رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا حدث للمصريين؟! .. ضحايا الفقر.. استربتيز وتيك توك وتحريض على الفسق.. والتطبيقات المشبوهة طريق الثراء السريع

حنين حسام ومودة الأدهم
حنين حسام ومودة الأدهم

حادث فندق فيرمونت لن يكون الأخير من الحوادث الصارخة التي تعكس العوار الأخلاقى الذي أصاب الشخصية المصرية وسكنها وعشش فيها.

 

دراسات ومؤشرات عديدة تكشف بجلاء حالة التراجع التي أصابت الشخصية المصرية بجميع مستوياتها، وتؤكد أنها بحاجة إلى ثورة إصلاحية ترمم ما فسد منها، وتهذب ما اعوج منها، وتعيدها إلى سيرتها الأولى. منظومة التعليم قد تكون المتهم الأول في قفص الاتهام، ولن يحدث تغيير جذرى وإيجابى دون الارتقاء بها.

 

قبل أيام قليلة.. التأم اجتماع وزارى محدود ضم وزراء الشباب والرياضة والإعلام والأوقاف وتوافقوا على ضرورة العمل معًا من أجل إعادة بناء الشخصية المصرية. كيف يكون البناء، ومن أين يبدأ، ومن المسئول عنه، وتساؤلات أخرى نسعى إلى الإجابة عنها في هذا الملف..

 

الفقر

 

الفقر واحد من أكبر المشكلات التي تواجه أي مجتمع، وبسببه تنتشر العديد من الظواهر السلبية التي قد تدمر المجتمع بأثره مثل إدمان المخدرات وانتشار جرائم السرقة والقتل والبلطجة، فضلا عن الانحرافات الأخلاقية بكافة أشكالها وصورها.

 

وفى دول مثل البرازيل والأرجنتين، عندما زادت معدلات الفقر بين السكان، اضطرت بعض النساء إلى احتراف الدعارة وبيع أجسادهن لمن يدفع، وفى بعض الأحيان تقدم الأمهات بناتهن القاصرات للأثرياء للخروج من ضائقة الفقر إلى رحابة الثراء.

 

الفقر والرغبة في تحقيق الثراء السريع بأقل مجهود، دفع الكثير من الفتيات والشباب إلى استخدام بعض التطبيقات على شبكة الإنترنت في إنتاج وترويج فيديوهات منافية للقيم والمبادئ الأخلاقية، كأن تظهر الفتاة فيما يسمى الـ«لايف» من داخل غرفة نومها وترتدى ملابس غير لائقة، وتنطق عبارات وكلمات خارجة، وتتحدث في أمور جنسية مثيرة.

 

التيك توك

 

كل ذلك بهدف تحقيق نسبة مشاهدة عالية، ومن ثم تحقيق مكاسب مالية كبيرة بأقل مجهود.. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل دفعت الرغبة في الهروب من الفقر ومضاعفة المكاسب المالية، البعض إلى تقديم ما يشبه رقصات «الاستربتيز» من خلال تطبيقات معينة مثل تطبيق «تيك توك» الشهير، ومع الانتشار الواسع لتلك الفيديوهات والممارسات المنافية في المجتمع المصري، تحركت أجهزة التحقيق المختصة، وألقت القبض على عدد من أبطال تلك الفيديوهات، ومن يطلق عليهم «نجوم السوشيال وأبطال التريند».

 

ومن بينهم «حنين حسام، ومودة الأدهم، ومنة عبد العزيز».. ومن خلال التحقيقات تبين أن الفتيات الثلاث وقعن ضحية لآفة الفقر، وأردن الخروج إلى حياة الثراء والرفاهية، فلجأن إلى تطبيق «تيك توك» وخضعن لشروطه من أجل المال، فتخلين عن ملابسهن واحترفت إحداهن القوادة الإلكترونية واشتركت في جريمة الاتجار بالبشر وحرضت على الفسق، فيما تحصلت أخرى على أموال من إسرائيل.

 

أما الثالثة فسقطت في مستنقع الرذيلة واعتادت ممارسة الحب المحرم بلا قيد أو شرط!

 

التحريض على الفسق

 

حنين حسام طالبة كلية الآثار المتهمة بالتحريض على الفسق والفجور عبر الإنترنت، قالت في التحقيقات التي أجريت معها: إنها كانت تعمل بعقد لدى شركة عالمية تسمى «لايكي»، وكان من بين بنود العقد أن تنتج وتبث 20 فيديو على تطبيق تيك توك شهريا تظهر فيها وهى تغنى وترقص بملابس غير لائقة مقابل 400 دولار.

 

وفى شهر مارس الماضى طلبت الشركة منها أن تبث إعلانا تطلب فيه فتيات بمواصفات معينة يرتدين ملابس «روشة» ويتحدثن مع الشباب في أمور خاصة.

 

أما مودة الأدهم الطالبة بجامعة خاصة في أكتوبر فدفعها الفقر إلى ترك أهلها في محافظة مطروح والانتقال إلى القاهرة، وبدأت في بث فيديوهات على تطبيق التيك توك حققت من ورائها مكاسب مادية خيالية.

 

وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن مودة تلقت أموالا من 24 دولة من بينها قطر وتركيا وإسرائيل وأمريكا وألمانيا بلغت 171 ألف دولار.

 

وبالنسبة لمنة عبد العزيز فهى فتاة لم يتجاوز عمرها 18 عاما راحت ضحية الفقر والظروف الاجتماعية وأصدقاء السوء فدفعها كل ذلك إلى سلوك منحرف فتعرفت على شباب يظهرون في برامج التيك توك أخذوها إلى عالم الرذيلة.

 

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية