رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: واقعة سيدة القطار.. وتباين ردود الأفعال !

منتصر عمران
منتصر عمران


لكل حدث في مصر ردود أفعال متباينة كما أن نظرتنا للأمور جميعها صارت متباينة، فالاختلاف أصبح محور أحاديثنا وأفكارنا، ولكل موقف وجهة نظر، فثقافة الشعب حدثت لها نقلة نوعية، ولكن للأسف إلى ناحية التشكيك في كل إنجاز وتطوير، ونظرية المؤامرة حاضرة في كل منتدياتنا.


فسيدة القطار عندما صنعت معروفا مع شاب في عمر أبنائها بغض النظر عما إذا كان جنديا أم مواطنا عاديا، عجز عن دفع ثمن التذكرة وليس هروبا من دفعها.. فهذه السيدة المربية عندما صنعت ذلك لم تنتظر زخما إعلاميا من وراء هذا الصنيع، وهذا واضح من تأثرها الواضح على ملامح وجهها.


ومن دلالة صدق العبد أن الله يسخر له من ينشر له صنيعه ويضع له القبول في قلوب عباده ومنهم المسئولون.. فتسابق الجميع لتكريمها ورفع قدرها.. مع انها صرحت بأن المجند تصرَّف في المبلغ ودفعه لها قبل أن ينزل من القطار، فإذا نظرنا إلى موقف سيدة القطار وسيدة المحكمة نجد الفرق الذي بين الثرى والثريا.


لذا أيها العبد؛ اعمل أعمالك الصالحة خالصة لوجه الله، وهو الذي سيكافئك عليها دنيا وأخرى، فيا أصحاب الخدمات العامة؛ تاجروا مع الله ولا تتاجروا مع خلقه.


ومع هذا الموقف الطبيعي من السيدة المعلمة إلا أن البعض من أبناء الوطن خرج علينا بانطباع مغاير، وهو أن هذا الموقف معد ومجهز له سابقا (تمثيلية)، دون أن يكشف لنا عن حقائق ودلائل هذا الانطباع المبني سلفا على نظرية المؤامرة التي أصبحت تسود وجدان معظم أفراد الشعب، وخاصة في فئة الشباب بعد أحداث يناير 2011.


وذهب بعضهم لتأكيد نظرية المؤامرة (التمثيلية) في واقعة سيدة القطار إلى التشكيك في الجهة التي قامت بتصوير الواقعة! من خلال طرح بعض الأسئلة، مثل: هل كان الكمساري ورئيس القطار لا يعلمان بالتصوير؟! وأيضا هل السيدة كان تعلم بالتصوير ؟! وهل هي مكلفة بذلك من جهة بعينها ؟! وأين كانت كاميرا الموبايل ومن كان ممسكا بها ؟!


هكذا أصبح حالنا مع كل إنجاز أو تطوير أو حتى مواقف إنسانية نشاهدها في حياتنا الواقعية لدرجة أصبح التشكيك ونظرية المؤامرة معها سمتًا من سمات انطباعاتنا وتفكيرنا.

الجريدة الرسمية