رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا النفايات الخطرة.. "العلميين" تفجر مفاجأة صادمة: لا يوجد قانون يجرم استيراد نفايات الخارج

نقابة العلميين
نقابة العلميين
في الأيام الماضية.. تحفظت نيابة ميناء الإسكندرية، على 11 طن نفايات خطرة قبل تهريبها داخل البلاد. هذه الضبطية لم تكن الأولى؛ حيث سبقتها ضبطيات أخرى محلية ومستوردة.


والنفايات الخطرة هي المواد التي تضر بصحة الإنسان أو أي نوع من الكائنات الحية نتيجة سُميتها العالية أو لعدم إمكانية تحللها وتسببها بأمراض على المدى الطويل لتراكمها في أنسجة الجسم.

والنفايات الخطرة تحمل واحدة أو أكثر من الخصائص التالية وهي: السمية والقابلية للتأكسد والقابلية للانفجار والإشعاع والقابلية للاشتعال أو معدية ومسببة للمرض وكذلك مسببة للتآكل.

النفايات الخطرة

تأتي النفايات الخطرة من بعض محطات إنتاج الطاقة والمرافق الصحية وبعض الصناعات، ومن أبرز مكونات هذه النفايات هي: المعادن الثقيلة التي تدخل في عدة صناعات منها: إنتاج الالكترونيات والدهانات وتشكيل المعادن والسيارات وغيرها، والمواد الكيميائية سريعة التطاير والاشتعال مثل المذيبات العضوية ونفايات المفاعلات النووية ونفايات المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية.

ومنذ ظهور وباء كورونا في البلاد.. تضاعفت نسبة وكميات النفايات الناتجة عن الاستخدامات الطبية. وفى الوقت الذي تتضافر جهود الجهات المعنية للتصدى لهذا البزنس الآثم عُرفًا وقانونًا، فإن هذا لا يقضى على هذه الظاهرة بشكل عام.

"فيتو".. اقتحمت عوالم النفايات الخطرة واقتربت من كل تفاصيله، واطلعت على خطط المحافظات فى التخلص منها، وأعدت هذا الملف..

مفاجأة 

فجر الدكتور أحمد سامي عضو مجلس نقابة العلميين مفاجأة صادمة، كاشفا عن أن مصر استوردت بنحو من 10 إلى 15 مليار جنيه نفايات في العام، وفي عام 2017 تم استيراد نحو 15 مليار جنيه من النفايات، مؤكدًا أنه ليس هناك قانون يمنع استيراد النفايات ولذلك فالشركات تعمل في هذا المجال بدون رقابة حقيقة.

فيما أكد الدكتور طارق العربي مدير مشروع المخلفات الطبية والإلكترونية بوزارة البيئة، إن استيراد النفايات من الخارج مجرم وممنوع وتتم بطرق غير شرعية، كما أنه من المستحيل استيراد نفايات طبية، متسائلًا: ماذا يفعلون بها؟.

وأضاف أنه يتم التعامل مع النفايات الطبية من خلال وزارة الصحة عن طريق محطات المعالجة التي تمتلكها الوزارة، ودور وزارة البيئة أنها تضع الأدلة الإرشادية لإدارة المخلفات من وقت استخدامها للمريض وحتى التخلص منها بالطرق الآمنة. 

طرق التخلص

وعن كيفية التخلص من النفايات ومعالجتها أشار الدكتور طارق العربي إلى أنه بعد عملية فصل النفايات وتقسيمها وتدخل في مرحلة المعالجة إما عن طريق الحرق أو الفرم والتعقيم وفي الحالة الثانية لابد من أن تكون النفايات خالية من الكيماويات والأدوية المسممة للخلايا، وهنا يأتي دور وزارة البيئة لأنها هي المنوطة بتقديم مثل هذه الإرشادات.

وأيضًا تضع الوزارة من ضمن إرشاداتها أنه لابد من شراء المستلزمات التي يتم استخدامها في القطاع الطبي تكون خالية من مادة الـ"بي بي سي" وهي نوع من أنواع البلاستيك وعندما يحرق بطرق غير سلمية أو غير متحكم فيها ينتج عنه ملوثات عضوية ثابتة تظل موجودة مئات السنين وتدخل أيضا في السلسلة الغذائية للكائنات الحية.

وتابع: ولذلك دائمًا نطالب وزارة الصحة بأن تكون مستلزماتها خالية من تلك المادة حتى نستطيع الاستفادة من المخلفات كوقود بديل لمصانع الأسمنت، كما أن "البيئة" تضع خطط للمستشفيات لكيفية التعامل والتخلص من النفايات بعد الفصل بأنها تمر في ممرات آمنة في أوقات ليس بها تكدس من المواطنين والمرضى داخل المستشفيات، ويتم التعريف بالشروط اللازمة لتلك الممرات.

وأيضًا حاويات النقل التي تنقل تلك النفايات لابد من أن يكون لها موافقة بيئية من الوزارة وطريقة تنظيف معينة لها، فوزارة البيئة تضع الشروط و"الصحة" تنفذ، وبعد ذلك يتم نقلها إلى محطات المعالجة وهما نوعين الأول: محطات الحرق وتتعامل مع النفايات عن طريق الحرق ولم يتم أي استفادة منها ويتم دفن ناتج الحرق في مدافن نفايات خطرة وتكون مبطنة بعيدا عن المياه الجوفية ولها تصميم هندسي خاص وطريقة تشغيل خاصة.

والثاني طريقة الفرم والتعقيم وهي عملية تلف للنفايات حتى لا يتم استخدامها مرة أخرى وبعدها التعقيم حتى يتم القضاء على جميع الفيروسات والبكتيريا المعدية والناتج يظهر في صورة مثل المخلفات الصلبة، وإذا خلت تلك النفايات من مادة الـ"بي بي سي" يتم استخدامها بعد ذلك كوقود بديل لمصانع الأسمنت.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية