رئيس التحرير
عصام كامل

14 معلومة عن تطور العلاقات المصرية الكينية تزامنا مع قمة السيسي وكينياتا بالاتحادية

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الكيني

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس بقصر الاتحادية الرئيس أوهورو كينياتا، رئيس دولة كينيا، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.


وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بأخيه الرئيس كينياتا في مصر، معرباً عن التقدير للعلاقات التاريخية الوثيقة والتعاون المشترك ووحدة الرؤى التي تربط بين البلدين الشقيقين، ومؤكداً حرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجي مع كينيا في شتى المجالات.

كما تقدم الرئيس بالتهنئة إلى الرئيس كينياتا لانتخاب كينيا لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن للفترة 2021-2022، معرباً سيادته عن الثقة في قدرة كينيا على تمثيل القارة الأفريقية على الوجه الأكمل باعتبارها صوتاً مدافعاً عن القضايا الأفريقية في الأمم المتحدة.

 وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أكد الرئيس الحرص على تقديم مصر لخبرتها التنموية إلى كينيا في مجال المشروعات القومية الكبرى، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والإسكان والمرافق والطرق من خلال الشركات المصرية المتخصصة التي أصبحت لديها تجربة وخبرة عريضة في هذا المجال.

من جانبه؛ أعرب الرئيس كينياتا عن تقدير بلاده الكبير لعلاقاتها التاريخية الممتدة مع مصر، مؤكداً حرص كينيا على تطوير التعاون الثنائي مع مصر، والاستعانة بالشركات المصرية العاملة في مجال البنية التحتية، خاصةً في ضوء الخطة القومية الكينية للتنمية، والتي ترتكز أيضاً على محاور الصحة والإسكان منخفض التكلفة والتصنيع والأمن الغذائي.

كما أشاد الرئيس الكيني بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر إقليمياً على صعيد صون السلم والأمن، مشيداً في هذا الصدد بالمواقف المصرية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في منطقتي القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، والتي انعكست على الدعم المصري الكبير لحل القضايا العالقة في هذا الإطار خلال المرحلة الماضية، لا سيما خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بقضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعب المصري باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، وقد تم التوافق على تكثيف التنسيق بين البلدين بشأن تلك القضية الحيوية خلال الفترة المقبلة.

وأبرز المعلومات عن العلاقات المصرية الكينية: 

العلاقات التاريخية

ترسخت العلاقات التاريخية الوثيقة بين شعبي مصر وكينيا من خلال شريان نهر النيل الذي يمدهما بأسباب الحياة كما تتميز العلاقات المصرية الكينية منذ نشأتها بالود وحسن التعاون حيث تحرص مصر دائمًا على تقديم الدعم والمساعدة للشعب الكيني.

العلاقات المصرية الكينية

كما شهدت العلاقات المصرية الكينية في الفترة الأخيرة تطورا إيجابيا وتنام ملحوظ على جميع الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا وكذلك ثقافيًا مما يستوجب أهمية العمل على تحقيق تطور ملموس في كافة مجالات التعاون المشترك.

العلاقات السياسية

بدأت العلاقات فيما بين البلدين منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني حيث قامت مصر خلال عهد جمال عبد الناصر بمساندة حركة الماو ماو الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاحتلال الإنجليزي لكينيا، حيث كانت القاهرة أول عاصمة تفتح أبوابها للزعماء الكينيين الوطنيين وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم في داخل كينيا وخلال العقد الماضي استمرت مصر في سياستها لدعم كينيا حيث كانت تقدم المساعدات اللازمة في وقت الأزمات، وفي مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، وذلك من خلال تقديم المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني كما تم تخصيص إذاعة موجهة من مصر باللغة السواحيلية باسم "صوت أفريقيا" وهي أول إذاعة باللغة السواحيلية تصدر من أفريقيا لدعم الشعب الكيني في نضاله لتحرير بلده.

زيارة كينيا

وزار الرئيس السيسي كينيا حيث عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره الكينى أوهورو كينياتا، ثم جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين.

اهتمام مصر
وأعرب الرئيس الكيني في بداية المباحثات عن سعادة الشعب الكينى بزيارة السيسي، مشيرًا إلى أنها تأتى تتويجًا للعلاقات المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وأشاد في هذا الإطار بالدور التاريخى الذي قامت به مصر في دعم حركة التحرر في بلاده ومختلف الدول الأفريقية.

كما أشار الرئيس الكينى إلى أن هذه الزيارة تعكس اهتمام مصر بعلاقاتها مع الدول الأفريقية، وتؤكد عودتها مرة أخرى إلى مكانتها الطبيعية والرائدة في القارة.

من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن سعادته بزيارة كينيا، وتقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من القيادة الكينية، مؤكدًا أن مصر حريصة على تطوير علاقاتها مع كينيا في كافة المجالات، والعمل معًا من أجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين. 

ووجه الرئيس السيسي الدعوة إلى الرئيس الكينى للقيام بزيارة رسمية إلى مصر لمواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين، وهو ما رحب به الرئيس الكينى معربًا عن تطلعه لزيارة مصر قريبًا.

