رئيس التحرير
عصام كامل

تسريبات هيلاري.. فضائح ومعارك ومؤامرات!

كان الأمريكان يحاسبون بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق بسبب علاقته بسيدة أخرى غير زوجته هيلاري تدعي مونيكا.. كان الأمريكان مشغولين بتهمة أساسية لكيلنتون هي "الكذب" على أجهزة التحقيق الأمريكية وعدم الالتزام باليمين الدستورية، ولكن كنا نحن العرب مشغولين بشئ آخر.. المغامرات الجنسية!


الآن.. تسريب ونشر مراسلات ومخاطبات "هيلاري كلينتون" وقت أن كانت وزيرة للخارجية لدورتين في عهد أوباما وهي الفترة التي مرت فيها مصر بحالة الارتباك الكبير بعد ٢٠١١.. ومن جديد فالاتهام الأساسي -الهدف من رفع ترامب السرية عنها- هناك هو استخدام هيلاري لـ "سيرفر" خاص بعيدا عن "الخواديم" المؤمنة لوزيرة الخارجية الأمريكية.. لكننا هنا نهتم -وعندنا حق هذه المرة- بعلاقة هيلاري بما جرى في المنطقة وسمي بـ "الربيع العربي"!

"درس" العملاء!
والحكاية باختصار تتحدث عن دور كبير لـ"هيلاري" بلغ حد إدارة ما جري في الدول التي شهدت احتجاجات في ٢٠١١ مصر وتونس أولا ثم باقي الدول العربية.. وهنا لنا عدة ملاحظات.

بخلاف الانفراد الكامل لـ"هيلاري" في إدارة السياسة الامريكية في المنطقة العربية لكن ذلك يؤكد الإصرار على أهداف محددة أهمها تمكين الإخوان من السلطة.. الأمر الثاني هو التعاون الثلاثي المباشر "أمريكا.. الإخوان.. الجزيرة" حتي إن اتصالات هيلاري كانت بمسئولي القناة (وضاح خنفر) مباشرة دون المرور على الخارجية القطرية والتي اقتصر دورها وقتها على تمويل الخطة والذي يبرز أهمية ودور الإعلام في شكل الحرب الجديدة!

ثالثا.. لم تكن خطة إسقاط الرئيس مبارك تستهدفه هو بشكل شخصي إنما كان الهدف خلق شرق أوسط مختلف لأسباب ليس مجالها الآن تستهدف تسليم مصر نفسها للإخوان.. بما لا يمكن لغير الإخوان القيام بالدور المحدد في هذا الشرق الأوسط الذي ستكون فيه إسرائيل فاعل رئيسي! أي أن "مصر الإخوان" وإسرائيل يد واحدة في الخطة فمن الصعب تصور قيام أمريكا تسليم بلداننا للإخوان لمحاربة اسرائيل!

تكتيك الإخوان.. وأسباب الفشل المؤكد!
ورابعا انتقل الموضوع من فهم وإدراك المخطط الأمريكي (ولنا سبع سنوات نؤكد بكل الوسائل الإعلامية إن أمريكا وإسرائيل القائد الفعلي للمخطط وإن قطر والإخوان وتركيا أدوات ليس إلا وأطلقنا مصطلح الأصيل والوكيل) إلا أن بعد التسريبات انتقل الأمر من التحليل السياسي إلى اليقين السياسي!

بقي القول إن التسريبات قديمة ونشرت في ٢٠١٥ أي قبل منافسة هيلاري لترامب.. أما الأهم على الإطلاق أن التسريبات هي ذاتها حيثيات دعم اللوبي الصهيوني أو الجزء المؤثر فيه (منظمات ومؤسسات مالية واعلامية) للمرشح بايدن في الانتخابات القادمة وليس العكس !!
الجريدة الرسمية