رئيس التحرير
عصام كامل

حكم قراقوش يضع نهاية سراج منير الفنية

سراج منير
سراج منير

من الممثلين القلائل الذين برعوا في تقديم الأدوار الكوميدية والتراجيدية على حد سواء، وهو الفنان سراج منير الذى رحل فى مثل هذا اليوم 13 سبتمبر 1957، وقد بدأ حياته الفنية حين سافر إلى المانيا لدراسة الطب عام 1922 لكنه فضَّل دراسة التمثيل والإخراج فترك الطب واتجه إلى دراسة التمثيل.


فى ألمانيا قابل سرح منير المخرج محمد كريم الذى كان يدرس الإخراج فى ألمانيا، وبعد ست سنوات عاد سراج منير إلى أرض الوطن، واستقبلت عائلته الطبيب القادم من ألمانيا، وكانت الصدمة الكبرى عندما علموا أنه درس التمثيل بدلًا من الطب فطردوه من بيت العائلة.


رشحه محمد كريم بعد ذلك للعب دور الفتى الأول فى أول فيلم له، وهو فيلم زينب الصامت أمام بهيجة حافظ ثم قدم أدوارًا فى مسرحيات عدة فرق مثل فرقة يوسف وهبى والكسار إلى أن قدمه الريحانى فى دور البطولة فى مسرحية "حكم قراقوش" وهى مسرحية تحمل تهكمًا شديدًا على الملك فاروق وأوقفتها الرقابة عدة مرات.


وعندما مرض الريحانى كان يسند أدواره إليه فقام فى وقت من الأوقات ببطولة مرتفعات وذرينج، سلك مقطوع، شارع البهلوان وقسمت وغيرها.


فى السينما قدم أدوارًا عديدة منها أولاد الفقراء، أيام وليالى، دهب، بنات اليوم، عنتر ولبلب الذى قدم فيه دور البلطجى قوى العضلات الذى يصفعه فيه شكوكو سبعة أقلام على وجهه.

 

الاحتفال بالذكرى الـ60 لسراج منير على طاولة أتيليه القاهرة


تزوج سراج منير وهو فى نفس الوقت شقيق المخرج فطين عبد الوهاب من الفنانة ميمى شكيب، وكوَّنا ثنائيًا فنيًا طيلة أكثر من 17 عامًا.


اتجه سراج إألى الإنتاج بعد أن لاحظ انخفاض مستوى الأفلام السينمائية فى وقت من الأوقات فقام بتحويل مسرحيته حكم قراقوش إلى فيلم سينمائى من إنتاجه، وقام بتكلفة إنتاجه 40 ألف جنيه وهو رقم كبير فى تلك الفترة، والفيلم يعالج قضية وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي سادت البلاد أثناء حكم الملك السابق وعرض الفيلم عام 1953، قصة محمود السباع وحوار بديع خيرى وإخراج فطين عبد الوهاب.


فشل الفيلم ولم يحقق عائدا سوى 10 آلاف جنيه، واضطر سراج منير إلى أن يرهن الفيلا التى يعيش فيها مع زوجته وأصيب من شدة حزنه بذبحة صدرية أبعدته عن التمثيل حتى رحل عام 1957.

الجريدة الرسمية