رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات الأوضاع في قرغيزستان.. أبرزها انهيار المنظومة السياسية

رئيس قرغيزستان سورونباي
رئيس قرغيزستان سورونباي جينيبكوف
تنذر الأوضاع في قرغيزستان بانزلاق البلاد إلى فوضى شاملة وانهيار في المنظومة السياسية ، وفي ظل غياب الرئيس سورونباي جينبيكوف عن الأنظار، واستقالة رئيس الوزراء كوبات بك بورونوف، يبقى البرلمان المنتهية ولايته الملجأ الشرعي الوحيد لرسم خريطة طريق للخروج من الأزمة، لكنه ما يزال عاجزاً عن اختيار رئيس وزراء جديد، أو البت في مصير جينبيكوف من ناحية عزله أو تثبيته في السلطة.


طاولة المفاوضات
وكانت لجنة الأمن الوطني القرغيزية اعلنت، أمس الخميس، أن قوات الأمن تدعو السياسيين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وقال ممثل المكتب الصحفي للجنة، لوكالة "نوفوفستي" الروسية، إن "هيئات الأمن، الهيئات الخاصة والقوات المسلحة القرغيزية، تطالب جميع القوى السياسية في الجمهورية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل مصلحة كل مواطن، وإعادة البلد إلى سبيل القانون والاستقرار الاجتماعي".

يشار إلى أن الأعضاء الذين شاركوا في الاجتماع وقعوا على بروتوكول بهدف "عدم السماح بتدهور حالة الجريمة في البلاد، ومنع محاولات تأثير الجريمة على القوى السياسية في الجمهورية، ومنع محاولات زعزعة هيئات سلطة الدولة". كما خططوا لتحييد العناصر الإجرامية واتخاذ تدابير لمنع زعزعة الوضع في السجون.

ومع عدم التوافق بين النخب السياسية المؤيدة والمعارضة، حيث اضطر سكان العاصمة إلى إنشاء لجان محلية للدفاع عن أحيائهم، ومنع أي عمليات نهب وسرقة وأغلقت معظم المصارف أبوابها في وجه العملاء، فيما أبقى بعضها على عمل الصرافات الآلية في مناطق محمية بشكل جيد، وسط تعمق أزمة البلاد الاقتصادية في البلد ضعيف الموارد أصلاً، وحذرت وزارة الصحة القرغيزستانية من أن معدلات الاصابة بفيروس كورونا ارتفعت بنحو 150 في المائة، ووصلت إلى أعلى معدل منذ 13 أغسطس الماضي.

وعقب إعلان فوز أربعة أحزاب، بينها اثنان مقربان من السلطة، اندلعت الاحتجاجات في العاصمة بشكيك الاثنين الماضي.

وفي غضون ساعات سيطر المحتجون الغاضبون على مباني البرلمان والحكومة والإدارة الرئاسية ومكتب النائب العام ومقر عمدة العاصمة. كما اقتحموا بشاحنات ضخمة سجناً في العاصمة بشكيك، وأطلقوا سراح الرئيس السابق للبلاد ألماز بك أتامباييف، ورئيس الوزراء السابق سابير إيزاكوف، وعدد من السياسيين الآخرين الذين تم سجنهم بعد إدانتهم بعدة قضايا في السنوات الماضية.

إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية 
ورداً على تظاهرات في بشكيك طالبت بإقالة جينبيكوف، الذي لا يُعلم مكان إقامته منذ ثلاثة أيام، نظم أنصاره، أمس الخميس، وقفة داعمة له في مدينة أورش الجنوبية التي يتحدر منها الرئيس وعدد كبير من المسؤولين الحاليين. وبعد إجبارها الرئيس على إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أعلن بورونوف المؤيد للرئيس استقالته.

وفي محاولة لملء الفراغ في السلطة، أعلنت عدة أحزاب، تشكيل المجلس التنسيقي للمعارضة لإدارة البلاد.

ودبت الانشقاقات في صفوف المعارضة، إذ أعلنت أربعة أحزاب عن تشكيل "المجلس التنسيقي الشعبي"، وطرحت بدورها مرشحاً عنها لرئاسة الحكومة بالإنابة هو تيليك توكتاغازييف،، حتى تنظيم انتخابات جديدة.

وكانت هذه الأحزاب قد أعلنت رفضها تولي جباروف المنصب، واتهمته بأنه يسعى إلى ترهيب أعضاء البرلمان والمعارضة، وإجبارهم على تقبل الأمر الواقع بحجة الخوف من الانزلاق إلى حرب أهلية، بعد تصريحات قال فيها إن على جينيبكوف أن يستقيل من أجل "تسوية الوضع"، واصفاً اجتماع الأحزاب المعارضة في مكتب رئيس الحكومة بـ"المناهض للثورة"، وملمحاً إلى احتمال تفاقم الوضع.

حل البرلمان
وكان "مجلس التنسيق الشعبي" أعلن أنه تولى جميع سلطات الدولة وقرر حل البرلمان، في تراجع عن قرارات سابقة لجميع أحزاب المعارضة بضرورة المحافظة على البرلمان ونقل السلطة عن طريقه، لأنه الطرف الوحيد المخول بحل الأزمة في ظل غياب الرئيس واستقالة رئيس الوزراء.

موسكو وعلاقتها بالاحداث
وفي ظل الغموض، وتبدل خريطة التحالفات على الأرض، يبدو أن موسكو غير راغبة في الانخراط المباشر لحل الأزمة، وتواصل دراسة وتحليل المعلومات حتى لا يتسبب أي خطأ في نقمة شعبية عليها.

وشددت روسيا من الإجراءات الأمنية في قاعدتها العسكرية الجوية قرب بشكيك.

وتعليقاً على تسارع التطورات، قال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس الخميس، إن الكرملين يشعر بقلق عميق إزاء ما يحدث في قرغيزستان، فالوضع هناك عبارة عن فوضى عارمة، مشيراً إلى أن بشكيك "شريكة ونحن نعمل في سياق التكامل في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة الدول المستقلة.

اهم شريك لقرغيزستان
وتعد روسيا أهم شريك اقتصادي لقرغيزستان، وهي تملك قاعدة عسكرية جوية قرب بشكيك.

كما أن البلدين يرتبطان بمعاهدة منظمة الأمن والتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومعلوم أن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أشعلت الاحتجاجات الحالية، وسط ظروف اقتصادية صعبة تعيشها البلاد بسبب كورونا وتراجع حجم التحويلات من روسيا، وتوقعات بانكماش الاقتصاد في شكل كبير.
الجريدة الرسمية