زيادة التعاون
وشهدت المباحثات شهدت مناقشة سبل الدفع قدما بالعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، حيث أكد الرئيسان أهمية زيادة التعاون لاسيما في ضوء عضوية البلدين في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا الكوميسا.

التبادل التجارى

وفى هذا الإطار، بحث الرئيسان سبل زيادة التبادل التجارى الذي بلغ خلال عام 2016 نحو 451 مليون دولار، كما استعرضا نتائج الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصرى الكينى الذي عقد في نيروبي مؤخرًا، وتم خلاله الاتفاق على زيادة التبادل التجارى إلى مليار دولار على مدى عامين من خلال عدد من المشروعات المشتركة في مختلف المجالات.

واتفق الرئيسان على عقد اجتماعات الدورة السابعة للجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية\مع التحضير الجيد لها بحيث تسفر عن دعم وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

كما أكد الرئيسان على أهمية تفعيل الاتفاقيات التي سبق التوقيع عليها بين الجانبين، وإعداد اتفاقيات جديدة، لاسيما في مجال منع الازدواج الضريبى وحماية الاستثمار، بهدف توفير المناخ اللازم لزيادة التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار.

المساعدات الفنية

وقد أشاد الرئيس كينياتا خلال المباحثات والمؤتمر الصحفى الذي تلاها بالمساعدات الفنية التي تقدمها مصر لدعم وبناء القدرات الكينية في مختلف المجالات، فضلًا عن مساهمتها الإيجابية في عدد من المشروعات التنموية في مجالات الصحة والزراعة والرى.

ومن جانبه، حرص الرئيس على تأكيد استمرار مصر في تقديم المساعدة الفنية لبناء القدرات والتدريب في كينيا، ورحب سيادته بطلب الجانب الكينى قيام مصر بتوفير معدات طبية وأطباء للمستشفى العسكري الجارى بناؤها في العاصمة نيروبي، حيث وجه الرئيس بإرسال وفد من المختصين للقيام بزيارة المستشفى والوقوف على احتياجاته في أقرب فرصة ممكنة.

التعاون الأمني

وأكدا الجانبين المصرى والكينى خلال المباحثات أهمية تفعيل التعاون الأمني بين البلدين في ظل ما يخوضانه من حرب مشتركة ضد الإرهاب، وما يواجهانه من تحديات نتيجة تنامي خطر الجماعات الإرهابية المتطرفة.

الأزهر الشريف
وقد أكد الرئيس في هذا الإطار على أهمية الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامى والتصدى للفكر المتطرف كما رحب الرئس بطلب الرئيس الكينى زيادة عدد الأئمة والدعاة الكينيين الذين يتم تدريبهم من قبل الأزهر الشريف.

كما تطرقت المباحثات إلى دعم جهود التنمية في دول حوض النيل، حيث أكد الرئيسان على أهمية مواصلة العمل على تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض، من خلال المشروعات المشتركة التي تحقق المنفعة المتبادلة، وبدون إلحاق ضرر بحقوق واستخدامات هذه الدول من مياه نهر النيل.

الموضوعات الإقليمية

وتطرقت المباحثات بين الرئيسين أيضًا إلى مختلف الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة بالنسبة لتطور الأوضاع في جنوب السودان والصومال.

وأكد الرئيسان على ضرورة استمرار التنسيق فيما بينهما من أجل العمل على التوصل إلى إحلال السلام والاستقرار في هذه المنطقة.

وتناول الرئيسان كذلك عددًا من الموضوعات الخاصة بالأمم المتحدة، حيث تلاقت وجهات النظر بين الرئيسين واتفقا على مواصلة التنسيق بين الجانبين فيما يتعلق بعملية إصلاح المنظمة الدولية.

دعم مصر

كما طلب الرئيس الكينى دعم مصر في استمرار استضافة نيروبى لمقار عدد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وعقب انتهاء المباحثات شارك الرئيسان في مؤتمر صحفى مشترك، ثم حضر الرئيس مأدبة غداء أقامها على شرف السيسي الرئيس الكينى.


المساعدات المصرية لكينيا

في السابع عشر من يناير 2017 منحت مصر لكينيا 5.5 ملايين دولار أمريكي؛ لتنفيذ مشروع إدارة وتطوير الموارد المائية في كينيا والذي يتمثل في حفر 20 بئرًا جوفيًا وإنشاء 6 سدود لتجميع المياه "خزانات المياه" ومشروع تجريبي لتنفيذ وتشغيل نظم الري الحديثة في الزراعة، بالإضافة إلى التدريب وبناء القدرات على أن يتم تنفيذ المشروع خلال 5 سنوات.

كما قدم الصندوق المصري للتعاون الفني مع الدول الأفريقية التابع لوزارة الخارجية معونة غذائية إلى كينيا لمواجهة آثار الجفاف في أغسطس 2011 وقبلها معونة غذائية أخرى في نوفمبر 2009، وكذلك معونة ثالثة في فبراير 2009. وأوفد الصندوق إلى كينيا العديد من الخبراء.

التمثيل التجاري

ووفقًا لأرقام مكتب التمثيل التجاري المصري بنيروبي فقد شهد حجم التبادل التجاري بين مصر وكينيا تطورًا كبيرًا وتحتل كينيا المركز الأول في التبادل التجاري المصري الأفريقي.

الجريدة الرسمية