراض.

*كيف كانت البداية وكيف اكتشفت تواجد مادتي وقاية الكبد في نباتات مصرية؟

كانت البداية حلم يراود ذهني فكنت دائم البحث عن التجارب الجديدة التي يمكن الإستفادة منها في إنتاج مواد تقي الكبد من الأمراض المختلفة كالتليف والسرطان، حتى أمسكت بخيط الحلم بعد اجراء تجربه في الوحدات التجريبية بالمركز على نباتي الخرشوف وشوك الجمل باستخدام التقنيات الحيوية وثبت انهما يحملان مادتين تقيان الكبد من الأمراض الخطيرة وهما "السينارين والسليمارين".


*أجريت التجربة باستخدام التقنيات الحيوية.. فما الميزة الموجودة بتلك التقنيات؟

الميزة الأساسية للتقنيات الحيوية كونها مصدر موثوق ومستمر لهذه المركبات على مدار العام ، علاوة على ذلك فإن مزارع معلقات الخلايا النباتية يمكن أن تستخدم للإنتاج على مجال الواسع والمكثف لمزارع الخلايا النباتية التي يمكن أن تستخلص منها المركبات الفعالة بيولوجيا.

*ماذا كان الهدف الرئيسي من وراء هذه التجربة المعملية؟

الهدف الرئيسي لهذه التجربة يكمن في توظيف مختلف التقنيات الحيوية للإنتاج الاقتصادي للمركبات الدوائية الفعالة لنباتين مصريين هما الخرشوف وشوك الجمل، حيث ان الأثر العلاجي الأساسي لمستخلصات نبات الخرشوف هو تنشيط الكبد وإفرازاته وحمايته من السموم والتلف، وكذلك خفض نسبة الكوليسترول في الدم، فالمركبات الفعالة الأساسية في الخرشوف هي الأحماض الفينولية أو ما يسمى بمادة "سينارين" يليه أملاح حمض الكلورجينك وتم إنتاجهما معمليا من خلايا وأنسجة نبات الخرشوف. بينما المركبات الفعالة في نبات شوك الجمل هي السيليتشربستين والسيلبين والسيلديانين والتي تسمى معا "سليمارين".



*فيما تستخدم مادة السليمارين في الأساس؟

مركب السليمارين يستخدم بصفة شائعة لعلاج أمراض الكبد وتنشيط نمو خلاياه، وقد تم إنتاج ذلك المركب معمليا أيضا تحت ظروف يتم التحكم فيها، من مختلف أنسجة وخلايا نبات شوك الجمل، وذلك من خلال تقنيات المزارع الخلوية المستمرة والتي تم عن طريقها تنظيم وتعظيم تخليق هذه المركبات الدوائية باستخدام المحفزات وكذلك تقنية مزارع الشعيرات الجذرية، بالإضافة إلى ذلك، تم اجراء التقديرات البيوكيميائية وكذلك اختبارات وظائف الكبد والدم لتأكيد جودة وفعالية هذه المركبات، حيث أن هذه التكنولوجيا تم تطويرها لإنتاج المكونات النشطة من نباتي الخرشوف وشوك الجمل خاصة السينارين وسيليمارين على نطاق واسع باستخدام المفاعلات الحيوية".



*هل المشروع أصبح جاهزا الآن للتطبيق على أرض الواقع؟

المشروع قابل للتطبيق الفوري في الوحدات التجريبية بالمركز القومي للبحوث، حيث يدخل المنتج بشكل مباشر في الأدوية المستخدمة في علاج الكبد، ويمكن الاستفادة منه من قِبل شركات الأدوية العاملة في إنتاج أدوية السليمارين، لكن التطبيق على أرض الواقع يحتاج إلى المستثمرين والشركات وموافقات الصحة الذين يمكنهم دعم المشروع البحثي وإنتاجه بكميات كبيرة.


*ما الميزة الأساسية في المشروع التي يمكن أن تجذب المستثمرين لتطبيقه على أرض الواقع؟

مركبات السليمارين تعتبر من المركبات الدوائية المطلوبة بشكل مكثف وعاجل في مصر هذه الأيام، حيث يتميز المنتج بتطويع تقنيات التكنولوجيا الحيوية النباتية كمصدر بديل للحصول على مركب السليمارين من مزارع أنسجة نبات شوك الجمل وهو ما يضمن استمرارية الإنتاج طوال العام بغض النظر عن ظروف زراعة أو ظروف مناخية أو أي عوامل تعيق الزراعة في الأرض المكشوفة علاوة على صعوبة وجهد عملية الجمع والاستخلاص من النباتات المزروعة في الأرض المكشوفة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية