رئيس التحرير
عصام كامل

الأفيونجي والبطل الحقيقي لحادث القطار !

رئيس القطار صاحب العبارة الوقحة "متخليش الافيونة تطلع عليك" لا يدرك أن الافيونة "طلعت فعلا"، ومثل تخدير العمليات الجراحية حيث يفرغ المرضى مخزون عقولهم الباطنة ويفضفضون دون أن يشعروا بمكبوتها ودواخلهم النفسانية..

 

أفرغ رئيس القطار مكبوت عقله الباطن ومخزونه النفسي، فكان ما كان بالتعامل المنحط مع الزي الرسمي لأحد جنود الجيش العظيم، وكان ما كان من عبارات يستحق عليها تحريات واسعة ومحاكمة قضائية..
"إعلامي" بفلوسه!
السيدة صفية تثبت للمرة الألف إن عند سيدات مصر مخزون الوطنية كله.. مخزون العطاء كله.. مخزون الخلق القويم كله.. وينابيع الحنان والخير الذي لا يجف ولن يجف..

الجندي أظهر التزاما بالتعليمات ليس غريبا على أبناء الجيش العظيم.. وربما لو كثيرون مكانه لخلعوا على الفور الكمامة وتخلوا عنها وردوا التجريح على راحتهم.. لكنه لم يفعل.. وفي ظل انفلات عجيب ضد التعليمات بدا المجند وحيدا تقريبا إلا من قليل التزموا بتعليمات الحكومة لمواجهة كورونا !

كل ذلك لم نكن سنعرفه لو لم يكن موجودا وفكر سريعا وأدرك أن الأمور ذاهبة إلى تصعيد كبير وإن تطورا للموقف سيقع لا محالة وقرر إنه إن تدخل لمصلحة المجند لانتهى الأمر إلى دفع الغرامة التي يصر عليها رئيس القطار - بتاع الافيونة اللي هتطلع علينا- أو اعتذار من هنا وتهدئه من هناك.. وإن الامر سيتكرر في غير مكان.. وبثبات.. وتدبر.. وبحرص.. وبذكاء.. أعد هاتفه المحمول والتقط المشهد كله..
لقطاء الإعلام وإعلام اللقائط !
لنعرف من خلاله المستوى الراقي الذي عليه جنودنا.. والحالة الطبيعية السوية التي عليها سيدات مصر وعظيماتها.. والانفلات الذي عليه قطاراتنا حتى إن المسئولين عنها أول المخالفين.. ولم نكن سنضبط بتاع الافيونة "اللي ممكن تطلع علينا "!

عظيم التحية لعظماء المشهد كله.. ولكل من استجاب وتعامل مع الواقعة من قيادات الدولة العليا من الرئيس السيسي إلى الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع إلى الفريق كامل الوزير وزير النقل.. لكن جميعهم وجميعكم لن يختلف إن التحية الأولي له.. ذلك الذي ثبت وتدبر ودبر وقرر أن يسجل الحادثة كلها.. ولولاه لتنمر بتاع "الافيونة اللي هتطلع علينا وهيفقع عنينا" مرات أخرى في المستقبل وتبجح من تبجح من قيادات القطار ولضاع حق مجند محترم وسيدة أصيلة كريمة!


الجريدة الرسمية