رئيس التحرير
عصام كامل

وقفة تأمل لنجوم الفن فى ذكرى سيد درويش

سيد درويش وبديع خيرى
سيد درويش وبديع خيرى


فى مجلة الاذاعة عام 1963 وفى الذكرى الاربعين لرحيل فنان الشعب سيد درويش نشرت مجموعة من كلمات الفنانين عن ذكرياتهم وتقييمهم لسيد درويش وأثره فى تطور الموسيقى الشرقية تحت عنوان (وقفة تأمل فى ذكرى سيد درويش ) :

 


قالت عنه استاذ الموسيقى الدكتورة سمحة الخولى ــ رحمها الله:عندما ولد سيد درويش كانت الموسيقى المصرية والغناء فنا للخاصة ، وعندما مات كانت موسيقاه والحانه تتردد فى انحاءالبلاد ملكا للعامة من ابناء الشعب كله ، وعندما بدأ حياته الفنية كانت الموسيقى المصرية الغنائية لا تعرف غير الشجن والوجد والهيام ن وعندما انتهت حياته كانت الموسيقى تغنى الوطنية وتعبر عن طوائف العمال  وتوحى بجو الريف وتسخر من الطغاة .
وقال الاديب خيرى شلبى :يزداد ايمانى يوما بعد يوم بعبقرية فنان الشعب سيد درويش، لان ما خلفه سيد درويش لم يكن مجرد انتاج فنى غزير يصلح للتداول فى كل عصر وأوان بل انه خلف تراثا لهبا يتغذى على وجدان الجماهير قدر ما يغذيها شعلة مغناطيسية ان تقترب ــ مجرد اقتراب ــ من وجدان بشر حتى تلتحم بمشاعره التحام النار بالحطب الجاف لترتفع السنة الوهج خضراء فى لون الحشائش صفراء فى لون السنابل حمراء فى لون الحقيقة التى تتدفق فى عروق البشر .
وقال الدكتور حسين فوزى :كنت غاوى أشعار وانا طالب بمدرسة الطب وحاولت ذات مرة اعمل من اشعارى اوبرا وبعتها الى شركة التمثيل العربى بمقابل 30 جنيها وذهبت الى سيد درويش لتلحينها فى بيته بالسبتية فلم يقابلنى وعندما تأكد من شخصيتى خرج الى وهو يقول كنت فاكرك المنجد لانى مديون له بالطقم اللى انت قاعد عليه ولما علم سبب مجيئى طلب فى تلحين الاوبرا 200 جنيه ورفضت الشركة المنتجة فسحبت الاوبرا من شركة التمثيل ورديت ال 30 جنيه حتى يلحنها سيد درويش لجهة اخرى .

مخرج مسرحية "سيد درويش" : العرض يضم أكثر من ٦٠ فنانا وفنانة 


وقال الفنان المسرحى بديع خيرى :عرفت سيد درويش منذ عام 1918 وذلك حين اصطحبنى الفنان الفكاهى حسين شفيق المصرى لمشاهدة مسرحية فيروزشاه التى كانت تقدمها فرقة جورج ابيض ورأيت سيد درويش يغنى كفرد من افراد الكومبارس فلا هو البطل ولا حتى ممثل ثان من شدة تواضعه وهو صاحب اللحن .

 

وقال يوسف وهبى :الموسيقى حين ظهر سيد درويش كان يسمى موزيكتلى ، ولا تأخذ بشهادته المحاكم الشرعية ، وأذكر أنى اتعرفت عليه فى حفل يحييه مطرب قديم واستمر يغنى ويقول (انا زعلان ، فيرد عليه التخت  زعلان ليه ؟)فيقول انا زعلان ، يقولوا له زعلان ليه ؟ وطلع علينا الفجر ونحن لا نعلم زعلان ليه وكان المطرب يمط فى الاغنية ويطلب مشاريب وهو يغنى الاغنية فجاء سيد درويش وطور من الغناءبأن جعل المغنى يتبع الاوركسترا فكان اول من التفت الى ان اللحن كأى عمل فنى لابد ان يشتمل على قمة يصعد اليها قبل ان يصل الى الخاتمة كذلك كان اول معبر فى مصر عن الدراما الموسيقية .فانتشر غناؤه فى الحوارى .


الجريدة الرسمية