رئيس التحرير
عصام كامل

التحرش في الميكروباصات.. مرايات السائقين تكشف تفاصيل جسد الفتيات.. وأستاذ علم نفس: الكلام يرعب المتحرشين

المرايات الصغيرة
المرايات الصغيرة في السيارات
أمسك متحرش.. من أبشع أشكال التحرش ما يتم ارتكابه داخل الميكروباصات، فقد اختلفت طرقه وأشكاله ولكن بالفعل نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط الكثير منه بأكثر من طريقة.


المرايات الصغيرة
ويصر بعض سائقي الميكروباصات على وضع الكثير من المرايات الصغيرة أمامه، تلك المرايات مختلفة تماما عن تلك الموضوعة على جانبي السيارات لكشف السيارات القادمة في الخلف، ومهمتها الأساسية تقريب وتكبير كل ما تعكسه من صور للركاب داخل السيارة.

وهي طريقة جديدة للتحرش لا يمكنك اكتشافها من المرة الأولى، وهذا ما تأكدنا منه بعد الحديث مع أحد سائقي الميكروباص الذي أكد أن بعض زملائه يتعمدون التواجد في الأماكن التي تتواجد بها الفتيات، وفي حال إصرار أحد الرجال الجلوس في مقاعد بعينها قد يتحول الأمر إلى مشكلة كبيرة يدفع فيها سائق الميكروباص بالكثير من الأسباب الكاذبة، ولكن في الواقع تلك المرايات الصغيرة تحدد تفاصيل جسد الفتيات.

وأشار إلي أن معظم المرايات التي تُوضع بشكل كثيف وعشوائي بالقرب من المقاعد الأمامية هدفها التحرش.

وقائع الضبط
ونجحت قوات الأمن في ضبط أكثر من واقعة تحرش داخل الميكروباصات، بما دفع الفتيات للتمسك بحقهن والدفاع عنه وتصوير تلك الوقائع ومساعدة بعضهن لبعض للوصول للجاني، فقد نشرت فتاة مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" كشفت فيه أنه حال استقلالها سيارة ميكروباص من أمام كبريتاج حلوان، متوجهة إلى عملها بالمعادي، قام شخص جالس بجوارها بالكرسي، ويضع حقيبة على قدمه، بفعل فاضح خادش للحياء داخل السيارة، وتحرش بها، وحاول الاحتكاك بها، مما جعلها تقوم بتصويره بواسطة هاتفها دون أن يشعر.

وبعد نشر الفيديو علقت إحدى الفتيات على المقطع، موضحة أن هذا الشخص مقيم بعزبة صدقي شارع الجميزة بحدائق حلوان ولا تعرف اسمه، وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة، نجح رجال مباحث القاهرة في القبض على المتهم يدعى "أيمن. ع" 33 سنة، حاصل على بكالوريوس تجارة، ومقيم بعزبة صدقي، دائرة قسم شرطة المعصرة.

الأكمنة الأمنية
وتقف الأجهزة الأمنية علي قدم وساق للتصدي للمتحرشين بصفة عامة وفي وسائل النقل بصفة خاصة، ففي أحد الوقائع وبالأخص على طريق مصر اسكندرية الزراعي تحرش مساعد سائق ميكروباص بأحد الفتيات، فهاجمه أحد الركاب وأشتدت حدة الكلام بينهم وتحولت لمشاجرة عنيفة تدخل فيها الركاب لمحاولة فضها.

وعند المرور على أول كمين أمني استدعي الراكب رجال الأمن، وطالبهم بالقبض على مساعد السائق بتهمة التحرش وبالفعل ألقي رجال الأمن القبض على المتهم وأخذوا معه مجموعة من شهود العيان من الركاب لتحرير المحضر.

وفي أحد الوقائع، تحرش محامي بمهندسة ديكور أثناء استقلالهما ميكروباص، ونجحت السيدة في إبلاغ القوات الأمنية وإلقاء القبض عليه.

إبلاغ الأمن
الواقعة كانت في منطقة المندرة، حيث ورود بلاغ من سيدة بأنه أثناء استقلالها سيارة "ميكروباص" من منطقة المندرة باتجاه مقر عملها في منطقة لوران، وعند الوصول إلى محطة فيكتوريا ترك المتهم مقعده وجلس بجوارها؛ بحجة إفساح مكان لنزول الركاب.

وأضافت السيدة -في التحقيقات- أن المتهم اقترب منها وألصق رجله برجلها، فتحركت ناحية نافذة الميكروباص للابتعاد عنه، إلا أنه اقترب منها أكثر، ومد يده إلى جسدها وبطنها، فأمسكت بيده مستنجدة بالسائق وطلبت منه التوقف أمام شارع الإقبال؛ حيث تمركز أحد ضباط المرور، والذي طلب النجدة، وتم اصطحابهما إلى قسم شرطة أول الرمل.

وبمواجهة المتهم أنكر ما نُسب إليه، وأفاد بأن المجني عليها حاولت سرقة هاتفه المحمول أثناء جلوسها بجواره داخل الميكروباص، وابتدعت رواية التحرش بها عندما اكتشف محاولتها سرقته، وهو ما نفاه شهود العيان.

التحليل النفسي
وفي نفس السياق، يقول ماهر الصبغ استاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية المتحرش شخصية سيكوباتية تعاني من اضطراب نفسي وكراهية عامة، وعدم القدرة على التحكم في التصرفات، لكن ليس من الضروري أن يكون المتحرش "سيكوباتي"، فمن الممكن أن يكون شخصا طبيعيا جدا، ووجد نفسه يملك سلطة مطلقة على الضحية، وأنها أضعف من أن توقعه في شر أعماله وبالتالي فهو بعيد كل البعد عن المعاقبة.

وأشار استاذ علم النفس إلي أن دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، أكدت أن نحو 99% من النساء المصريات تعرضن للتحرش الجنسى، قامت تلك الدراسة على اعتبار أن النظرية النسوية تفترض أنه يجب أن يُنظر للتحرش على أنه تمييز جنسى يهدف لإخضاع المرأة وعدم تمكينها، ومعاقبتها على تنافسها مع الرجل للحصول على العمل والمراكز المتقدمة، وتدعو هذه النظرية للنظر إلى التحرش على أنه تمييز للنوع يعكس رغبة الرجل في فرض سيطرته وخضوع المرأة.

وقدم "ماهر" نصيحة للفتيات، قائلا: "تكلمي ولا تخشي من المجتمع، لأنه سيدعمك وسيقف بجانبك، فالكلام يرعب المتحرش، وخاصة كما قلت إنه يبدأ بالتجربة، وإذا مر الأمر بسلام يستكمل أسلوبه المهين، فإذا علم أنه سيدفع الثمن، سيكف نهائيا عن ذلك.
الجريدة الرسمية