رئيس التحرير
عصام كامل

"سهى سعيد" قصة سيدة إسكندرانية بـ 100 راجل.. حملت لقب مطلقة لإنجابها البنات فقط.. تحدت الصعاب بـ"عجلة" لتربي بنتيها |صور

أم مريم وبناتها
أم مريم وبناتها
لم تكن "سهى سعيد" تعلم أنه ما زالت هناك عقليات رجال يفضلون البنين على البنات وأن زوجها ابن الصعيد الذي تزوجته وانتقلت للعيش معه في بلده بصعيد مصر، سيطلقها لإنجباها بنتين "مريم ومنة" وأنها ستعود للإسكندرية لمواجهة قسوة الحياة ومعها ابنتيها. 


ورغم الصدمة التي تلقتها عقب طلاقها وعودتها للإسكندرية، إلا أنها لم تيأس وفكرت كيف ستربي بنتيها وتعلمهما بعيدا عن الأفكار التقليدية، وجاءت فكرة توصيل الطلبات للمنازل من خلال دراجة بسيطة اشترتها لهذا الغرض. 

ولم تنس بنتيها أو تتركهما في المنزل بمفردهما، فكانا شركائها في العمل في أوقات فراغهم أو بعد المدرسة، ولفتت دراجتها أنظار أهالي منطقة البيطاش والشارع التي تسكن فيه. 

بالفيديو والصور.. بنت بحري منى السيد «ست بـ100 راجل»

"فيتو" ذهبت لـ "سهى سعيد" أو أم مريم كما تحب أن يطلق عليها. 


قالت أم مريم: إنها لجأت إلى العمل بدراجه تتكون من ثلاث عجلات ولها صندوق صغير لوضع الطلبات، وكذلك مقعد خلفي لركوب بنتيها خلفها، من أجل لقمة العيش الحلال وتربية بنتيها، بعد انفصالها عن زوجها منذ أكثر من 5 سنوات. 

وأضافت أن عمرها ٤٠ عامًا، وانفصلت عن زوجها الذي كانت تعيش معه في الصعيد بسبب إنجابها البنات، وتفضيل زوجها وأهله الصبيان على البنات  وعدم اقتناعهم بأن البنات رزق والخلفة بتاعت ربنا ولد أو بنت أو أن هذا الأمر يخص الزوج قبل الزوجة، وأننا في زمن البنت مثل الولد ولكن تلك أفكارهم ومعتقداتهم التي ما زالوا يؤمنوا بها.




 
وتوضح سهى، قررت الرجوع إلى محافظتي الإسكندرية مرة أخرى لكي أبحث عن عمل لتوفير احتياجات بناتي، وفضلت عدم الدخول مع طليقها في قضايا بسبب النفقة للحفاظ على صورته أمام البنات اللاتي يبلغن من العمر ٦ أعوام  مريم، ومنة الله 5 سنوات، وخاصة وأنه على باب الله ليس له دخل ثابت. 

وأشارت إلى أنها عملت في العديد من المصانع وأيضاً كعاملة بوفية وبائعة خضراوات في السوق، حتى شاهدت فكرة الدراجة المزودة بثلاث عجلات والتي تمكنها من شراء طلبات الزبائن وتوصيلها لهم حتى منزلهم مقابل 10 جنيهات، هكذا جاءت فكرة المشروع. 






وتكمل "سهى" لجأت إلى تلك الوسيلة لكي أوفر احتياجات بناتي الإثنين "مريم ومنة الله"، وذلك من خلال دراجة هوائية تعمل من خلالها على توصيل وشراء طلبات الزبائن سواء كانت خضار أو فاكهة أو سمك إلى منازلهم مقابل 10 جنيهات فقط، وبدأت بمنطقة البيطاش القريبة من منزلي، فأعمل من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة السادسة مساءً من أجل لقمة العيش وتوفير احتياجات أولادها دون شعورهم بأي مشقة أو تعب تشعر به وذلك من أجل التغلب على قسوة الحياة.  

وأوضحت "سهى، فضلت أن يكون بناتي معي خلال شرائي وتوصيلي للطلبات، لأننا ملناش غير بعض، وما بقاش في أمان لحد، ده دلوقت في أمهات مش أمينة على أولادها، أزاي أسيبهم عند حد". 



وتلفت "أم مريم" النظر إلى قيامها "بالتسويق لعملها عبر صفحتها الشخصية على الفيس بوك، كتبت أن أي أم بمنطقة البيطاش تحتاج أي طلبات لبيتها أنا تحت أمرها، لو عايزة خضار وفاكهة وسمك، طلبات السوبر ماركت، أدوات منزلية، خليك في بيتك وأنا أوصلها لك، ولو أي حد عايز طلبات ومعهوش تمن التوصيل، أنا تحت أمره، يكفيني دعوة حلوة من قلبك". 

وعن سبب اختيارها لمنطقة البيطاش للعمل فيها، قالت "أم مريم": "إن هذه المنطقة قريبة من سكني الذي أقيم فيه مع بناتي، فضلاً عن أن العجلة لم تساعدني في التوسع لمناطق أخرى، نظراً لاحتياجها إلى مجهود كبير، وأنها تعمل لساعات طويلة". 




وتضيف أنها حاصلة على شهادة الدبلوم، فهذا ساعدها في كتابة طلبات الزبائن التي تتلقها عبر الهاتف المحمول، وذلك بعد أن نشرت رقمها عبر لافتة تضعها على العجلة، كنوع من أنواع التسويق لها، حتى تجمع قوت يومها من أجل بناتها. 

وتختتم "أم مريم"، حديثها قائله: لا أتمنى شيئا غير الستر والرزق الحلال فقط، وأحلم بموتوسيكل أقوم بتصميمه مثل العجلة لكي يستوعب بناتي معي، ويسمح لي بالانتقال إلى العديد من المناطق الإسكندرية، لزيادة مصدر الرزق وخاصة مع اقتراب بناتي من الالتحاق بالمدرسة، وزيادة احتياجاتهم".





الجريدة الرسمية