رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل عبدالله النديم صاحب شعار مصر للمصريين

المناضل عبد الله
المناضل عبد الله النديم

فى مثل هذا اليوم 10 اكتوبر 1896 رحل الثائر خطيب الثورة العرابية عبدالله النديم المدافع عن حرية بلاده بسلاح القلم فعدته جيوش الاحتلال واحدا من ألد أعدائها حتى أنها جعلته على رأس المطلوبين ورصدت المال لمن يدل على مكانه لجرأته على الوقوف ضدها.



كان للنديم فى صباه مناظرات ومناقشات مع الأدباء فى المجالس ، وتعلم فن التلغراف ليتكسب منها ويعمل فى الصحافة التى كان ولعا بها ، التحق بالعمل فى مكاتب التلغراف إلا انه لم يفلح وانتهى به الامر لكتابة المقالات بصحف  مصر والنجاح ثم تأسيس الجمعية الخيرية الإسلامية عام 1879 واصبح مديرا لها .

وعندما وصل المفكر جمال الدين الافغانى الى مصر فى عهد الخديو اسماعيل استهوت أفكاره الجريئة النديم فالتف حول ندواته الذى اتجه حول إصلاح الفكرة عن الاسلام فسار على خطى الافغانى وشارك فى تأسيس حزب الاصلاح .

اصدر عبد الله النديم مجلة التنكيت والتبكيت عام 1881 وهى صحيفة اسبوعية تعالج العيوب الاجتماعية بطريقة هزلية حيث يعرض الحل والنصيحة فى شكل النكتة .

وعندما بدأ التدخل الاجنبى فى البلاد اصدر جريدة اللطائف لتكون لسان الثورة العرابية فحمل مطبعته وذهب الى ميادين القتال خلف المقاتلين فأصبح قلم الثورة ولسانها وعندما دخلت بريطانيا مصر 1882.

وعندما قبض على أحمد عرابي واعتقال اتباعه قرر النديم الهرب واللجوء الى الفلاحين بعيدا عن جنود الاحتلال يناضل وسطهم حتى ان الحكومة رصدت 1000 مكافأة لمن يدل على مكانه وحكم عليه بالنفى غيابيا خارج البلاد وظل هاربا متنكرا بين القرى والمحافظات سنوات طويلة إلى أن قبض عليه بعد تسع سنوات وقدم للتحقيق .

كان رئيس النيابة المحقق هو قاسم امين فاعترف أن أحدا من الذين أووه لم يكن يعرف انه النديم ليبرئهم ، وأمر الخديو توفيق بإبعاده عن البلاد فاختار يافا واصبح بيته هناك صالونا ادبيا واجتماعيا .

وبعد وفاة توفيق عفا الخديو عباس حلمى عن النديم فعاد إلى مصر عام 1892 بعد عشر سنوات غربة يوقظ الشعور الوطنى بكتاباته داعيا إلى الوحدة الاسلامية ويعد هو اول من رفع شعار مصر للمصريين واصدر مجلة الاستاذ التى التف حولها القراء وطالب من خلالها بإنشاء مجمع علمى للغة العربية فكان صاحب فكرته .وتحولت الاستاذ الى جريدة سياسية .

هيئة الكتاب تصدر «عشرة من زعماء الوطنية في مصر»

اغلق اللورد كرومر الاستاذ وأمر السلطان العثمانى عبد الحميد بنفيه إلى يافا ثانية ومنها الى القسطنطينية بشرط ألا يكتب عن مصر وهناك التقى بجمال الدين الافغانى لكن مرض السل كان قد انهكه ورحل ودفن بتركيا .

الجريدة الرسمية